Arab Child Theater
(Approach in essence, objectives and contents)
الملخص:
تحاول هذه المداخلة أن تقدم مقاربة حول ماهية مسرح الطفل العربي وأهم الوظائف و الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ظل التغييرات التي يشهدها عالمنا اليوم، والتي أصبحت تحمل في طياتها تهديدا صريحا لهُوية الأطفال كونهم عماد الأمة ومستقبلها، لهذا بات لزاما على المهتمين بالدّرس المسرحي أن يرعوا هذه الفئة العمرية من خلال تخصيص برامج مسرحية توعوية هادفة تحتضن مشاعر الطفل و تقترب من طموحاته وآماله.
وتتمحور إشكالية الورقة البحثية حول دور المسرح في المساهمة في بناء شخصية الطفل العربي و تكوينه في شتى النواحي، وبخاصة النفسية والعقلية والتربوية والثقافية وحماية مدركاته الفكرية من الاضمحلال في عصر العولمة، وما تحمله من تجاذبات ممنهجة تريد أن تحتضن الطفل العربي وتدفعه إلى الانسلاخ عن منظومته العقدية و قيمه التربوية.
الكلمات المفتاحية: مسرح- طفل عربي- تربية- علم.
Abstract:
This intervention attempts to present an approach about the nature of the Arab child theater and the most important functions and goals that it seeks to achieve in light of the changes that our world is witnessing today, which has become an explicit threat to the identity of children as they are the mainstay of the nation and its future. This age group by allocating purposeful awareness theatrical programs that embrace the feelings of the child and approach his aspirations and hopes
The problem of the research paper revolves around the role of theater in contributing to building the personality of the Arab child and its formation in various aspects, especially psychological, mental, educational and cultural protection and protecting his intellectual perceptions from decay in the era of globalization, and the systematic interactions that it bears that want to embrace the Arab child and push him to break away from his ideological system and educational value
Keywords: theatre, Arab child, education, science.
مقدمة:
يعدّ مسرح الطفل من الأشكال الأدبية التي تهتم ببناء المنظومة الفكرية والعقلية للطفولة، ويهدف في مجمله إلى بناء رجال الغد وعماد الأمة ومستقبلها من خلال ترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية والتربوية والتعليمية إضافة إلى الجوانب التثقيفية التي تساعد الطفل على تنمية قدراته المعرفية والذهنية، والمتأمل لمسرح الطفل اليوم يجد بأنّه تجاوز الوظائف والأهداف التقليدية المتعارف عليها إلى أهداف جديدة تقدّم طرائق حداثية في التعامل مع هذه الفئة العمرية، وتوظّف كلّ الوسائل والتقنيات للوصول إلى شكل من أشكال مسرح الطفل يهدف إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال السمو بفكره والاستجابة لمتطلبات المرحلة الحالية.
وتتبلور إشكالية هذه المداخلة حول فكرة رئيسة تتمثل في دور مسرح الطفل في المساهمة في التنشئة الفكرية والثقافية للأطفال الصغار، ويسعى إلى تربيتهم تربية سليمة في ظل عصر التطور التكنولوجي الذي أفرز عديدا من المتغيرات والأطروحات التقنية التي تهدف في مجملها إلى مرافقة الطفل وتسهيل عملية وصوله إلى كسب معارف ومدركات جديدة.
وتتفرع عن هذه الإشكالية مجموعة من الأسئلة نوجزها في ما يلي:
§ -ما هي حقيقة مسرح الطفل وما أهميته؟
§ -ما هي وظائفه وأهدافه؟
§ -ما هو واقع مسرح الطفل في العالم العربي؟
§ -كيف يُسهم المسرح في تشكيل المعارف والأنساق الثقافية لدى الأطفال؟
§ -ما هي أبرز الآليات التي يُمكن أن يعتمد عليها المسرح ليكون أداة فعالة في زرع القيم الأخلاقية والتربوية في نفوس الأطفال؟
للإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها ارتأينا أن نتكئ على المنهج الوصفي الذي نرى بأنه الأنسب لمثل هذه البحوث مع إجراءات التحليل والنقد والشرح والتعليق وغيرها من الآليات التي يعتمد عليها الباحث في مثل هذه الموضوعات.
ويقوم بحثنا على ثلاثة فرضيات نوجزها في ما يلي:
–الفرضية الأولى: يحتل مسرح الطفل مكانة مرموقة في الوطن العربي، ولكن بدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر.
–الفرضية الثانية : يسعى مسرح الطفل منذ بدايته إلى تلقين الأطفال مختلف العلوم والمعارف فضلا عن الثقافة المحلية التي هي جزء لا يتجزأ من هويته.
–الفرضية الثالثة: يُسهم مسرح الطفل اليوم في المحافظة على القيم الأخلاقية والتربوية.
ولتحقيق هذه الفرضيات ارتأينا تقسيم الورقة البحثية إلى العناصر التالية:
1- ماهية مسرح الطفل العربي.
2 –وظيفة وأهداف مسرح الطفل العربي.
3- المضامين الأخلاقية والتربوية في مسرح الطفل العربي.
1- ماهية مسرح الطفل العربي :
· 1-1- مفهومه: ورد مسرح الأطفال ( Children’s theatre ) في المعجم المسرحي بأنه :” تسمية تطلق على العروض التي تتوجّه لجُمهور من الأطفال واليافعين ويُقدّمها مُمثّلون من الأطفال أو من الكبار، وتتراوح في غايتها بين التعليم والإمتاع، كما يُمكن أن تشمل التسمية عُروض الدّمى التي توجّه عادة للأطفال. يُمكن أن يأخذ مسرح الأطفال شكل العرض المسرحي المُتكامل الذي يُقدّم في صالات مسرحيّة أو في أماكن تواجد الأطفال مثل الحدائق أو المدارس، كما يُمكن أن يدخل في نطاق أوسع فيكون جزء من عملية تربوية تهدف إلى تحريض خيال الطفل و تنمية مواهبه فيأخذ شكل التّجارب الإبداعية ذات الطابع الارتجالي بإدارة مُنشط مسرحي مسؤول في المراكز الثقافية والمؤسسات التربوية”[i]، في ضوء هذا التعريف نستنتج الملاحظات التالية:
· -مسرح الطفل هو ذلك المسرح الموجّه إلى الفئة العمرية الصغيرة، وهنا نُميز بين النصوص الدرامية الموجّهة للقراءة والعروض المسرحية(Theatrical performances) الموجّهة للمشاهدة، فعلى الرغم من الاختلاف الواضح بينهما إلا أنّ القاسم المشترك بينهما هو الطفل.
· -في مسرح الطفل قد يشترك الصغار والكبار على حدّ سواء في إعداده كتابة وتمثيلا.
· -يُعدّ مسرح الدمى شكلا من أشكال مسرح الطفل.
· – يقدّم مسرح الأطفال عروضه في الأماكن الخاصة التي يتردد عليها الأطفال، وهنا نخص بالذكر المدارس والمؤسسات الثقافية والتربوية التي تُعنى بالطفل.
1-2- أنواعه: يمكن تقسيم مسرح الطفل إلى نوعين، وهما[ii]:
–النوع الأول: هو وسيلة تربوية وتثقيفية يشترك فيها الطفل بالتمثيل، وهنا تستثمر طاقة الطفل الحركية والتعبيرية في إدراك العالم(Perceive the world ) وتنمية الشخصية وتربية الذوق وتعزيز التثقيف الذاتي والصحة النفسية.
–النوع الثاني: و هذا النوع من المسرح يُؤديه الكبار للصغار كما يتبدى لنا في مسرح العرائس(*) ومسرح خيال الظل.
وتقسّم المسرحية بحسب الأداء إلى قسمين[iii]:
¨ –مسرحيات غنائية: وهي التي تدور حول هيئة الغناء ويقوم الأطفال بالغناء الجماعي أو الفردي بإشراف المعلّم وأحيانا مشاركته.
¨ –مسرحيات تمثيلية: وهي التي تقوم بالإلقاء لتدريب الأطفال على جودة النطق وحسن الأداء ولعب الأدوار التمثيلية.
1-3-نبذة تاريخية عن مسرح الطفل:
قبل أن نستعرض بدايات مسرح الطفل في العالم العربي (Arab world)ارتأينا أن نبحث عن أصول مسرح الطفل في العالم الغربي الذي بدأت معالمه تلوح في الأفق مع المسرحيّات الأولى التي كتبها الكاتب البلجيكي موريس ماتيرلنك ( M.Maeterlinch) منها مسرحية ( العصفور الأزرق) سنة 1907م، وهي مسرحية ذات طابع تعليمي لأنها تُخاطب عقل الطّفل وتعدّه كائنا واعيّا، وكذلك مسرحيات الاسكتلندي جيمس باري ( J.Barrie) ومسرحيات الاسبانيّ اليخاندرو كاسونا (A.Cassona) التي كتبها للأطفال والشباب.[iv]
وفي الماضي كانت تقدّم للأطفال عروض مُستمدّة من كلاسيكيات الأدب ومن التراث التاريخي كما هي الحال في المسرح المدرسي(School theater)، ونظرا لندرة النُّصوص المكتوبة أساسًا لمسرح الأطفال، اتكأ هذا المسرح على عالم الحيوانات وعلى الحكايات التي ترسم عالما عجيبا يستثير خيال الطفل مع تحويلها إلى عروض مسرحية من خلال الإعداد، ثم تطوّر مسرح الطفل في عصر ما بعد الحداثة وذلك بتأثير التجريب(Experimentation) مع الطفل ومن خلاله واستثمار الطاقات المُبدعة لديه، صار هناك توجّه للتعامل مع مسرح الأطفال بشكل مُختلف تمامًا من خلال الاستغناء عن النص ودفع الطفل بتوجيه من منشّط مسرحي في المدرسة أو المسرح للمشاركة في كتابة النص وتحضير الديكور وربط التمثيل باللعب، وتتم هذه التجارب إما في مدارس تجريبية أو في إطار تجمعات ثقافية، وعمليّا لا يكون الهدف الأساسي منها الوصول إلى عرض جاهز بقدر ما ينصبُّ الاهتمام فيها على مسار العملية الإبداعية.[v]
أما في الوطن العربي فكانت عروض الدّمى هي الصيغة الأولى لمسرح الطفل، وفي مطلع الستّينات أشرفتِ الحكومات في البلاد العربيّة على مسرح الطفل ضمن السياسة الثقافية والتربويّة الشاملة، وقد تأسس أول مسرح للأطفال في مصر سنة 1964م، وفي سورية تأسس مسرح العرائس عام 1960م وكان يُقدّم عروضه ضمن نطاق المسرح المدرسي، لكنّ بعض المُخرجين اهتمّوا بتقديم عروض دورية للأطفال يؤديها ممثلون كبار ، ومن العروض المميزة التي قدمت للأطفال في العالم العربي عرض ( يعيش المُهرج) الذي قدّمه اللبناني فائق الحميصي سنة 1981م بالاشتراك مع أسامة شعبان ومحمد القبيسي.[vi]
2 – وظيفة وأهداف مسرح الطفل العربي: يُعد سؤال الوظيفة والأهداف– في نظرنا- من الأسئلة الهامة التي يجب على كل باحث مهتم بمسرح الطفل العربي أن يطرحها على نفسه؛ لأنّ أي عمل إبداعي يجب أن تكون له أهداف يسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، وسنحاول أن نرصد أبرز هذه
الوظائف والأهداف :
2-1-وظائفه: إن المتأمل لمسرح الطفل في عالمنا العربي يجده يسعى إلى المحافظة على هوية الأطفال من الاضمحلال والانحلال، ومن ثمة يجمع الكاتب المسرحي بين جماليات الكتابة ومتعة القراءة أو المشاهدة، وبخاصة عندما يكون العمل الدرامي يرتبط بعالم الطفل، ولعلّ هذا ما ذهب إليه تولكين ( Tolkein) الذي يرى بأنّ المسرح كلّما كان واضحا وممتعا كلّما كان أكثر تأثيرا على المتلقي الذي يتكيّف ويندمج مع العمل، مرجئا أي إمكانية للشك فيه، حتى ولو كان يعلم تماما بأن ما يُشاهده أو يقرأه خيالا، لا يمكن تحقيقه في الواقع لكن هذا لا يمنع من تأثّره بأدائه وتفاعله معه[vii]، فالمسرح الموجّه للأطفال لكي يُحقق النجاح والفاعلية والتأثير يجب أن يجمع بين قضايا الالتزام والفرجة المسرحية التي تجعل الطفل يندمج في العرض المسرحي .
وأضحى مسرح الطفل في عصرنا الحالي يؤدّي مجموعة من الوظائف نوجزها في ما يلي[viii]:
-الوظيفية الحسية: وهي التي تخاطب الحواس جماليا كحواس السمع والبصر من خلال العناصر التشكيلية الجمالية والموسيقى والأداء الصوتي لكلمات الحوار، وهي الوظيفة التي تحقّق المنطق الحسي للعرض المسرحي.
-الوظيفة النفسية: والتي تنعكس من خلال ما عرفه أرسطو (Aristote) بالخوف والذي يشترك مع عناصر أخرى في حدوث التطهير وإزالة القلق من نفس المتلقي من خلال توحّده بمفهوم وقضايا الشخصيات الرئيسية في الفعل الدرامي والتي يصحبها التحوّل في نهاية العمل الدرامي، ونجد هذه الوظيفة اليوم في استخدام المسرح في العلاج النفسي الجماعي في ما يعرف بالبسيكودراما.() -الوظيفة التثقيفية: وهي محصلة تفاعل الطفل مع مضمون الفعل الدرامي، ولقد أضحى المسرح اليوم في ضوء النظرة البريختية(*) يهتم بالتربية التعليمية من خلال دفع رجال التربية إلى استخدام المسرح والدراما في مساندة العملية التعليمية ومرافقة الطفل في تحصيل المعارف والمدركات القبيلة والبعدية، ومن ثمة يغدو المسرح مصدرا مهما في نقل المعلومات المتعلقة بالتغيرات الثقافية في الماضي والحاضر .[ix]
انطلاقا مما سبق يُمكن القول بأنّ الوظيفة الحسية تسعى إلى تنمية حواس الطفل العربي والرفع من القدرات الإدراكية لديه، وبخاصة في العرض المسرحي الذي نجد فيه الطفل يُدمج حواسه لاكتشاف موضوع المسرحية، وهنا تجدر الإشارة أن العروض المسرحية الخاصة بالأطفال تختلف في قوة تأثيرها تبعا للكثافة العلاماتية التي تنتجها المؤثرات الصوتية والضوئية والديكور و ما إلى ذلك من عناصر العرض المسرحي.
أما بخصوص الوظيفة النفسية فالمسرح متنفس للطفل يستطيع من خلاله إخراج كل ما يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس وكل ما يشعر به نحو الأحداث التي قرأها أو شاهدها في العرض المسرحي، ويمكن هنا للكاتب المسرحي أن يُفعّل فكرة التطهير الأرسطية ويجعلها تنسجم مع طبيعة الفئة العمرية الخاصة بالأطفال من خلال محاولة علاجه لبعض الاضطرابات النفسية التي يعيشها الطفل نتيجة لتعرضه لمواقف مؤثّرة.
والمتأمــل لطبيعة الوظيـــفة التثقيفية للمســـرح يجد أنّ المســـــرح أضحى – في عصرنا الحــــالي- من الوســـائل
البارزة التي يتكئ عليها علماء التربية في تزويد الطفل بالمواد التعليمية المفيدة في كلّ صنوف العلم والمعرفة مما يجعله يمتلك مجموعة من الآليات والمهارات تعينه في حل المشاكل ومواجهة الصعوبات وإعادة صياغة قواعد جديدة تستجيب لاهتماماته التربوية والاجتماعية. [x]
2-2-أهدافه: يسعى المهتمون بمسرح الطفل في العالم العربي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف نوجزها في ما يلي[xi]:
ü -تنمية مهارات التعبير والتواصل من خلال توظيف لغة العرض المسرحي مثل: لغة الجسد والإشارة والإيماءة واللغة المنطوقة… وهنا يمكن للطفل من خلال تفاعله معها أن يتعلّم كيفية التعبير عن مشاعره وانفعالاته المختلفة التي يتعرض لها في الواقع .
ü -التعرف على الآخر : فمن خلال فعل المشاهدة يدرك الطفل أنه لا يعيش في هذا العالم وحده بل هناك أناس آخرون يعيشون في نفس العالم، لهذا يجب عليه أن يحترم الآخر ويناقشه ويُقنعه لحل المشكلات الخلافية.
ü -الثقة في النفس وإعادة تقييم الذات.
ü -أهمية الفرد في العمل الجماعي وبين الجماعة؛ ففعل المشاهدة فعل جماعي يعتمد على المشاركة في الفرجة والإعجاب واحترام حاجة الآخر للمشاهدة.
ü -احترام القواعد والتعليمات.
ü ولتحقيق هذه الأهداف وغيرها نجد المؤلفين الدراميين يستخدمون عديدا من الطرائق لعلّ من بينها المخاطبة المزدوجة التي ترى باربرا وول (Barbara Wall) أنها من الأساليب التي تستخدم على نحو تقليدي في الكتابة للأطفال، فالمخاطبة المزدوجة هي “التي يتنقل الراوي فيها بين مخاطبة القراء الأطفال ومخاطبة الكبار الذين من المفترض أنهم يقرءون بصحبتهم، أو يراقبون عملية القراءة، وغالبا ما يظهر الراوي يتحدث بلغة تفوق مستوى استيعاب الأطفال ومتواطئا مع الكبار “[xii]، والمتأمل لطبيعة هذه الكتابة يجدها تهدف إلى السمو بفكر الطفل العربي والرفع من قدراته الإبداعية من خلال الكتابة بلغة راقية قد يجد الطفل صعوبة في فهمها في البداية ثم بعد ذلك يتأقلم مع هذه الكتابة الجديدة.
والكتابة للطفل تحتاج من الكاتب المسرحي أن يكون لديه قاموس خاص يحترم نمو الطفل الجسمي والعقلي؛ لأنّ دراما الطفل تتطلب فهما جيدا لطبيعة الموضوعات على مستوى بنائها الدرامي.[xiii]
والدارس لواقع الكتابة في مسرح الطفل العربي يجد أنها تحتاج إلى إعادة النظر من قبل المهتمين، وهذه نتيجة لجملة من الأسباب عددها لنا الكاتب المغربي المسكيني الصغير في مقدمة مسرحيته الموجّهة للأطفال[xiv]:
¨ -غياب سياسة ثقافية واضحة تهتم بثقافة الطفل.
¨ -عدم وجود مجلس أعلى للطفولة يعنى بالطفل ويخطط له، ويهتم بمجلاته الثقافية والتربوية.
¨ -غياب البنيات التحتية لمسرح الطفل في مؤسساتنا التعليمية.
¨ -غياب البرامج الثقافية المرئية والمقرورة والمسموعة.
3- المضامين الأخلاقية والتربوية في مسرح الطفل العربي : يرتبط مسرح الطفل بالأبعاد الأخلاقية والتربوية نظرا لطبيعة الفئة العمرية الموجّه لها الخطاب المسرحي، فالطفل لا يحتاج إلى الكثافة العلاماتية وكثرة الموضوعات التي قد لا يستوعبها جميعها كما هي الحال بالنسبة للمسرح الموجّه للكبار، لهذا نجد المهتمين بالدّرس المسرحي يولون اهتماما بالغا لطبيعة الموضوعات لكي تحظى مسرحياتهم بالنجاح، والمتأمل لطبيعة المسرحيات الموجّهة للطفل العربي يجدها تنقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي[xv]:
· –التعليمية: وهي مسرحيات تدور حول المعالجة الدرامية لبعض الدروس التعليمية في فرع من فروع المعرفة المختلفة كمسرحية بعض دروس النحو أو النصوص الأدبية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ مسرح الأطفال يختلف نوعا ما عن مسرح الكبار أو الراشدين، فقد عومل مسرح الأطفال إلى وقت قريب على أنّه مسرح مدرسي يستخدم لغايات الدرس أو التعليم أو التربية، وصار بالنسبة للمؤسسة التربوية مادة للنشاط الاحتفالي ورافدا من روافد المنهاج المدرسي.[xvi]
والدّارس للمسرح المدرسي في الوطن العربي يجده يقوم على أساسين، هما[xvii]:
ü – مفهوم التربية في المدرسة تجاوز حدّ تلقين الأفكار والمعلومات، ففي المدرسة يتعلم الطفل أساليب التعاون مع زملائه، ويتعرف على احتمالات الفشل والنجاح، وكيف يتعامل مع الإخفاق.
ü -يقوم على فكرة مسرحة المناهج التعليمية أو موضوعات بعينها في المقرر الدراسي، فلقد أثبتت التجارب أنّ التعامل بالخبرة تكون نتائجه أفضل من تلقين المعارف والمعلومات في ضوء الطريقة التقليدية.
· –القومية العربية: وهي مسرحيات تدور غالبا في موضوع يغرس في نفوس الأطفال حب الوطن والتفاني في سبيل إعلاء شأن الوطن والالتزام بقضايا الأمة العربية الإسلامية، ومن المسرحيات العربية التي تدعو إلى القومية العربية نجد المسرحية الشعرية التي كتبها الجزائري سعد مردف الموسومة بـ (وطني الكبير )، وهنا يدعو الشاعر الأطفال بلسان شخصية ( الطفل الأول) و(الطفل الثاني) إلى تبني فكرة الوطن العربي الواحد، يقول في ذلك:
“الطفل الأول:
إن العراق، وإنّ القدس في خَلدي * كالدرتين ، وللإسلام شمســـــــــــــــــان إن تغربا فحياةُ الشرق غـــــــــــــــــــــــــــــــاربةُ* أو تبكيا لم يعد للعرب عينانِ
الطفل الثاني:
مهلاً أخي، أنت من أوطان مغربنا مابال مثلك يبكي جفنُه وطــــــــــــــــــــــــــــــــــني يا بن الجزائر دع ما سام أظهرناوالزم حماك، ودع ما كان من شجني
فالمرء يأسى لجرحٍ مسّه أبدًا*** وليس يحزنهُ ما ليس في البـــــــــــــــدن”[xviii]،
في هذا الحوار الدرامي الشعري تتضح لنا النزعة القومية التي أراد الشاعر أن يغرسها في قلوب الأطفال الصغار، ومن باب الاستدلال وظّف الشاعر بعض الأماكن على سبيل المثال لا الحصر ( العراق- القدس- الجزائر)، وهي تشترك مع غيرها من الأوطان في عدة مقومات متعلقة بالهُوية والمعتقد واللغة والتاريخ والمصير المشترك مما يجعل هذه القواسم المشتركة تجمعهم جميعا داخل وطن عربي واحد وهو ( الوطن الكبير) الذي يجمع كل الشعوب العربية مما يعزز وجودها ويضمن وحدتها.
وفي قراءة أخرى يُمكن القول بأنّ الشاعر أراد أن يُشير إلى قضية الوحدة بمفهومها الواسع ومن ثمة رفض كل أشكال الفرقة و التعصب التي تعدّ من الأسباب الرئيسة لزوال الدول والمجتمعات.
وفي مقطع درامي آخر أبطاله حروف الهجاء نجد الكاتب يعلن على لسان الشخصيات عن مساندة ودعم الشعب الفلسطيني المرابط في المسجد الأقصى وكذلك الشعب العراقي الشقيق؛ فنقرأ مثلا هذا الحوار الدرامي الذي جرى على لسان (حرف الهمزة) و((حرف القاف)، قوله :
“حرف الهمزة:
أنا ابنُ المسجد الأقصى *** وبعضُ من أهاليهِ
ولي في الذكر آيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتٌ، ***ووعدٌ أن سأنجيه
وعندي لليهــــــــــــــــــــــــــــــــــــود ردى، ***وموتٌ سوف أهديهِ
حرف القاف:
قل للعراق سلامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي إليك طابَ السّلام يا أرضَنا دُمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت دارًا يذود عنها الكــــرام
في كلّ غرب، وشــــــــــــــــــــــــــــرق ، ***عزٌ ، مجد يُقــــــــــــــــــــام
والله يرعاك حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتّى ***يسود فيك الوئام”[xix]
لقد حاول الشاعر أن يجعل من شخصيات هذا الحوار حروفا تتماشى مع طبيعة الفئة العمرية التي يكتب لها، وحاول أن يكشف للطفل الجزائري بشكل خاص وللطفل العربي بصفة عامة ضرورة تحقيق التضامن والاتحاد مع أطفال العالم العربي المضطهدين كما هي حال أطفال فلسطين والعراق؛ فهما جزء لا يتجزأ من أطفال العرب وما حدث لهم قد يحدث لأي طفل عربي، وهنا يتحدث الشاعر بوصفه طفلا من الأطفال الفلسطينيين الذين عاشوا في المسجد الأقصى وعانوا من بطش الاحتلال الإسرائيلي وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات، أما بخصوص أطفال العراق فأجبرتهم الحرب على التشرد فتفشت فيهم الأمراض والأمية فعانوا بذلك الأمرّين، لهذا لم يجد الشاعر إلا هذه الرسائل التي تبعث على الطمأنينة وتفتح باب الأمل بغد أفضل.
· -التهذيبية: وهي التي تدور حول القيم والفضائل والعادات الحسنة، ومن المسرحيات التي تصب في هذا الإطار نجد مسرحية ( محاكمة حطاب) للكاتب المغربي المسكيني الصغير التي تتحدث عن قيمة المحافظة على الشجرة فنقرأ مثلا هذا المقطع المسرحي الذي دار بين (علي) و(مراد):
“علي: لا تحاول قطع الجذور والأغصان الخضراء.
مراد:أنت تشفق على أشجار الغابة…سوف تضيع في البحث عن الأعواد اليابسة.
علي: جذع الشجرة يا صديقي مثل جسدنا ..يتألم ويعاني مثلما نعاني نحن إذا تعرض للضرب والقطع والكسر.
مراد : (ساخرا) أنت أحمق.. تعطف على أشجار جامدة..
علي: ليتك تدرك أهميتها .. فهي بلسمنا ورئتنا السليمة.
مراد: لن أقبل نصائحك ..اسمع لن أشاركك في اختيار الحطب ..طالما أنت تصر على جمع ما سقط من الأشجار ..و الأوراق اليابسة…
علي: أنظر… إليها…إنها تتوالد…وتخضر من أجلنا تمنحنا الظل والهواء والثمار …فهي بيت الطير والنحل والحيوان.”[xx]
من خلال هذا الحوار الدرامي نستشف رغبة (علي) في تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات القيمة حول فوائد الشجرة التي أراد (علي) قطعها من الغابة واستعمالها كحطب لأغراضه الشخصية دون المبالاة بفوائدها العظيمة على الطبيعة وعلى الإنسان الذي كان عليه أن يستفيد من الأعواد اليابسة بدل قطع الأشجار النافعة، ولا شك أنّ الأطفال سيستفيدون من قراءة هذا النص المسرحي ويفهمون المغزى منه أكثر عند مشاهدة هذا العرض المسرحي.
وفي مقطع مسرحي آخر يجعل المؤلف من الأشجار كائنات بشرية تتحدث وتخاطب وتحاجج، فنقرأ مثلا قوله:
“شجرة (1) : حطاب يا حطاب
ضع فأسك في القراب.
شجرة (2) : نحن أشجار يانعة .
نعشق الشمس الساطعة.
شجرة (3) : صدرنا مفتوح.
لكل وجه صبوح.
شجرة (1) : دع عنك العناد
نحن بلسم العباد.
شجرة (2) : واكتشف من نكون ؟
واحرص ألا تخون.
شجرة (3) : نحن غابة الفنون
مصدر هذي الحياة.”[xxi]
من الواضح أنّ التوظيف المجازي لهذه الأشجار لم يكن اعتباطا بل بتخطيط مسبق من قبل المؤلف؛ لأنّ الخطاب المشفّر الذي ترسله الأشجار يكون واضحا وجليا لا لبس فيه ويفهم الأطفال مقاصده منذ الوهلة الأولى، ففي قوله (بلسم العباد –غابة الفنون) تعبير صريح على أهمية الغطاء النباتي في حياة الإنسان، ولعلّ هذا التوظيف المجازي للشخصيات يجعل الطفل يتفاعل معها و يستحسنها على الرغم من أنّ هذا يخالف واقعه فالأشجار لا تتكلم ولا تتحرك.
والمغزى من هذه المسرحية هو تبيان قيمة الشجرة وضرورة المحافظة عليها من قبل الأطفال لأنّهم مستقبل الأمة؛ فالنصيحة تكون لهم منذ الصغر بهدف تنشئة جيل جديد يبتعد عن الممارسات السلبية التي كان الإنسان ولا يزال يقوم بها تجاه الأشجار والغابة.
وفي مسرحية (الكنز والحلوى) نجد المسكيني الصغير يُريد أن يبرز لنا بعض القيم التربوية المتعلقة بقيمة العمل وآثاره المختلفة على الفرد والمجتمع، فنقرأ مثلا هذا الحوار الدرامي الذي دار بين الأخوين ( شعبان) و(علي):
“شعبان: أريد فطورا..بطني يسحقها الجوع.
علي:ألم تشبع من الحلوى في نومك، اسمع أيّها الكسول..أنا عندي فكرة..أنت تعرف أن أبانا الرّاحل لم يترك لنا كثيرا من المال.. أنا ورثت الحبل وأنت ورثت الفأس والجمل ..الآن جاء وقت العمل والتّعاون..نذهب إلى الغابة..نجمع الحطب كما كان يفعل أبي..ونبيعه في السوق.”[xxii]
من الواضح أن هذا المقطع المسرحي الوجيز يحمل دلالات كثيرة تتعلق بقيمة العمل ودوره في حياة الطفل ونبذ الكسل والعجز وهي قيم مستمدة من العقيدة الإسلامية التي بيّنت أهمية العمل وفضله على الإنسان والمجتمع وفوائده العظيمة في الدارين(الدنيوية والأخروية)، ويتوجّب على الوالدين أن يغرسا مثل هذه القيم في نفوس أبنائهما لكي ينشئوا على حب العمل.
ويهدف كتّاب النصوص المسرحية في الوطن العربي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف نوجزها في ما يلي[xxiii]:
· -المساهمة في تيسير العمليات التعليمية في المؤسسات التعليمية والتثقيفية.
· -الكشف عن المواهب والقدرات الخاصة.
· – تغيير سلوك الطفل.
· -معالجة بعض المشكلات النفسية كالخجل والانطواء.
· – جعل الطفل أكثر واقعية وإبعاده عن الخيال؛ لأن واقعية العالم الخيالي عند الطفل هو مجرد تلاعب فني على حدّ تعبير ليندا هتشن( Linda Hutcheon ).[xxiv]
· -إثارة اهتمام الأطفال بالمشكلات المختلفة والإحساس بها، وإثارة حماسهم بالبحث في هذه المشكلات والتماس الحلول المبتكرة المناسبة لها.[xxv]
· -يسمح المسرح ببناء شخصية الأطفال وتكوين معايير القيم والعادات والاتجاهات الصحيحة وتقوية الإرادة عندهم.[xxvi]
· -فالمسرح أداة تربوية وتعليمية يواكب المناهج الدراسية ويرتقي بالطفل إلى مستويات أفضل؛ لأنّه يُخاطب وجدانه وعقله، وينطلق بخياله إلى آفاق المستقبل، ويزوده بمهارات وخبرات كثيرة ومتنوعة ويفتح له طرق الاستمتاع بمواهبه وتنمية قدراته الخاصة.[xxvii]
وإذا قمنا بسبر أغوار القيم الأخلاقية والتربوية في مسرح الطفل العربي نجد هناك عدة أقلام عربية حاولت تخصيص بعض كتاباتها الدرامية للطفل كما يتبدى لنا في الجزائر عند محمد صالح رمضان في مسرحيته ( الناشئة المهاجرة) التي حملت مضمونا دينيا يتمثل في هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، ومسرحية ( بلال بن رباح) لمحمد العيد آل خليفة، ومسرحية ( المولد) لعبد الرحمان الجيلالي وغيرها من المسرحيات التي تحاول ربط أطفالنا بتاريخهم العربي الإسلامي وغرس القيم النبيلة فيهم.[xxviii]
أما في سوريا فنجد سليمان العيسى الذي كتب مسرحيات غنائية للأطفال موسومة بـ( المستقبل) سنة 1969م، وهي مسرحيات تحمل موضوعات تربوية تتعلق بالبيت والمدرسة والوطن والطبيعة، والملاحظ أن هذه المسرحيات وجدت تقبّلا من قبل المتلقي الصغير لبساطة تركيبها ودقة ألفاظها وسهولة جريانها في منطوق الكبار، كما أشار سليمان العيسى إلى قيم الحرية والكرامة والطفولة والمستقبل، كما أعطى للأطفال أدوارا رائدة في بناء المستقبل، ومن المسرحيات التي تُجسد هذا التوجه نجد المسرحيات التالية : (الأطفال يزورون المعري- الأطفال يحملون الراية- المتنبي والأطفال-سندريلا- الأطفال يزورون تدمر).[xxix]
وفي السعودية نجد كتابات عبد الرحمن المريخي وعبد الله آل عبد المحسن؛ فالأول كتب مسرحية (ليلة النافلة)، أما الثاني فكتب مسرحية (الكريكشون) والمسرحيتان تشيران إلى طقس من طقوس المجتمع الخليجي الشهيرة والمتعلقة باحتفالات شهر رمضان بيد أنهما تختلفان من حيث المغزى والأهداف؛ فعبد الرحمن بن علي المريخي عمّق الحدث الاجتماعي وجعله يحمل قيما إنسانية تقوم على التكافل الاجتماعي وعلى رعاية الفقراء والمعوزين بينما أشار عبد الله آل عبد المحسن إلى الجوانب الترفيهية في مسرح الطفل من خلال قيام مجموعة من الأطفال بالألعاب الشعبية في شهر رمضان.[xxx]
ومن الأعمال البارزة للأطفال في مصر نجد أعمال عبد المجيد شكري في مسرحيته ( الأمير الأسيرة) وهي مسرحية جمعت بين التكامل الفني والهدف التربوي وتحمل مغزى تربويا يتمثل في تبيان قيمة العمل في حياة الطفل.[xxxi]
الهوامش والإحالات:
[i] -ماري إلياس وحنان قصّاب حسن: المعجم المسرحي، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، ط1، 1997م، ص:41.
[ii] – يُـنظر: عبد الله أبو هيف: المسرح العربي المعاصر –قضايا ورؤى وتجارب-منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، سوريا، (د.ط)، 2002م، ص:192.
(*) – هناك فرق بين مسرح العرائس ومسرح الآدمي ومكمن الاختلاف في نوعية الممثلين؛ ففي الأول الممثلون هم شخصيات خيالية أبدعها خيال المؤلف لجمهور من الأطفال يتوق إلى الحياة في دنيا المغامرات أما الثاني فالممثلون بشر لهم صفاتهم ومقاييسهم وأجسامهم.
(يُنظر:أحمد نجيب: أدب الأطفال – علم وفن-، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، (د.ط)، 1411هـ/1991م، ص:258 .
[iii] -يُـنظر: سمير عبد الوهاب أحمد: أدب الأطفال – قراءات نظرية ونماذج تطبيقية-، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1426هـ/2006م، ص:169.
[iv] – يُنظر: ماري إلياس وحنان قصّاب حسن: المعجم المسرحي، ص:41-42.
[v] – يُنظر: الــــــــــــــــــمرجع نــــــــــــــفسه، ص:43.
[vi] – يُنظر: الــــــــــــــــــمرجع نــــــــــــــفسه، ص:42.
[vii] – يُنظر: كمال الدين حسين: الدراما والمسرح في العلاج النفسي، دار المعارف، القاهرة، جمهورية مصر العربية، ط1، 2015م، ص:9.
[viii] – يُنظر: كمال الدين حسين: الدراما والمسرح في العلاج النفسي، ص:14-15.
() – البسيكودراما: يتكون المصطلح من كلمتين وهما النفس والدراما ومعناها السلوك والتمثيل، وهي كلمة مركبة تعني الدراما النفسية، وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية، وعلى استخدام المسرح كنوع من أنواع العلاج النفسي. كما أن العلماء في العصر الحالي يركزون على العلاج بالدراما مستخدمين تقنيات علم النفس العلاجية والتمثيل الحركي والعاطفي للمواقف والأدوار التي يقومون بها.( للتفصيل يُنظر:هبة خالد سليم: الدراما السيكودراما- السيكودراما وتطبيقاتها في العملية التعليمية-، دار آمنة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، (د.ط)، 2019م، 149.) (*) – البريختية: نسبة لمؤلف مسرحي ألماني بريشت برتولت ( Brecht Bertolt) (1898م-1956م) من أعماله (طبول الليل- أم شجاعة وأولادها).(يُنظر:موريس حنّا شربل : موسوعة الشعراء والأدباء الأجانب، جرّوس برس، طرابلس، لبنان، (د.ط)، 1996م، ص:103-104.
[ix] – يُنظر: كيمبرلي رينولدز: أدب الأطفال – مقدمة قصيرة جدّا- ، ترجمة : ياسر حسن، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، ط1، 2014م، ص:14.
[x] – يُنظر: ستيوارت سيم: دليل ما بعد الحداثة- ما بعد الحداثة: تاريخها وسياقها الثقافي-، ترجمة: وجيه سمعان عبد المسيح، الهية العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، مصر، ط1، 2011م، ص:237.
[xi] – يُنظر: كمال الدين حسين: الدراما والمسرح في العلاج النفسي، ص:16-18.
[xii] – كيمبرلي رينولدز: أدب الأطفال – مقدمة قصيرة جدّا- ، ترجمة : ياسر حسن، ص:35.
[xiii] – يُنظر: المسكيني الصغير: سلسلة مسرحية (محاكمة حطاب) -مسرح الطفل- مطبعة النجاح، الدار البيضاء، المغرب، 1433هـ/2012م، ص:3.
[xiv] – يُنظر: المسكيني الصغير: سلسلة مسرحية (محاكمة حطاب) –مسرح الطفل- ص:5.
[xv] – يُنظر: سمير عبد الوهاب أحمد: أدب الأطفال – قراءات نظرية ونماذج تطبيقية-، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1426هـ/2006م، ص:169.
[xvi] – يُنظر: عبد الله أبو هيف: المسرح العربي المعاصر –قضايا ورؤى وتجارب- ص:191.
[xvii] – يُنظر: محمد حسن عبد الله: قصص الأطفال ومسرحهم، دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة، مصر، (د.ط)، 2001م، ص:54-55.
[xviii] – سعد مردف: وطني الكبير (مسرحية شعرية للأطفال) ضمن ديوان شعري يوميات قلب، مطبعة دركي الوادي، الجزائر، (د.ط)، 2005م، ص:207.
[xix] – سعد مردف: وطني الكبير (مسرحية شعرية للأطفال) ضمن ديوان يوميات قلب، ص:208 -209.
[xx] – المسكيني الصغير: مسرحية محاكمة حطاب ضمن سلسلة مسرحية (محاكمة حطاب) –مسرح الطفل- ، ص:9.
[xxi] – ينظر: المسكيني الصغير: مسرحية محاكمة حطاب ضمن سلسلة مسرحية (محاكمة حطاب) –مسرح الطفل- ص:12.
[xxii] -المسكيني الصغير : مسرحية الكنز والحلوى، ضمن سلسلة مسرحية( حكاية حطاب)، –مسرح الطفل- ص:22.
[xxiii] – يُنظر: كمال الدين حسين: الدراما والمسرح في العلاج النفسي، ص:7.
[xxiv] – يُنظر: سيمون مالباس: ما بعد الحداثة، ترجمة: باسل المسالمه، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، سوريا، ط1، 2012م، ص:45.
[xxv] – يُنظر: أحمد نجيب: أدب الأطفال –علم وفن-، ص:292.
[xxvi] – يُنظر: محمد حسن بريغش: أدب الأطفال –أهدافه وسماته- مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط2، 1416هـ-1996م، ص:144.
[xxvii] – يُنظر: محمد حسن بريغش: أدب الأطفال – ص:144.
[xxviii] – يُنظر: محمد بشير بوجرة: مسرح الطفل في الجزائر- دراسة في الأشكال والمضامين- أطروحة دكتوراه، كلية الآداب واللغات والفنون، جامعة وهران، 2011م، ص:136.
[xxix] – يُنظر: عبد الله أبو هيف: المسرح العربي المعاصر –قضايا ورؤى وتجارب، ص:193-194.
[xxx] -يُنظر: سامي الجمعان: المسرح السّعودي من الرّيادة إلى التّجديد، (د.ن)، (د.ط)، 2018م، ص:45-46.
[xxxi] – يُنظر: محمد حسن عبد الله : قصص الأطفال ومسرحهم، ص:117-118.
قائمة المصادر والمراجع
أولا- المصادر
1-سعد مردف: وطني الكبير (مسرحية شعرية للأطفال) ضمن ديوان شعري يوميات قلب، مطبعة دركي الوادي، الجزائر، (د.ط)، 2005م.
2-المسكيني الصغير: مسرحية محاكمة حطاب و مسرحية الكنز والحلوى ضمن سلسلة (محاكمة حطاب) –مسرح الطفل- مطبعة النجاح، الدار البيضاء، المغرب، 1433هـ/2012م.
ثانيا-المراجع
أ-المراجع باللغة العربية:
3-أحمد نجيب: أدب الأطفال –علم وفن-، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، (د.ط)، 1411هـ/1991م.
4-سامي الجمعان: المسرح السّعودي من الرّيادة إلى التّجديد، (د.ن)، (د.ط)، 2018م.
5-سمير عبد الوهاب أحمد: أدب الأطفال – قراءات نظرية ونماذج تطبيقية-، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1426هـ/2006م.
6-عبد الله أبو هيف: المسرح العربي المعاصر –قضايا ورؤى وتجارب-منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق، سوريا، (د.ط)، 2002م.
7-كمال الدين حسين: الدراما والمسرح في العلاج النفسي، دار المعارف، القاهرة، جمهورية مصر العربية، ط1، 2015م.
8-محمد حسن بريغش: أدب الأطفال –أهدافه وسماته- مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط2، 1416هـ-1996م.
9-محمد حسن عبد الله: قصص الأطفال ومسرحهم، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، (د.ط)، 2001م.
10-هبة خالد سليم: الدراما السيكودراما- السيكودراما وتطبيقاتها في العملية التعليمية-، دار آمنة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، (د.ط)، 2019م.
ب-المراجع المترجمة:
11-ستيوارت سيم: دليل ما بعد الحداثة- ما بعد الحداثة: تاريخها وسياقها الثقافي-، ترجمة: وجيه سمعان عبد المسيح، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، مصر، ط1، 2011م.
12-سيمون مالباس: ما بعد الحداثة، ترجمة: باسل المسالمه، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، سوريا، ط1، 2012م.
13-كيمبرلي رينولدز: أدب الأطفال – مقدمة قصيرة جدّا- ، ترجمة : ياسر حسن، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، جمهورية مصر العربية، ط1، 2014م.
ثالثا-المعاجم
المعاجم باللغة العربية:
14-ماري إلياس وحنان قصّاب حسن: المعجم المسرحي، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، ط1، 1997م.
المعاجم المترجمة:
15-موريس حنّا شربل : موسوعة الشعراء والأدباء الأجانب، جرّوس برس، طرابلس، لبنان، (د.ط)، 1996م.
رابعا-أطروحات الدكتوراه
16-محمد بشير بوجرة: مسرح الطفل في الجزائر- دراسة في الأشكال والمضامين- أطروحة دكتوراه، كلية الآداب واللغات والفنون، جامعة وهران، 2011م
د. أحمد رية