أرفض بسمتكم ل د. سعيد محمد المنزلاوي

هل يمكنُ

أن يفتر الثغر الناصعُ

عن بسمةْ؟

أوَ تلك البسمةْ؟

ما أقسى تلك البسمةْ!

كم توخزني!

كم تؤلمني!

كم توجعني!

كالسهم تمزق أوردتي

كالمدية تقطع شرياني

تلك البسماتْ

كل الضحكاتْ

ذبحٌ

وأدٌ

قتلٌ عمدٌ

سرًّا جهرًا

ليلًا ونهارْ

هل للبسمة أن تذبحْ؟

أن تجهض فينا الأحلامْ؟

كي تخفى الشمس وكلُّ الأقمارْ؟

أن تحرق أزهار الحبِّ؟

أمسى الحب ذكرى ورمادْ

تاهت أيام العمرِ

ضلت كل الخطواتْ

مُنِعَ القطرُ

جفت كل الأنهارْ

مات الطيرُ

عاش الجرذُ

مات الطيرُ

عاش الجرذُ

عاثت في الأرض خنازيرُ

نعقتْ غربانٌ سودْ

 يومًا ما

نصعد للقمر درجًا

من نور الشمسْ

ونضم إلينا كل نجوم الليل

ونسافر يحملنا متن الريحِ

وإذا شئنا

غصنا في البحرِ

بين اللؤلؤ والمرجانْ

يومًا ما

نتسابقُ فوق الغيمِ

يتساقط منها قطر عذبٌ

يروي كل القيعانِ

نغرس أشجارًا تتبسمْ

نرويها عشقًا

فالعشق حياة الإنسانْ

يومًا ما

تطرح تلك البسمة أنغامًا

أحلامًا

موسيقا توقظ قلبي الوسنان

يومًا ما

نقطف أزهارًا

نتجول في البستان حفاة الأقدامِ

نجري

نمرحْ

ونحلق مثل الأطيارْ

لكن البسمة حتى اليومَ

سنانٌ ورماحْ

سكينٌ حادْ

وأد الفرحةْ

سفك الأحلامْ

إني لا أقبلُ بسمتكمْ

تلك السكينُ المسنون

إني لا أطمع في وصلٍ

يرديني

أو ضحكٍ

لم يخمدْ نيراني

لا أبغي جُرحًا يؤذيني

حسبي حزني

حسبي جرحي

حسبي أني مكلومْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *