أين أنا منك؟
أجد أركانَك فارغة!
وأجدُني رحلتُ بِلا عودة
أنا الذي بُعدُكم لم يُرهقْني
وبَعدَكُم تَعَلَّمتُ أن أنهَضَ أن أَبنِي
سُبحان الذي بيدهِ تعودُ الأماني
ويُولَدُ عُمر جديد من رحمِ عُمرٍ
معكَ قد شاخَ وأَتعَبَنِي
تجعيدةُ شقاءٍ تلك التي
أَجهَدَت أَغلَقَت عيني
فما عُدتُ أُبصِرُ نورًا داخلي
وأَغلَقَ الكونُ منافذَهُ من حولي
حالي بكى مُرَّ البكاءِ
على فؤادٍ نَزَعتَهُ مِنِّي
لَوعتُك كانت كاذبة
ابتسامَتُكَ كانت زائفة
خوفُكَ عليَّ الذي زَعمتَ
كان ضَمَّةَ مُخادعٍ لئيمٍ لفريستِه
كانت قُبلَةُ موتي كان سُمِّي
نُدوبُكَ المريضة الغائرةُ بجسمي
كم آلمَتني كم أَعيَتني
حياتي معك احتَضَنَتها التعاسة
قصةُ ملكةٍ مُتَوَّجَةٍ تَرَبَّعَت
على عرش قلبِك
كان ظَنِّي كان وهمي
تباهت واختالت تماهت
ضاعت في عالمكِ الخيالي
وكأن زَعمَهُم عن الشعاعِ الأزرقِ حقيقة
وكُنتُ نائمةً كفتاةِ الثلجِ غَريقة
في بُعدِكَ المغناطيسي جَذَبتَني
في قبرِكَ الفيروزي سَجَنتَني
في أسطورتي المثالية جَسَّدتُ دَورَ الضحية
يا قاتلي على مَهلٍ
يا غادري على عَجَلٍ
طَعنتُكَ النازفة ما زالت تُذَكِّرُني
هي علامةُ درسي
ولَقَى وجودُكَ حَتفَهُ على أعتابي
ووجَدتُ فراقي لَكَ جلَّ عقابي
في غفلةٍ منكَ أفاقت من نومها فتاةُ الثلج
أَقسَمَت لَتَثأرْ حتى ترى بعينِكَ هذا الوَهج
إنها الصاعقةُ وقعت على رأسِكَ
والصدمةُ على وجهِك تَبتَهج
إنهُ الذهولُ يا عزيزي
لا تهتز لا تصنع الهرجَ والمرج
مناشفٌ لَدَيَّ من أجلِ العَرَق
لا تَبتَئس لا تحترق
أُريدُكَ أن تُحافظَ دومًا على الألق
نارُكَ تَخرجُ من أناملِكَ
ولن تُطفئَها محيطاتُ العالم
ويطيرُ من الخوفِ الورق
أُلَملِمُهُ أُرَتِّبُهُ أُزَيِّنُهُ بنقاطِ حبري
فيبتسمُ ويرسُمُ ما سَبَق
الاعتيادُ من عاداتِ البَشَر
سأجعلُهُ عادة لقلمي والحجر
سأَخُطُّ اسمَكَ ويَنقُشُ القلم
وأنحِتُ تمثالًا لي يُشيرُ إليك
ويقول لسانُهُ لن يُغتَفَر
أَبشِر لن أَحرِمَكَ من رؤيتي
لا لن تتذوَّقَ غُربتي
هَجَرتُ أركانَكَ لكنكَ لم تُوَدِّع مُقلَتي
أَحفَظُكَ هنا بسراديبِ أفكاري
لن ترتاحَ لحظة
يا أسوأ موافقةٍ نَطَقَها اختياري
الشاعرة والكاتبة الصحفية حنان فاروق العجمي