أنا منْ سلميةَ والمدى وجعُ
لكنّني كالشمسِ لا أقعُ
لي من حروفِ الشعرِ معتمدُ
لي من غزولِ الحسنْ منتجعُ
والصبرُ أحملهُ ويحملني
طبّاً تفرِّقُ بيننا البِدعُ
من أينَ جاؤوا أنَّ في امرأةٍ
ضعفاً وأنَّهمُ من ابتدعوا
تهمٌ حملناها طواعيةً
فإذا بآدمَ كلُُهُ جشعُ
أنا حرّةٌ شقراءُ سنبلةٌ
أطعمتُهمْ فانتابَهمْ طمعُ
فليعرفوا فصلَ الكلامِ إذاً
وليأخذوا حِذْراً ويرتدعوا
مازلتُ في الميدانِ فارسةً
ووراءَ حافرِ خيليَ الهلعُ
إن قطّعوا قلبي بمُديتهمْ
فهمُ على نَصْلاتها القِطعُ
قد أُستفزُّ برأيهمْ فأنا
الأنثى وطبعُ المرأةِ الدلعُ
ولقد ألوذُ بدمعةٍ سقطتْ
فيها يهلِّلُ منهُمُ اللكِعُ
لكنني أطلقتُ أغنيتي
حَرّى ليرهَفَ منهمُ السمعُ
أنا إن وقعتُ ففوقَ جثّتهمْ
لكنني كالشمس لا أقعُ
الشاعرة فاتن حيدر