” لماذا تبقى الأفواه في الخدمة بلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا من يسمع النداء “
المقتلة المطحنة التي لا زالت تدور عبر قتل الاحياء وقتل سبل الحياة وطحن الأشياء في غزة أيا كانت حجرا او شجرا وبعد ان أخرج الجناة المحتلين المشافي وسيارات الإسعاف والمسعفين والأطباء والممرضين واجهزة وسيارات الإنقاذ ورجالها والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ولم يبقوا حجر على حجر الا من لا زال ينتظر ولم يبقوا للحياة على ارض غزة مكانا آمن ولولا ان بعض الحيوانات باتت تجد في لحم الشهداء قوت يومها لما كان لبعضها ممن نجى من القصف ان تواصل الحياة.
في غزة كل شيء ضروري للحياة تمكن الجناة من إخراجه عن الخدمة وبعد ان منعوا الغذاء والماء والدواء والغطاء فلا سقف الا السماء ولا رداء الا اسمال مضى على عمرها اكثر من عام ولم يبق لأفواه الغزيين من سبب لفتحها للصراخ من قعر البئر لعل أحدا من خارج البئر يسمعهم وبما ان أحدا هناك لا يرفع يديه عن اذنيه ليسمع فقد صار بإمكاننا القول ان العالم خارج دائرة فعل المقتلة ومن يذود عن أهلها بيديه قد أصدر قراره بإخراج افواه الغزيين واللبنانيين عن الخدمة بعد ان تراجع عن أي فعل مهما كان بسيطا لمدهم بالغذاء والماء والدواء واغلق اذنيه امام صراخهم بوقف المقتلة المطحنة.
هذا العالم ابدا ليس بعاجز بل ان بإمكانه بلحظة واحدة ان يوقف الجناة القتلة من واشنطن وماجوريهم في تل ابيب ومع ذلك يواصل الصمت وامداد القاتل بكل ما يحتاج ليواصل المقتلة المطحنة هذه بلا خجل ولو ان هنا بعض خجل وبعض اخلاق وبعض قيم لما وقع ما يقع على الأرض الان ليس في فلسطين ولبنان فقط ولكن في السودان وفي شرق أوروبا وغيرها وغيرها.
الشيطان يستقيل
بسبب الابداع الخرافي في الشر والاجرام والجريمة الذي تمارسه الولايات المتحدة بكل وقاحة وامام فعل هذا الذي يجري على ارض غزة ولبنان والقدرة الفائقة على الوقاحة بحيث تمنح القاتل كل ما يحتاج للقتل وتتمنى عليه في العلن فقط ان يمنح المقتول بعض الطعام والماء او بعض الدواء وهي ترعى مقتلة بشعة في السودان وتدير صراعا صامتا ضد الصين وتسرق مال روسيا علنا لتحصل على اثمان الأسلحة التي تمنحها لأوكرانيا لتقاتل روسيا وتحرم على ايران الدفاع عن ارضها وتعتبر دفاعها إرهابا وتمنح نفسها حق حماية قاتلها الماجور في تل ابيب وتسمي ذلك دفاعا عن النفس في حين يصير الانحياز الإيراني لجهة المظلوم جريمة تستحق العقاب.
خرجت افواه الغزيين عن الخدمة وتكاد أصوات اللبنانيين ان تخرج ويخرج معها ضمير واخلاق العالم وقوانينه وانظمته وتخرج معها كل الأصوات التي تجوب عواصم الدنيا مطالبة بوقف المقتلة المطحنة على فلسطين ولبنان وان لم يرفع ملايين الاحرار اكفهم قبل أصواتهم الى جانب احرار فلسطين ولبنان كما تفعل قوى محور المقاومة وبأشكال كثيرة وليس السلاح وحده هو السبيل والا فان الافواه في كل جهات الأرض ستخرج عن الخدمة يوما ان ظل شيطان حضارة العصر الإمبريانولوجي ” امبريالية المعرفة ” هو من يدير الموت في كل جهات الأرض بأيدي وكلائه.
الأديب عدنان الصباح