أمريكا تغرق في ماء ورمال الشرق الأوسط هل من سبيل للخلاص؟

ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة تجمع لقطاع الطرق واللصوص في العالم ،ومنذ اكتشافها على يد كولومبس ، أضحت مرتعاً للصوص،وتطورت حتى غدت قوى عظمى بعد الحرب العالمية الثانية بشكل أساسي،،ويدل تاريخها على أنها وراء كل الحروب ومصائب البشرية،ولقد سيطرت عليها حكومة خفية تقودها الماسونية العالمية بهدف العمل على إخضاع الشعوب للهيمنة وسرقة ثرواتها،ومن جهة ،ودعم المشروع الصهيوني لاحتلال فلسطين وإقامة كيان يمارس دور كلب الحراسة واتفقت بذلك مع الدول الاستعمارية بريطانيا وفرنسا ،فأنشأت ما يسمى هيئة الأمم المتحدة والتي تأسست في بيت داعرة في فرانسيسكو،وضمت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لتكون عصا مسلط على رقاب الشعوب الفقيرة ولتشرعن السيطرة للدول الاستعمارية فكان من أولى نتاجاتها الكيان الصهيوني في فلسطين الذي قام على طرد شعب فلسطين وإحلال عصابات إرهابية من بقاع الأرض.ومع بداية القرن الواحد والعشرين بدأت الإدارات الأمريكية تتعامل بعنجهية وغطرسة مع الملفات الدولية وقضايا الشعوب وتطبيق سياسة العصا الغليظة في وجه الشعوب وخاصة في وطننا العربي ومع الدول الإسلامية التي قالت لا للمشاريع والهيمنة الاستعمارية وأرادت أن تعيش حرة مستقلة،فتدخلت عسكرياً في العديد من البلدان وارتكبت مجازو بحق الكثير من الشعوب كما فعلت في العراق وأفغانستان،ودعمت القوى الانفصالية والمتطرفة لتقوم بانقلابات ضد حكوماتها وتسلم نفسها رهينة للمحتل الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تسبح في الفلك الأمريكي،وعملت على الحصار ونشر الفقر والجوع، والقلاقل والفوضى والاضطرابات في معظم الدول ، كل ذلك ليكون مبرراً لها للتدخل في شؤون الدول،ويمكننا القول:إن الحروب والكوارث في عظمها في العال هي وراءها والأخطر هو دعمها للكيان الإرهابي في فلسطين والتغطية على جرائمه ضد الإنسانية والمجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب العربي الفلسطيني

لقد ظن صناع القرار في البيت الأبيض الذين تقوده الحكومة الخفية الماسونية إن بإمكانه كسر إرادة الشعوب من خلال استعمال القوة والإرهاب واستعراض القوة،فإذا كان هذا صحيحاً بالنسبة لبعض الحكومات المذعورة والخائنة والتي لا يهمها إلا مصالحها فهذا لا ينطبق على الشعوب الحرة والمقاومة،فشعوب محور المقاومة قد نهضت وقررت المواجهة وهي تملك أقوى سلاح لن تستطيع الإدارات الإمبريالية والصهيونية امتلاكه وهو سلاح الشهادة والتضحية،مهما امتلكت من التكنولوجيا،وهذا ما أثبتته معركة طوفان الأقصى،والتضحيات العظيمة التي قدمها أهلنا في غزة،وصمودهم كالجبال الراسيات وإدارتهم للمعركة بإبداع قل نظيره،فأسقطوا عنجهية الكيان الصهيوني ومرغوا هيبته بالوحل وسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ،وأثبت هذا الكيان أنه أوهن من بيت العنكبوت،ولم يستطع بعد مرور أكثر من مئة وعشرين يوماً أن يحقق أي من أهدافه التي أعلنها ،بالرغم من استعماله كل أنواع الأسلحة براً وبحراً وجواً والدعم اللا محدود من قبل الدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرهم،في ظل صمت مريب من معظم الأنظمة العربية والإسلامية.

لقد أثبتت قوى المقاومة مقدرة فائقة على الصمود وإدارة الصراع من خلال تمتعها بالصبر الاستراتيجي،فبنت قدراتها بصمت بالرغم من الملاحقة الدائمة وعدم توافر البيئة المناسبة والإمكانات الكافية فصنعت المعجزة وخضعت لعدة اختبارات في الصراع وفي كل مرة كانت تخرج أقوى وأصلب عوداً ،بسبب عقيدتها العظيمة،وإيمانها بحقها وان الحق يؤخذ ولا يعطى،فسجلت اليوم بطولات سيذكرها التاريخ والشعب بكل فخر فأزالت اليأس من القلوب وزرعت الأمل بالنصر ،بل أصبح شعبنا مصمم على متابعة المعركة والمقاومة لأنها طريق الخلاص.

إن أمريكا وقوى العدوان في حالة أرباك ومآزق كبير ،فهي تدفع الثمن في البحر،وسفنها في خطر وتمنع من المرور وتضرب من قبل المقاومة اليمنية البطلة،ولم ينفع كل الوعيد والتهديد والعدوان وهي لا تستطيع توسيع العدوان لأنها قد تصطدم بدول أخرى كإيران مثلاً ،وهذا ما يضع قواعدها ومصالحها في خطر ويدمر الإمداد لقواتها وخاصة النفط و،هذا ما سيزيد الوضع تعقيداً والأزمة في الطاقة العالمية وخاصة في أوروبا ،التي تعاني من نقص الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا والأهم سيلحق الدمار بالكيان الصهيوني والذي قد يهدد وجوده . هذا إلى جانب تنامي قوة المقاومة العراقية والسورية وقصفها للقواعد الأمريكية في العراق وسورية،وإلحاقها الأذى بالجنود الأمريكيين.أن العدوان الأمريكي على سورية والعراق وقصف الجيش العربي السوري،دليل على الحالة الهستيرية التي تمر بها الإدارة الأمريكية وتورطها في احتلال بعض الأراضي السورية والعراقية ،وهو تأكيد على تورط امريكا ودعمها للمجموعات الإرهابية التكفيرية والقوى الانفصالية العميلة ،ولكن هذا الاعتداء لن تغير من موقف سورية وجيشها البطل وسيستمر في سحق العصابات الإرهابية والانفصالية والخائنة وسيستمر في ضرب المواقع الأمريكية في سورية ويحررها .

كما أن الوجود الأمريكي يتصادم مع مصالح دول وقوى كبرى كروسيا والصين،ومشاريعهما في المنطقة ،ومن ثم سيواجه ممانعة بأشكال متنوعة،مما يزيد الوضع تعقيداً ويرفع من منسوب المواجهة.

أمام هذا الواقع ، وبالرغم من امتلاك أمريكا قوة عسكرية هائلة وقوة اقتصادية وتكنولوجيا وتقانات متطورة ،فإنها لن تصمد وسيلحق بها خسائر كبيرة ولا مجال أمام صناع اللقرار الأمريكي إذا ما فكروا في مصلحة بلدهم إلا الرحيل عن المنطقة وإقامة علاقات على أسس من الاحترام والسيادة والمصالح المتبادلة

فالحل الوحيد أمام الإدارة الأمريكية هو الرحيل من المنطقة وعدم التدخل في شؤون شعوبها وأمر الكيان الصهيوني بإيقاف حربه ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة.لقد ولى زمن الشعوب الخانعة وعصر الإمبراطوريات فالعالم الجديد يولد، وهو يتقدم يوماً بعد يوم ،والعالم يزداد كرهاً للأمريكي القبيح بسبب السياسات المتغطرسة للإدارات الأمريكية المستهترة بأرواح البشر ومصالحهم،والكل يرغب بعالم لا تكون أمريكا دولة عظمى فيه،وهذا العالم الجديد سينتصر وتتحرر الشعوب من سطوة الظلم والقهر ،فالمستقبل للشعوب المقاومة والمحبة للعدل والسلام .

الكاتب والباحث نبيل نوفل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *