هل حقًا توجد فتاة قبيحة؟! وهل يخلق الله شيئًا غير جميل؟! كثيرًا ما يحدث عندما أسير مع صويحباتي، فأسمع كلمات الغزل والمعاكسات تقع عليهن دوني. كثيرًا ما أسير وحدي، فلا يلتفت نحوي أحد بكلمة أو نظرة. تبًا لكم أيها الذكور. ألست أنثى تسير بينكم؟ ألست فتاة ناضجة كتلك اللاتي تمطرونهن بوابل من المعاكسات، وسيل هادر من النظرات الوالهة؟ لماذا تعدونني دون صويحباتي جمالاً وفتنة؟ لماذا تنظرون إليَّ شزرًا، وتتجاوزني نظراتُكم الوالهة؟ هل أنا حقًا قبيحة؟ شد ما تؤلمني هذه الكلمة، شد ما تطعنني في أنوثتي، في كينونتي. إنها كالسكين يمزق شراييني، كالسوس ينخر في عظامي. أنا لا أجيد أساليب الغواية كغيري، ولا أحب الإسراف في ألوان الزينة كما تفعل الكثيرات؛ لأنني مقتنعة أن الله لم يخلقني قبيحة، أو ناقصة الجمال، وإنما خلقني ربي في أجمل صورة. ولكنك أيها الرجل لا ترى من الجمال إلا ما يرضي شهوتك، ولا تقنع إلا بما يثير نزعاتك الدنيوية نحو المرأة. لشد ما طغت عليك المادية، وأسرفت فيها، ودفعك غرورك إلى أن تمنح الجمال مَن تشاء، وتسقط مَن تشاء. ولكنني جميلة، أقسم لك أنني جميلة. دعك من ظاهر قد لا يرضيك، قد لا يثيرك، ولكنني أملك قلبًا يسع العالم كله، ملأته منذ نعومة أظفاري بالحب، بالحب لكل الناس. لي روح تشرق بالأمل، لا تعرف اليأس ولا المستحيل. نفسي هي أنقى نفس، لا أعرف حقدًا أو غلاً أو حسدًا. لكني أحسد مَن يظفر بي، مَن يسكن في قلبي الفضي، فينبت فيه غصنًا أخضر، أرويه بنهر الحب الفياض. مَن يتحد بروحي. وأجعله أعظم إنسان، أمنحه الحاضر والآتي، أجعله يشعر أني أجمل أنثى ـ ليس بالمساحيق المختلفة والبودرة أو بجمال براق زائف، لكن بالحب النابع من قلبي الأبيض. أنا أجمل زهرة قد تحويها بين يديك، أو تُسكنها كالطفل بين ذراعيك، أو تُنبتها بين جفونك، تظللها بأهدابك، تغمرها بحب وحنان، تحسد نفسك لأني بين يديك أجمل أنثى، أبدع زهرة تفتق عنها أبهى بستان.
د. سعيد محمد المنزلاوي