“أنت مولانا” … شجرة باسقة …

ماذا تجد نساء غزة الثكلى في بحر الولاية هذا عندما تختم بها سورة البقرة وهي تعاين ما يفعل بهم التوحّش الصهيونازي، كيف تردّ لها هذه الكلمة روحها، لن تردّ لها محكمة العدل العالمية ولا هيئة الامم بكلّ مؤسساتها المهترئة ولا النظام الرسمي العالمي والعربي اللذان فقدا كلّ القيم البشريّة، لن يردّ لها روحها إلّا هذا التفويض الكامل والانسياب التام في الشذى الطيب والظلال السخيّة وبرد اليقين بأنّ الله هو الذي يتولّى الامر من قبل ومن بعد وعلى أعظم ما تكون الولاية” أنت (وحدك وهذا فيه الكفاية) مولانا….. والمطلوب كتحصيل حاصل بإذن الله: انصرنا على القوم الكافرين.
ويا لعظمة هذه الكلمة عندما تستقر في قلب ذاك المجاهد المرابط هناك في ظلام نفق تهتزّ الارض من تحته وهو عرضة لصواريخ كاسحة الحصون لعمق ستين مترا ، يواجه نبض قلبه رصد مسيّرات قوى عظمى تجسّ هذا النابض ب: أنت مولانا ، هذه ترفعه من عمق النفق إلى أعالي سماء رفعها الله لأوليائه على أجنحة: أنت مولانا… يا ربّ ما أعظمك.. ما قوّة هذا التحليق الذي يرفعهم ويضعهم فوق طائرات جسّ نبض مرابطي الانفاق؟
ويا لعظمة هذه الكلمة عندما تحرّك مكنوات إيمانية لقلوب مرابطة في غياهب سجونهم منذ أزمنة طويلة فوق طاقة البشر ، ولكنها ترفعهم ليحلّقوا فوق سجونهم ولتعتلي أرواحهم أجنحة سماويّة تجعلهم أكثر الناس ثباتا ويقينا وحبّا لله.. تجعلهم أقرب الناس حرية وكرامة وسيادة، شجرة ثابتة في الارض ، فروعها تشق طريقها عنان السماء، تصنع حرية وتشقّ فجرا جديدا لخير أمّة أخرجت للناس..
لله درّك أيتها الكلمة القرآنية الخالدة: ” أنت مولانا” ما أنت صانعة في قلوب العباد المتيّمة بحبّ ربّها، هذا الاله العظيم والذي لا اله غيره يتلطّف بنا فيعلّمنا إياها، تتلقّفها قلوب أوليائه فيحلّقوا بها عاليا عاليا …


الكاتب وليد الهودلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *