بعد الفشل الصهيوني الذريع في النيل من المقاومة الفلسطينية في غزة، طيلة الشهرين الماضيين، وبعد تكبد قواته الغازية وجنوده المنهارين، خسائر فادحة من القتلى في صفوف الجنود والضباط، ناهيك عن سيطرة حالة من الرعب والهلع على عموم المدن الصهيونية الاستيطانية داخل فلسطين المحتلة، بفعل الرشقات الصاروخية المستمرة ردا على الاعتداءات والمجازر الصهيونية بحق المدنيين من أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية المحتلة، بدأت تعلو أصوات المسؤولين الصهاينة باللجوء إلى سيناريو إغراق الأنفاق بغزة، حتى تتمكن من إخراج القسام وسرايا القدس وجميع المقاومين من الفصائل الفلسطينية المقاتلة خارج الأنفاق، ليسهل قصفهم بالطائرات الصهيونية الحربية، من الجو، لجبن الجيش الصهيوني على المواجهة البرية وجها لوجه مع رجال غزة الأبطال الأحرار، كما كل رجال المقاومة الفلسطينية في عموم فلسطين وخارجها.
في هذا السياق يطرح السؤال الآتي : ماذا عن حياة أسرى فرقة غزة من جيش الاحتلال الموجودين في قبضة رجال الأنفاق في حال تجسد الحلم الصهيوني بإغراق انفاق غزة، – وكان منذ عقود خلت يحلم رابين وشارون، لو انهما يصحوان من نومهما يوما ويكون البحر قد التهم غزة من الوجود غرقا – ؟
إن التلويح بإغراق الأنفاق في غزة يقدم دليلا واقعيا إضافيا على الذهنية الفاشية النازية لقادة الكيان الصهيوني، الذين لا يبالون بحياة مئات الجنود والضباط الأسرى لدى المقاومة في غزة، نظرا لاحتمال موتهم إغراقا بيد حكومة نتنياهو المهزومة.
ولكن السؤال الأكثر أهمية :
هل غاب عن ذهن القادة الصهاينة السيناريو البديل الحتمي، الذي سيواجهه الاحتلال الصهيوني في حال إقدامه على إغراق الأنفاق في غزة إن استطاع إلى ذلك سبيلا ؟؟؟!!!
هل أخذ في الحسبان خروج عشرات آلاف المقاومين الأبطال من الأنفاق إن اضطروا لذلك؟
ما الذي سيحصل في هذه الحالة إن توجهت مجاميع رجال المقاومة إلى المدن والأحياء الصهيونية الكبرى، وسيطروا عليها بالكامل ومنعوا خروج المستوطنين خارجها وبدأت عملية التحرير الشامل للمدن والأحياء من الكيان الصهيوني الغاصب ؟؟؟؟؟!!!!!!
د. سامي الشّيخ محمّد