حلمت ككل فلسطيني على وجه الارض ان يلتقي في الدوحة هذا النهار كل قادة الفصائل والقوى الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس بصفته رئس لحركة فتح وان يعلنوا امام جثمان القائد الشجاع الشهيد اسماعيل هنية عن تنفيذ اعلان بكين معلنين اسم رئيس وزراء التوافق الوطني خصوصا وانهم يشيعون رئيس وزراء فلسطين الشرعي والمنتخب والذي رحل دفاعا عن فلسطين وقضيتها.
حلمت ككل فلسطيني على وجه الأرض ان يكون الرد على القتلة بإعلان الوحدة اثناء تشييع جثمان الشهيد قبل ان يوارى التراب
حلمت ككل فلسطيني على وجه الأرض ان يحضر الرئيس الفلسطيني تشييع القائد الشجاع الشهيد اسماعيل هنية وان يلقي كلمة الوداع للشهيد والاعدام لأوسلو معا معلنا القطيعة مع اوسلو ومخرجاتها والانتقال الى مربع الشهيد والمقاومة ومعلنا انه جاء ليدفن أوسلو في نفس اللحظة التي ندفن فيها شهيدنا رئيس وزراء فلسطين الشرعي القائد اسماعيل هنية.
حين يترجل الفرسان الشجعان عن جيادهم عادة ما يتقدم لامتطاء الجواد أشجع من بقي وهو ما لا يدركه أولئك الذين يعتقدون ان غياب فارس شجاع سيجعل الساحة مكشوفة للأعداء ولو ان المحتلين أدركوا هذه الحقيقة لما اغتالوا الشيخ عز الدين القسام الذي صار اسمه عنوانا لأكثر من 50 ألف مقاتل يحملون اسم كتائب عز الدين القسام ولو انهم أدركوا ذلك لما اغتالوا الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو جهاد وأبو علي مصطفى وعمر القاسم وجهاد جبريل ومع ذلك فعل الأعداء ما فعلوا
الغباء سمة من سمات أعداء الشعوب ففي نفس اليوم اغتالت دولة الاحتلال القائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر ” الحاج محسن ” معلنة بصواريخها لبنة جديدة من لبنات وحدة محور المقاومة وقواه وكأنها بفعلتها هذه تكرر نفس الغباء باعتقادها ان تحييد القادة بقتلهم يمكن ان يلغي المسيرة او الفكرة وهو أمر لا يمكن الا ان يأتي بنتائج عكسية لما أرادوه لها فالمقاومة مضت تمضي وستمضي ولكن هذه المرة أقوى وأكثر بسالة ووحدة من كل ما مضى.
اليوم تترسخ معاني التضامن والوحدة والقوة برحيل القائد الشجاع اسماعيل هنية والقائد الشجاع فؤاد شكر وكأنهم يعلنون بدمهم وحدة جبهات المقاومة مما جعل سماحة السيد حسن نصر الله يعلن رسميا انها لم تعد جبهات اسناد لمعركة كبرى لجبهات متعددة.
تكرس الدور الايراني اكثر بشعور ايران بمسئوليتها واعلانها الالتزام بهذه المسئولية على لسان قائد الثورة وفي بيانات الثورة الرسمية وخصوصا بإعلان نفسها انها ولية الدم وهذا إلزام للذات بالقصاص من القاتل اولا وحمل لراية الشهيد.
اعتبار الاحتلال جبهات المقاومة واحدة موحدة بالاستهداف أسس لعصر كامل من وحدة هذه الساحات ووحدة اهدافها وما تشييع جثمان الشهيد في طهران ووداعه من الشعب وثورته ودولته الا اعلان ثابت ان إيران ترسخ انحيازها لمشروع الثورة والمقاومة والقدس.
ان رحيل القائد الشجاع اسماعيل هنية قد وضع حدا لا يمكن التراجع عنه عبر الشروط والضوابط التي أعلنها مسبق كأساس لأي حل او صفقة مهما كانت
ان رحيل القائد الشجاع قد اخرس والى الابد تلك الألسن التي تطاولت على المقاومة وقادتها وجبهاتها ووحدتها.
ان رحيل القائد اثبت للعالم ان حماس التي سعى الأعداء للقضاء عليها تنتشر في كل جهات الأرض كحركة للحرية الانسانية وان قائدها الشهيد صار واحدا من رموز الحرية في العالم بأسره.
الأديب عدنان الصباح