«إن العصا لمن عصى» قراءة في قصة “عصا موسى” لأحمد بهجت ل د. إبتسام الجويلي

نلتقي في قصة عصا سيدنا موسى عليه السلام، للقاص أحمد بهجت الحكم والأمثال المشروطة بالموسيقى السردية، إن العصا لمن عصا فالعقاب مرهون بالخطيئة، والعصيان أبشع الخطايا وأقبحها على الإطلاق، فصيان الله (عز وجلّ) أخرج إبليس من رحمته، حرم آدم من نعيم الخلود في جنته.

«وما أندرهم في كل عصر ومصر. من مصر أنا … ولدت في مصر لتأديب جبار مصر»

وهنا ربما تأتي الموسيقى في المرتبة الثانية ولكن لابد منها ليكتمل الجمال السردي، ويظهر ذلك في تكرار كلمة مصر وسجعها مع كلمة عصر.

«صار الرحيل قدرًا مقدورًا.. لست حرًا وإنما مأمور.. شاهدت نفسي في الرؤيا أقطع صحراء سينا عائدًا لمصر.. وقد فهمت أن هذا أمر»

أما عن رحيل موسى هذا القدر المقدور فلابد له من موسيقى فيها شيء من الحزن للترحال وعدم الاستقرار، فالرحيل ومفارقة الأحباب هو قدر موسى مذ كان رضيعًا، ولاستخدام المد بالواو دليل على المشاعر الدفينة في القلب الممزق من طول الرحيل، ثم ينتقل للراء الساكنة الحاسمة في وقع الأوامر الإلهية واجبة النفاذ التي لا جدال فيها.

«كانت فجيعته أكبر من اجتراء موسى عليه في تصوره.. هؤلاء سحرته.. أدوات حكمه.. أجهزة نظامه».

وفي هذا التعبير كان للموسيقى دور عميق في عرض الاستنكار الشديد والدهشة التي انتابت فرعون لما رأى السحرة يؤمنون بإله موسى، فالوقوف على الهاء الساكنة هنا ينبي بالعجب الاستنكاري والصمت الذي يسبق عاصفة العقاب..

«وهو ملك شاركت فيه أعظم المخلوقات وأكبرها وأعتاها، وأسدلت عليه الستار أصغر المخلوقات وأبسطها وأدناها.. فسبحان من يمنح ويمنع، ويؤتي الملك وينتزع الملك. وسبحان من جعل لكل شيء بداية، وجعل لكل شيء نهاية.. سبحانه وتعالى على البداية والنهاية»

د. إبتسام الجويلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *