احتفلت مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية برعاية الأستاذ عدنان أبو ناصر مدير المؤسسة في 25 / 6 / 2024 بندوة عالمية بتقنية “زووم” احتفالا وتكريما للأديب الفلسطيني محمود شقير بمناسبة حصوله على جائزة فلسطين العالمية للآداب ، والذي حضرها حشد كبير من الأدباء والنقاد ومحبي الأدب والشعر والنقد، بإدارة الأستاذ الدكتور الناقد الشاعر علي الجريري.
الحضور: ” المتحدثون” د.علي الجريري، نجوى جمعة ، فدوى عودة، رناد القبج، أمل صيداوي، إبراهيم جوهر، صباح بشير، سميح محسن، سعيد العلمي، غدير زبون، عاتكة عبد الرازق، نبيه القاسم، ليلي تيباني، نادية عوض، جميل السلحوت، فوز فرنسيس، نزهة الرملاوي، رائدة أبو صوي.
الحضور : ” الضيوف” عدنان أبو ناصر، ماهر الشريف، فيصل عبد اللطيف، شهرزاد أبو الهوى، منى أبو حمدية، نجوى جمعة، أفنان الجولاني، أمل أحمد، أمل عبد، باسمة صواف، هناء قنبر، حسام محمد، خالد شقيرات، محمد كريم، نور كرزون، رائدة أحمد، وجيه الشيخ، أبو أمجد، طارق عسلي، عادل جودة، محمد شقير، محمود شقير، علي شقيرات، ديمة عطوان، أماني هاشم وأخرون .
وقد رحبت الاستاذة نجوى جمعة سكرتيرة المؤسسة بالحضور نيابة عن رئيسها الأستاذ عدنان أبو ناصر من النمسا بالكاتب الاديب محمود شقير والمتحدثين والمتحدثين والحضور الكبير ؛ معربة عن سعادتها بوجودها بين هذا الحشد الرائع لهذه الندوة وهذه الاحتفالية وقدمت الدكتور علي الجريري لادارة الندوة والذي رحب بدوره بالضيف المحتفى به وذكر عددا من خصاله الحميدة وأشاد بأدبه المتنوع الثري .
والقى الجريري كلمة نيابة عن الأستاذ المحامي الكبير علي عطية شقيرات ابن جبل المكبر الذي اعتذر عن الحضور لأسباب قاهرة ؛ والتي تناول فيها بعض الصفات الإنسانية للأديب المحتفى به كالصدق والوفاء والالتزام الأخلاقي في التعامل، والسيرة النضالية الشامخة والعقيدة الثورية التي لا يشق غبارها، فهو المخلص لوطنه وقضايا بلده، لم تغب القدس عن وجدانه يوما فظلت الهاجس الذي لا يفارق وعيه وكتاباته ،
1
وقدمت الدكتورة فدوى عودة كلمة الأستاذ الاديب إبراهيم جوهر الذي اعتذر عن الحضور لأسباب صحية ، والتي كشف النقاب فيها عن المنجز الثقافي للأديب وجوائزه الكثيرة وإبداعاته التي كتبها بأسلوبه الهادئ العميق، والذي أطلق عليه السهل الممتنع ؛ ذاك الأسلوب الذي يبدو قريبا لكن يصعب على القارئ العادي تقليده، كما تطرق إلى العنوان وعتبات النص في أعماله ، ولم يغب عن ذهنه الأسلوب الساخر الذي امتازت به كتاباته، والتجديد في الأسلوب وعدم تكرار نفسه في أي عمل من أعماله حتى أصبح مدرسة للأدباء من بعده.
وقدمت الأديبة أمل صيداوي تحليلا شائقا لبعض قصصه القصيرة في كتابه ” صورة شاكيرا” حيث احتوت هذه القصص تسعا وعشرين قصة قصيرة ؛ منها ست قصص ناقشت شخصيات عالمية معروفة ، وأكدت في حديثها على تفاعل شريحة الشباب الفلسطيني بهذه القصص؛ لأنها تشترك في بعض الملامح الفلسطينية والدلالات الاجتماعية، والتي يصف من خلالها الكاتب الشخصية الفلسطينية كضحية للاحتلال، ومما يجذب الشباب لهذه القصص كونها تتكلم عن شخصيات قصصية واقعية بعيدة عن الغموض بأسلوب تهكمي اجتماعي يتحرى النقد المبطن.
أما الناشطة والكاتبة رناد القبج مديرة مؤسسة تامر ، فقد أشادت بدور الكاتب في تشجيع اليافعين على القراءة وقصة التعاون بين الكاتب والمؤسسة، وتطرقت في حديثها إلى بعض القصص التي كتبها الأديب ونشرتها مؤسسة تامر ومنها ” أنا وصديقي الحمار” والتي تظهر سعيه الحثيث للوصول إلى العدالة الاجتماعية ، وقد ساعده أسلوبه السلس الذي يداعب مشاعر الأطفال واليافعين على الدخول إلى قلوبهم وجذبهم نحو القراءة ومتابعة أعماله وغرس حب الوطن في نفوسهم .
وتحدث الاديب الشاعر والناقد والروائي والمترجم الفلسطيني المغترب سعيد العلمي في اسبانيا منذ عام 67 عن هذه الاحتفالية التي أكد فيها على الجانب النضالي من حياة الأديب محمود شقير، حيث لم يزعزعه هذا العذاب والتشريد عن مواقفه فظل صامدا كشجرة زيتون لا شرقية ولا غربية جذورها راسخة تتحدى الزمن والقهر ، وأعرب عن غبطته له بوجوده داخل الوطن يشم عبير أزهاره ويستظل كلما تعب تحت أشجاره .
و تناول الشاعر والقاص سميح محسن كتاب ” نوافذ للبوح والحنين” بالتحليل والدراسة فأخذنا على فضاءات جديدة من الدهشة والمتعة والتجديد، حيث اجتهد شقير في ابتكار ألوان جديدة من السرد من خلال شخصيات مبتدعة بأسلوب شائق ، فكل نافذة من هذه النوافذ يعتبر فصلا روائيا مغايرا، يسرد فيه الكاتب أدق التفاصيل عن هذه الشخصيات بلغة سلسة برع في توظيفها ؛ لتصل إلى القارئ بسهولة ويسر، ولم تغب مدينة القدس عن هذه القصص فدخل عوالمها المظلمة حيث التضييق على سكانها، ولم تغب عن خياله العدالة الاجتماعية، فقد كانت قصصه تعكس حياة النجار والسمسار والبائع وكافة شرائح المجتمع .
2
ثم تكلمت الكاتبة صباح بشير من حيفا ؛ عن الأديب محمود شقير وذكرياتها معه أثناء وجودها في القدس، و ناقشت مجموعة من قصصه القصيرة بمكانها وزمانها وشخوصها ، و ذكرت ان هذه القصص وحدة واحدة يكمل بعضها بعضا، وتناولت أيضا الرسائل التي كانت تدور بينها وبين الكتاب والتي يعبران فيها عن صعوبة الحياة في القدس خاصة وفلسطين عامة، وهي ليست مجرد رسائل بل هي رحلة في قلب الصداقة المخلصة التي تحمل هموم الوطن .
ومن الجزائر من جامعة قسنطينة رافقتنا الأستاذة د.عاتكة عبد الرازق في رحلة البحث في أدب محمود شقير، حيث تناولت المجموعة الأولى من كتاباته ” القدس وحدها هناك” الحائزة على جائزة محمود درويش، والتي تروي حكاية السكان الأصليين الذين يجب عليهم ان ينقرضوا ليعيش المستوطنون بسلام ، وتناولت بالنقد والدراسة المجموعة القصصية ” طقوس المرأة الشرقية” وهي قصص قصيرة جدا من صفحة أو صفحة ونصف، تتمحور حول الحب والاحتلال والأمور الشخصية للمرأة المرهقة المتعبة قوية الحضور رغم الألم.
وتحدثت المشرفة التربوية غدير الزبون عن قصة لقائها بالأديب محمود شقير في إحدى اللقاءات التكريمية عندما كرم على كتابة ” الرحلة الأبهى” قبل ست سنوات والمشاعر الجياشة الكبيرة التي رافقتها وهي تحتفي مع الجمهور بهذه الشخصية الفذة التي دفعتها إلى الاهتمام بقراءة كل إنتاج جديد له وعدم التركيز على لون معين واشارت الى إعداد ورقة دراسية أكاديمية عن ادب محمود شقير للمشاركة في مؤتمر اكاديمي .
وتطرق الناقد د. نبيه القاسم إلى علاقته بالأديب منذ سنوات السبعينات ، وتناول مؤلفاته وذكرياته معه والألفة القائمة بينهما ، ثم تحدث عن المكان في أعمال الأديب هذا المكان الذي يختص بالإنسان ويوفر له الأمان والسكينة ، حيث يصقل الإنسان ويظل المكان يحتفظ بخصوصيته ونزعته المتعلقة بنا، أما الزمان فيختلف عن المكان في علاقته بالإنسان ، فالله هو المجدد له والمحدد للمستقبل الذي لا نملك من أمره شيئا ، وقد ظل محمود شقير يراوح بين الزمان والمكان كغيره من الكتاب والمفكرين الذين سبقوه أمثال بوذا وأبو العلاء المعري وغيرهم الكثير ممن كان الزمان هاجسهم في كتاباتهم .
في نهاية المداخلات الرئيسية فتح باب النقاش للحضور المتابعين عبر زوم ، بدأها الأديب جميل السلحوت بالحديث عن التنوع في أدب محمود شقير والإنتاج الغزير الذي شمل كل لون من ألوان الأدب ما عدا الشعر، فأبدع في اليوميات، والمراثي، والسيرة الذاتية، والسيرة الغيرية، وأدب الرحلات ، والمسرحية، والرواية ، والقصة، والقصة القصيرة، وبكل هذا الإنتاج الغزير حصل الأديب على هذه الجائزة وقبلها العديد من الجوائز منها جائزة محمود درويش التي كانت في نظره أهم عنده من جائزة نوبل .
وتحدثت الأستاذة فوز فرنسيس في كلمتها عن إنتاجه الغزير وما لفت نظرها في كتبه ” بنت وثلاثة أولاد” حيث استخدمت هذا الكتاب في تدريس طلبتها في المدرسة وأفادت منه كثيرا ، كذلك “الرحلة الأبهى ” التي أعادت إلى الأذهان سيرة فدوى طوقان وأثرها في المسيرة الأدبية الفلسطينية الرائدة .
3
أما الأستاذة الاعلامية رائدة أبو صوي فأكدت أن الأديب محمود شقير لا يختلف عليه اثنان في التنوع في الإنتاج والأسلوب الرصين الهادئ الذي يجذب القارئ صغيرا أم كبيرا ، وأكدت على ان استحقاقه للجائزة يظهر العدل الذي يثلج الصدور ويريح الضمائر وأشادت بإبداعاته في قصصه الأولى مثل” القدس مدينتي الأولى” و” رام الله التي هناك” ” ومديح لنساء العائلة” وغيرها من الأعمال التي ستبقى خالدة في الوجدان.
وناقشت الأديبة نزهة الرملاوي كتاب “الرحلة الأبهى” الحائز على جائزة فلسطين للآداب للعام 2023حيث قرأت بعض فقرات هذا الكتاب الذي تحدث عن الشاعرة فدوى طوقان التي كافحت وناضلت لتصل إلى ما وصلت إليه، لتخرج من التبعية والانهزامية إلى سلالم المجد والرفعة، وقد تميز أسلوبه في هذا الكتاب بالرقي في الطرح وإثارة وتشويق في السرد، وذكاء في المعالجة وسلاسة، وترتيب في الأفكار .
وفي نهاية الندوة الشائقة شكرالأستاذ الدكتور علي الجريري المشاركين في كلماتهم ومداخلاتهم والحضور المتابعين بشغف، وثمن رقيهم وإحاطتهم بأدب الكاتب محمود شقير، وبدوره شكرهم أيضا الأديب محمود شقير على حسن استماعهم وتجاوبهم وحضورهم المائز، وأعرب عن سعادته بهذه الندوة التكريمية المخطط لها بدقة وترتيب ونظام حاز على إعجاب الجميع.
د. فدوة عودة