١. عادت “أم سعد” إلى خيمتها المهجورة..
المابرِحَتْ تتكئ على تلةٍ..
لم يغادِرها شَوكُ العوسج..
٢. ما زالت يدا أم سعد معروقتين..
لون الدمِ فيهما انتصرَ على الوشم..
وتجاعيدُ وجهها عَمّقت فيها السنونَ أكثر..
وغطاءُ رأسها الأبيضُ نافسَهُ في النقاءِ شيبُ شعرها..
لا لم يُلوثهما دخانُ الحرب..
٣. وقفت أم سعد في وسط الخيمة الوطن..
التفَّ حول جسدها أطفالٌ..وطفلاتٌ
استندت إلى عكازتها..يدُها اليسرى
أخذت فحمةً من حطبٍ..يدُها اليمنى
كتبت على بقعة من خيمة..
لم يخترقها رصاص غَدر وقتلٍ:
٤. درسنا الأول: “ألفُ ألِفٍ مَقصورة”
حدّقت في عيون الأطفال المعلقة بوجهها..
حارت..
لم تكتب أي كلمة..
قالت: فليُعطِني كلٌّ منكم كلمة..
فجاءها صوتُ نشيدٍ من ثلاثٍ/ةٍ..
وعشرٍ/ةٍ وعشرٍ/ةٍ وعشرٍ/ةٍ:
☆☆☆
١. أطفال غزة في كل مبنى..
جوعى غَرثى..
٢. أطفال غزة في كل مرعى..
عطشى ظمأى..
٣. أطفال غزة في كل مغنى..
حسرى وحسرى..
٤. أطفال غزة في كل مأوى..
مرضى كَلمى جرحى..
٥. أطفال غزة أصبحوا..
لا مشفى ولا مأوى..
٦. أطفال غزة أضحوا..
قتلى هلكى صرعى..
٧. أطفال غزة أمسَوا..
موتى في المُصلى..
٨. أطفال غزة راحوا..
نحو المثوى..
نحو المرقى..
نحو الملقى..
٩. أطفال غزة
صاروا الأعلى…
صاروا الأسمى..
صاروا الأبهى..
صاروا الأبهى..
فرفعت “أم سعد” عكازتها أن دعوني أكمل:
١٠. أطفالَ غزة عذراً..
فالعُرب كَسلى..
سكنوا المقهى..
قطنوا الملهى..
دخلوا حمقى..
خرجوا سكرى..
خرجوا ثملى..
قاؤوا دمهم..ملؤوا المجرى..
سقطوا سقطوا نحو المهوى..
د. شوقي المعري