الديناميكية السردية…أنواعها وكيفيتها للأديب محمد البنا

الحركة السردية في أبسط وأدق معانيها هى ” إيقاع السرد “.
والإيقاع السردي ينقسم بطبيعته إلى قسمين رئيسيين هما
١- إيقاع سريع : وهو ما نقصد به التسارع السردي الأفقي الناشيء من استخدام أفعال حركية( مادية ومعنوية) متصلة ومتتالية، وتختلف درجات تسارعه بين المتوسطة والسريعة والسريعة جدًا ( اللهاث السردي)، وهذا الأخير كان فيما مضى يميز البنية السردية للقصة القصيرة جدًا، إلا أنه بمرور الزمن وتراكم الخبرات والتطور العلمي المتصاعد؛ تطور الأدب أيضًا بما فيه البنية السردية للفن القصصي، لذا لم يعد اللهاث السردي أساسًا من مؤسسات الققج، ونحت الققج الحديثة بقوة نحو الدهشة الكلية دون النظر إلى سرعة الإيقاع أو بطئه.
أما الإيفاعين المتوسط والسريع فيحدد استخدامها الجو الوجداني للنص من حيث كونه جوَا تشويقيًا أو جوًا مشهديا وكلاهما – المشهدي والتشويقي – من مراتع القص القصير المتعددة
٢- إيقاع بطئ : ويقصد به التسارع السردي الرأسي الناشيء من استخدام أفعال حسية( كل ما له صلة بالحواس الخمس والحاسة السادسة) ومعنوية( كل ما يتعلق بالفعل الذهني كالتفكير والاستجرار والتأمل، وكل ما يتعلق بالنفس البشرية من اضطراب وانفعال )، وهذا الإيفاع يناسب البنية السردية للنصوص الفلسفية والنفسية والرومانسية، حيث تكون الحركة الأفقية بطيئة بينما التفجر الذهني أو السبر النفسي سريعًا ( الحركة الرأسية).

  • أفعال الحركة الأفقية …أمثلة :
    نهض / سار / صعد / هبط / استلقى/ ذهب/ جاء / أشار / أمسك / احتسى / لفظ / هرول / ركب / ترجل / رمى……
  • أفعال الحركة الرأسية …أمثلة
    شعر/ فكر / تأمل / قال / صمت / نظر/ لمس/ شم / سمع / انتبه / توقع / تمنى / أحب / كره / تعلق / أهتم / تغاضى / عفا / هدأ / ثار/ اضطرب / تبلد …..
  • مواكبة للتطور الأدبي المتسارع مالت الأطروحات السردية الحداثية إلى المزج بين الأنماط المثالية القديمة للقص ( اجتماعي/ وعظي / فلسفي / تاريخي …)، فأنتجت نماذج حديثة جمعت بين الاجتماعي والفلسفي والنفسي والوعظي والتاريخي، بل وتداخلت الإجناس ( القص / الشعر )، ليطرحا علينا أنماطًا جديدة مثل قصيدة النثر والقصة الشاعرة، وكلها كمدارس حداثية تتجه نحو المشهدية بالغة الدقة عظيمة الثراء، وانتهاج بعضها ترك المساحات الفارغة وإشراك المتلقي علانية في البنية الهندسية للمتن، مما أدى إلى إنتاج نمط جديد يكون القارئ فيه فاعلًا في العمل الأدبي، وليس كما كان فيما سبق من أنماط مفعولًا به.
    وللحديث بقية إن شاء الله؛ نطرح فيه نماذج تطبيقية لكافة أنواع الديناميكية السردية.
    الأديب محمد البنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *