الركض نحو النار من ديوان “أستل عطرا”

هَا أَنَا أَفْتَحُ صَدْرِي
فَأَطْلِقُوا نَحْوَهُ النَّارْ
لَنْ تَقْتُلُوا فِـيَّ الرُّوحْ
وَإِنْ أَثْخَنْتُمْ الجَسَدَ بِالقُرُوحْ
لَا تَظُنُّوا أَنَا المَجْرُوحْ

أَنَا عَلَى التِّلَالِ صَخْرٌ
وَمَوْجٌ في البِحَارِ

وَأَنَا شَجَرٌ عَلَى السُّفُوحْ
أَنَا زَهْرٌ في حَوْضِ الدَّارْ
في البَرَارِي قندولٌ وسِنْدِيَانْ
أَنَا أَمَلٌ في الأُفُقِ يَلُوحْ
فَعَانِقِينِي يَا أُمِّي
وَارْفَعِي المجْدَ صُرُوحًا وَصُرُوحْ
زِفِّينِي يَا أُخْتِي
أَعْرِفُكِ لَسْتِ يَمَامَةً تَنُوحْ
زِفِّينِي يَا أُخْتِي
زِفِّي زِفِّينِي
زِفِّينِي يَا أُخْتِي أَعْرِفُكِ
لَسْتِ يَمَامَةً تَنُوحْ
أَنْتِ عِطْرُ الإِبَاءِ
عَرَاقَةً يَفُوحْ..
أَنْتِ نَصَاعُ الطَّهَارَةِ
رَايَةُ شَرَفٍ فَوْقَكِ جَبِينِكِ تَلُوحْ
أَنْتِ العَرَاقَةُ وَالصُّمُودْ
أَنْتِ وَفَاءٌ لِلْعُهُودْ
أَنْتِ أُخْتُ الأُسُودْ
أُمُّ الفُهُودْ.
أَنْتِ قَلْبٌ طَيِّبٌ
أَنْتِ وَجْهٌ سَمُوحْ
يَا أُخْتَاهُ يَا أُمَّاهْ
يَا شَعْبًا طَمُوحْ
ارْفَعِ المجْدَ هُتَافًا وَزَئِيرْ
تَوِّجْ عُرْسَكَ أَكَالِيلَ غَارٍ وَعَبِيرْ

يَا أُخْتَاهُ..
يَا أُمَّاهْ
امْسَحِي الدُّمُوعْ
لَيْسَتْ جُرُوحِي سِوَى بَاقَةٍ مِنْ شُمُوعْ.
يَا أُمَّاهُ لَا تَفْزَعِي
يَا أُخْتَاهُ لَا تَجْزَعِي
هَذِي العِظَامُ المنْثُورَةُ عَلَى الرَّصِيفِ
لَيْسَ فِيهَا سِوَى اسْمِ الضُّلُوعْ
هَذِي حِرَابٌ وَدُرُوعْ
فُرُوعٌ وجُذُوعْ

إِنِّي فَجْرٌ قَادِمٌ
يُعِيدُ البَسْمَةَ لِهَاتِيكَ الرُّبُوعْ
يُعِيدُ الخُضْرَةَ صَنَوْبَرًا
خَرُّوبًا، زَعْتَرًا
جَبِينًا مَسْفُوعْ

يَا أُخْتَاهُ لَا تَجْزَعِي
لَا تَفْزَعِي يَا أُمَّاهُ
فَلَيْسَ ابْنُكِ جَبَانًا خَنُوعْ
وَلَا مَخْدُوعْ
سَقَاهُ الظُّلْمُ إجْحَافًا
شَرِبَ الأَلَمَ مِنْ صَدْرٍ مَفْجُوعْ
رَضِعَ الأَصَالَةَ
مِنْ ثَدْيِ كَرَمٍ
وَالصُّمُودَ وَالبُطُولَةَ مِنْ أَعْرَقِ يَنْبُوعْ

هَا أَنَا أَفْتَحُ صَدْرِي
فَأَطْلِقُوا نَحْوَهُ النَّارْ
لَنْ تَقْتُلُوا فِـيَّ الرُّوحْ
وَإِنْ أَثْخَنْتُمْ الجَسَدَ بِالقُرُوحْ
لَنْ تَقْتُلُوا فِـيَّ الرُّوحْ

الشاعر فهيم أبوركن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *