ما الذي يهمّك أكثر يا ماروشكا
هذه الكلمات التي تسمّيها البشريّة شعرًا
أو السيل اللامرئي خلفها
الذي يطلقها من الدم
كي تبكي وتضحكي
مثل طفلةٍ
فصلها النازيّون عن والديها
واكتشفت لاحقًا أنّ أحدهما على قيد الحياة؟
ما الذي يهمّني من الهراء في كلّ ما تقوله عبارات الفلسفة
حين أُغضِبُك وتنظرين إليّ نظرة حبّ وعتب
ونظرة من فقد الحيلة
لأنّ لا شيء بالنسبة لك يساوي اعتراف جدّتك بالنعمة
وهي تروي كيف تعطّلت بندقيّة الجنديّ الروسيّ
حين أراد أن يطلق الرصاص على رأس أبيك
وعاش… وولدتِ… وعرفتِني،
كما قلتِ بعد أن التقينا آخر مرّة.
غريبٌ أنّ حياتي لم تخترْ طريق الراهب
طالما قصص الأطفال
تولد حين أخلد إلى النوم
ولا أقصّها على أحدٍ يريد أن ينام
حين أفتح عينيّ على كونٍ يبتلعني
فأخاف أن يعيدني إلى نقطة البداية،
إلى نقطة أن أعبر النفق من جديد.
هذه المرّة الأخيرة لي بينكم يا ماروشكا
وسيكون احتفالٌ كبيرٌ
ولكن ليس فيه من يهتف “أوصنّا في الأعالي”
ولا من يزغرد “طلع البدر علينا”
ولكن سيكون احتفالٌ كبيرٌ
على الطريقة الوثنيّة وهي تغنّي لشيء ما
في بحثها عن شيء ما
لأنّها تشعر في دخيلتها أن هناك شيئا ما
غريبًا وساحرًا
ويجب أن يبقى شيئا ما
ليبقى ساحرًا وغريبًا.
اطرحي سؤال “ما هو الوطن” على مشرّد
واستمعي.
هل استمعت يومًا إلى الأكرادِ وهم يغنّون في عيد النوروز؟
يومًا ما سأعلّمك كيف تحسبين حروف اسمك
لتري ملاكك الحارس
وتري من أنتِ.
ما الذي يهمّك أكثر يا ماروشكا؟
ما الذي يهمّني أكثر؟
طالما الصورة أنتِ
وأنا
فلماذا يجب أن نطرحها هكذا أمام البشر
بثياب الحروف؟
الشاعر د. سرجون كرم