العاروري وحديث الساعة


يطل علينا الكيان الصهيوني بعد هزاىمه العسكرية المستمرة في قطاع غزة ، وعدم قدرته الحقيقية على المواجهة الميدانية وتحقيق الأهداف التي أعلنها عنها منذ بداية العدوان على القطاع وهي اجتثاث قوى المقاومة والقضاء على المقدرات العسكرية لكتائب القسام .


وكان لا بد له بعدما غرق في رمال غزة الخروج من تلك الأزمة إشعال أزمات وتعدد الجبهات ونقل الصراع والعيون الموجهة على غزة بإشعال الساحة اللبنانية عن طريق استهداف إحدى القيادات العسكرية لكتائب القسام الشيخ صالح العاروري


فماذا أرادت اسرائيل من هذه العملية ؟!


هدفت اسرائيل من خلال استهدافها لشخص العاروري في الضاحية الجنوبية إلى خلط الأوراق وصرف النظر عما يحدث في غزة من الإبادة الجماعية والوضع الإنساني المتأزم وتغييب صورة الهزيمة والاستهدافات المتتالية لها من قبل المقاومة الفلسطينية.


ومن خلال شخصية العاروري تحاول ابعاد الشخصيات الوطنية التي تعمل على الساحة الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام ،حيث يعتبر الانقسام مصلحة صهيونية يجب الإبقاء عليها وتقويض أي مساعي لانهائها
يعتبر الشيخ صالح مسؤول الضفة الغربية وموجه العمليات فيها ، ويعتبره الكيان أنه كان وراء ايجاد حالة المقاومة وتعاظمها في ساحة الضفة.


وكان لا بد له من تصدير أي صورة نصر مزيفة يخاطب بها المجتمع الاسراىيلي بعد ٨٩ يوم من العدوان دون تحقيق أدنى صورة للنصر .
ولا يغيب عن تفكير الاحتلال أن يصنع تحدٍ جديد أمام حزب الله بإعتبار أن مكان الاستهداف معقل من معاقل الحزب وتحت سيطرته الأمنية ، وهذا يعني وضع حزب الله أمام محك قوي بالرد أو عدمه ، ومعنى ذلك أن الكيان الصهيوني يسعى إلى إحداث وتجديد أي جبهة تطيل أمد الحرب والبحث عن صور للخروج بها بعد ٧ من أكتوبر تعيد له ماء الوجه
فكان الاستهداف لرجل ارتقى ونال ما تمنى ويستحق الشهادة وحسن الخاتمة للشيخ العاروري ، ولكنه خسارة حقيقية للشعب الفلسطيني برمته ، حيث فقدت فلسطين قائد وطني ووحدوي ، عرف بانتمائه الوطني وببعده الوطني وبأفقه السياسي الممتد إلى التحرير والاستقلال ، فما كانت جميع شهادات من عاصروه في السجون الا تأكيد على إنسانية الإنسان وصلابة المجاهد وشراسة المقاتل.

ومن اساسيات القيادة أن القائد يصنع قائد وأن هذه الأرض ولادة كلما رحل قائد خلفه الف قائد ، فتلاميذ العاروري سيظهرون للسطح ويستمرون في مسيرة هذا النضال الوطني الذي لن يتوقف الا بالتحرير بإذن الله
رحمك الله شيخنا وشيخ فلسطين الصادق

د.سناء زكارنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *