الجوع عبر صفحات التاريخ والزمن ، لم يكن سببا في الفتك بالانسان ، ولم يكن قط أشد مضاضة عليه من سيف الدل ،والخدلان
ما ينبغي ان يكون كأسلوب راق للحياة هو ان نتبنى الشعار الذي يتمحور حول ان الموت يجب ان يكون مطية لأجل الكرامة أو الحرية اولا واخيرا ، مع الاستبعاد المطلق للفكرة المدسوسة، كون لا جدوى من النضال والموت في حالة ما ستكون عليه النتيجة سلبية ،اي لا يتحقق من ورايها الهدف الذي اناضل من اجله .
وعليه فان حكمة ما تمت الاشارة اليه اعلاه كون ان شعار الموت اولى من العيش تحت سقف المذلّة له دلالة جمالية سامية ، بمعنى الرفض القاطع لقواعد الادلال الممارس من طرف الغير في مقابل الحصول على ترف ومُتعة مادية مقرونة بالمذلة ، والاِهانة ، فضلا عن الاستعباد الطوعي ، هذا الامر المرفوض حتى من طرف الحيوان الذي يتمرد على هذا النوع من الحياة المحفوف بالانكسار والخدلان، وعلى سبيل المثال اليكم النمودج الثالي :
من عادات العرب في الجاهلية..أنهم إذا تكاثرت خيولهم..و اختلط عليهم أمرها ..وأصبحوا لايفرقون بين أصيلها وهجينها ..
كانوا يجمعونها كلها في مكان واحد ويمنعون عنها الأكل والشرب ويوسعونها ضربا..!!.
وبعد ذلك يأتون لها بالأكل والشرب ..
فتنقسم تلك الخيول إلى مجموعتين..
مجموعة تهرول نحو الأكل والشرب لأنها جائعة..
غير آبهة لما فعلوا بها..!!
بينما المجموعة الثانية تأبى الأكل من اليد التي ضربتها وأهانتها .. وبهذه الطريقة يفرقون الخيل الأصيلة..عن الخيل الهجينة..!!
هنا لابد من ان نقف قليلا عند هذه المساحة المقدسة من السلوك الراقي الصادر من حيوان اَعفاه القدر من مسؤولية الامانة ، ” اِنا عرضنا الامانة على السماوات والارض … ” فكان هناك رفض مطلق من طرف هذه الجهات لِعظم وثِقل محتوى الكلمة ، فتجرا الانسان على تحمل مسؤوليتها ، غير مُبال بمقدار قيمتها العظمى ، الامر الذي ترتب معه وقوعه في محظور ونتانة المذلة والهوان القاتل كبديل عن حفنة دراهم ، وعيش وتالله ما هو برغيد ولاسعيد .
” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..”
وختاما اقول بان واقع عالمنا العربي مليء بالهجين خيلاً و خيالاً !!
الكاتب عبدالسلام اضريف