ردًّا على من قال أو تصوّر أنّ انتقاد إيران كان نزعة طائفيّة حسابها ( سنّة وشيعة)، نقول: لا، ليس كلّ من انتقد أو سخر ( سخرية مرارة)، كان منطلقُه نزعةً طائفيّة، بل السّواد الأعظم من المنتقدين والشاعرين بالحسرة والخيبة كان منطلقهم ” العتب على قدر العشم”، نعم جلّ الأمّة العربيّة في المشرق والمغرب تعدّ الشعب الإيرانيّ وأمّة فارس جزءا من أمّة الإسلام، لها ما لهم وعليها ما عليهم، ففلسطين قضيتهم كونهم جزءًا من أمّة الإسلام، والمسجد الأقصى مسجدهم كما هو مسجد العرب، لذا أمّلت منهم أمّة العرب وأهل فلسطين بخاصّة أن يؤدّوا واجبهم ويدفعوا وينتصروا للمستضعفين ما داموا يمتلكون القوّة والإرادة، فالعتب على إيران هو عينه العتب على مصر والأردن وبلاد الخليج والمغرب، فقد كشف هذا العتب أو النّقد الجارح واللوم أنّ هناك عشمًا وأملا كبيرين في أمّة الإسلام والتي منها إيران، لقد كشف هذا العتب نسفا للنّزعة الطّائفية التي جاءنا بها الاستعمار منذ قرنين من الزمان، وسقطت عقليا ونفسيا لدى العامّة والخاصّة من أهل الثّقافة والفكر نزعة (سنّي وشيعيّ) كما سقطت مخلّفات سايكس بيكو، فأمّة الإسلام واحدة من أندونيسيا إلى المغرب العربيّ، يجب عليها أن تقوم بواجبها، ومن الخطير لدى الأعداء وقوى الاستعباد أن ينشد أهل فلسطين نصرة من إيران أو الباكستان أو غيرهم من أمّة الإسلام، تماما مثل خطورة طلب النصرة من شعوب العرب، فهذا يعني أول ما يعني أن قضيّة فلسطين قد عادت إلى المربع الأول إلى حقيقتها، إلى بعدها العالميّ، بعدها الإسلاميّ، فكم من أموال بذلوها، ومناهج فرضوها وسياسات اتبعوها، وإعلام سخروه ليجعلوا قضية فلسطين قضية حاجز بين مدينتين، وقضية تصريح عبور، وبطاقة شخصيّة مهمة جدا، وقضية تراث وصحن حمص، وغيرها…كلّ جهودهم هذه ذهبت هباء وكانت عليهم وبالا، فعادت القضيّة جذعة، بفضل الله ثمّ بفضل الأحداث التي تعلمونها. عادت قضية لأمّة الهنود والباشتون وأهل فارس والكرد والتّرك ومعهم العرب. لذا ما زلنا نعتب ونلوم ونرجو من كلّ الأمّة أن تقوم بواجبها تجاه أرضها ومقدّساتها. فلتسقط كلّ القوميّات والوطنيّات والطّائفيات، مخلّفات الاستعمار ومزارع الاستعباد…
الكاتب محمد موسى العويسات