الفجر لي


شمسك حيفا نامت مطمئنة
هذا النهار
أقرأتها من جدتي السلام
واستلقت في زرقة البحر
بهدهدها الموج ويغني
بعض الترانيم السماوية
كانت تتهادى بقصة عشق
يرددها صوت الجدة
ويطرب البحر رنة خلخالها
مطر الحنين كان معي
أحمله ويحملني
يغني …. ويغني معه موج البحر
البحر يعرف جدتي
البحر يألف تسابيح صلاتها
البحر يعشق لغتي
منه محارها وأصدافها
البحر لي …
البحر ليس لك . …….
الموج حصان بري
جامح الخطى
يطرق عتبات الجدة
يروي الزهر المتفتح في ذيل فستانها
تنهض سنابل قمحها
تشمخ زاهية الوان مناجلها
تنبض بيارقا
يغازل خضرة الشاطئ
بينهما همسة….
تغفوا للحظة
أو …. تطبع على جبين الشاطئ قبلة
تحمل أشواق من رحلوا

تلملم لؤلؤها المنثور
لئلا تقف على حاجز الزمن
وتبقى في محطات الانتظار
فيسكنها التيه وتسكنه
ويتسرب منها بعض خصالها
ذاك العش المعلق في مدى الفنار البحري
بقايا من رحلوا
وكم من الأعشاش هَجَرَتها يداك
غيوم النوارس أراها دنت فتدلت
هممت … قبلت ….همست عائدون
فارحل باسراب خفافيشك
المكان لي
المكان .. ليس لك .

الأرض والعود توأمان
الأرض والعود حبيبان
الأرض والناي روح وريحان
فالق بقرن تيسك
مثقوبة طبول اساطيرك
نشاز لحنك هذا المساء
وقرقاعات عزفك فقعات هواء في هواء
فابحث عن قبلة لضلالك
فقد تناهى الى مسامعي
حشرجة النفس الأخير منك
الفجر لي …
الفجر ليس لك

الشاعرة دلال عتيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *