الملتقى الدائم لرؤساء إتحادات الكتاب في الدول العربية الأدب وتحويل العواطف إلى وعي ومعرفة

حضرت فلسطين بما يليق بها، في الجلسات التأسيسية وفعاليات الملتقى الدائم لرؤساء إتحادات الكتاب والأدباء العرب الذي عقد في بيروت مدينة الحق والحرية والمقاومة، برعاية وزير الثقافة اللبناني وإتحاد الكتاب اللبنانيين والملتقى الثقافي اللبناني، و حمل الملتقى اسم فلسطين الحاضرة على مساحة العالم أجمع، الذي يتابع خوف الإحتلال من تحول الرغيف إلى قنبلة والصرخة إلى رصاصة أو سنبلة، و كان العنوان :

(فلسطين المقاومة والهوية والتاريخ)

و اخذت النقاشات في الملتقى، حيزا كبيرا حول الأدب الفلسطيني الذي لعب دوراً مهماً في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية وتعزيز الإنتماء الوطني الفلسطيني، وأثبات الحق و الهوية بشتى الطرق والوسائل ومنها الفنون والآداب.

و أشاد رؤساء إتحاد الكتاب والأدباء العرب بالأدب الفلسطيني باعتباره أدباً منتمياً بالدرجة الأولى، دفاعاً عن الهوية والتراث، وتقديرهم للكتاب والأدباء الفلسطينيين الذين يناضلون بالكلمة، ويزرعون في النفوس القيم، ويحثون على استنهاض الهمم من أجل المقاومة في مواجهة الإحتلال الذي يحاول محو الهوية و التاريخ والذاكرة.

كما عبروا عن إعتزازهم بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ودفاعه عنها رغم المجازر وحرب الإبادة، وتجذره بالأرض والتمسك بالهوية، وهذا يتطلب تحويل العواطف الجياشة إلى عواطف وعي ومعرفة، وإدراج هذا الصمود في المناهج التربوية والتعليمية وفي الدراما وكافة الأجناس الأدبية والفنية، وعدم تغييب صورة الشعب الفلسطيني المكافح في سبيل إستعادة حقوقه المشروعة عن جدول أعمال المثقفين والأدباء وأطرهم النقابية مع التأكيد على جدوى المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان اللذان يشكلان متراس الدفاع الأول عن الأمة.

وبشكل قاطع أكد رؤساء إتحادات الكتاب في الدول العربية على وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بثوابتها التاريخية والجغرافية والثقافية، والدعم لنضاله المشروع خاصة في ظل العدوان الهمجي على قطاع غزة.

وكان لافتاً حديثهم عن تخوفات يجب التنبه لها على كافة المستويات ومنها الثقافية والإعلامية، وهذه التخوفات تتعلق بمدينة القدس وما تحمله من قداسة المبنى والمعنى، حيث هناك مخاطر جدية وحقيقية تنذر بتداعيات خطيرة، سيعمل الملتقى تجاهها على عدة مستويات ومنها توجيه خطاب ثقافي موحد للعالم يشرح فيه القضية الفلسطينية لأجيال جديدة في الغرب، بما يتناسب مع آمال وتضامن الشعوب مع فلسطين التي تخوض معركة الوعي بجدارة عالية.

وأطمئنوا خلال زيارتهم لمدينة طرابلس، وهي عاصمة للثقافة العربية للعام 2024، و لمدينة صيدا بوابة الجنوب، وأيضاً في مدينة صور حيث كانت حشود من الناس تسير على الكورنيش البحري، في تحد واضح للحرب وثقافة الموت والإحتلال، وأثناء إلتقاط المشاركين بالملتقى للصور مع بحر صور الذي يشبه بحر عكا و حيفا و يافا، تقدم منهم شخص يحمل طفلته الصغيرة قائلاً: نحن نحب الحياة وثقافتنا هي الشهادة أو النصر.

وما قاله يؤكد على حضور المقاومة في حياة ويوميات الناس باعتبارها ضرورة بدونها نفقد هويتنا وتاريخنا وحاضرنا والمستقبل، وما يجري في غزة وجنوب لبنان يجب أن يوقظ مجدداً روح المقاومة في الثقافة والأدب.

الكاتب والإعلامي حمزة البشتاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *