في مؤتمريه الصحفيين المتتاليين وهو يتحدث عن موضوع محور فيلادلفيا قدم نتنياهو بوضوح رؤيته للمقتلة الدائرة واوضح ان الفرصة المواتية لهم اليوم لا تتكرر من حيث حصولهم على شرعية ما يفعلون وسواء اعترضنا على مقولة الشرعية ام لا فان واقع الحال ان ما يجري على الارض اليوم في غزة وفي لبنان مسكوت عنه عبر ما يلي
- تلكؤ واضح من قبل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن تنفيذ اي من قرارات الامم المتحدة
- تراجع عن حكاية الدولة الفلسطينية في الخطاب السياسي الامريكي
- صمت تام وتلكؤ بشع من المحكمة الجنائية الدولية والعدل الدولية ومجلس الامن
- غياب تام لما يسمى بجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي
- مواصلة ترديد نفس الخطابات عن حق دولة الاحتلال بالدفاع عن نفسها واطلاق سراح الاسرى من غزة
- استخدام بشع للمطلب اللبناني بوقف اطلاق النار بربط وقف اطلاق النار في لبنان بإطلاق سراح الرهائن في غزة وهو ما يعني خلق شق كبير في صفوف جبهات الاسناد ووحدتها
- تحريض من الداخل اللبناني ضد حزب الله
- تصعيد المطالب بعد موافقة الحكومة اللبنانية على القرار 1701 الى المطالبة بالقرار 1559والقرار 1680 وهو ما يعني القضاء على المقاومة في لبنان كليا واخراج لبنان من وحدة الساحات علما بانها الساحة الاهم في هذه الحرب
- انتهاء اي حديث او نشاط عن موضوع وقف المقتلة على قطاع غزة وترك الاحتلال يفعل ما يشاء هناك وهي الارض الهدف والقضية الهدف والشعب الهدف
- تصاعد التهديدات ضد ايران والعراق واليمن في محاولة لتكريس انكسار وحدة المحور وتحويل كل ساحة الى قضاياها الخاصة بها
من كل ما تقدم يبدو واضحا ان الاحتلال ومعه الولايات المتحدة بالتشارك التام والحماية المطلقة بما في ذلك كل دول العصابة في كل انحاء العالم لا ينوون على الاطلاق وقف هذه الحرب المقتلة الا بتنفيذ كامل المخطط الصهيوني في المنطقة وبالتحديد في فلسطين على قاعدة ما يلي - العودة لإشغال العالم بكذبة المخطط الصهيوني من النيل الى الفرات لجعل العالم المحيط يحقق انجازا بالناي ببلاده عن هذا المخطط علما بان الاحتلال تائه في فلسطين وحدها منذ مائة عام وهو لن يجرؤ على الوصول إلى اية صحراء عربية فما بالنا باي مدينة عدد سكانها اكثر من خمسة ملايين لتبتلعهم وكل معدات جيشهم الذي لا يغطي حواري مخيمات شمال فلسطين وحدها.
- ترك دولة الاحتلال تنفذ مخططاتها في غزة والضفة على قاعدة التهجير الطوعي وافراغ الارض من سكانها والغاء امكانية قيام الدولة الفلسطينية الكذبة من اساسها
- جعل العرب يتراجعون رويدا رويدا وهم يرون ما يجري في غزة ولبنان على قاعدة ” انفذ بجلدك ” ولا علاقة لك لا بأخيك ولا بابن عمك ” ما دام راسك سالما فلتضرب كل الروس ” وقد يكون خطاب رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية اليوم في هذا السياق فالكل سيقول مهمتي حماية بلدي وبلدي اولا ولن يلومه احد.
- لكي يتحقق للاحتلال هذا يجب ان تكون الاثمان التي تدفعها ساحات محور المقاومة كبيرة جدا تؤسس لتالين الشعوب في بلادها عليها وبجعل المحيط يرتعب خوفا.
- – في سبيل ذلك تضرب دولة الاحتلال لبنان بشدة وتضرب امريكا وبريطانيا اليمن بشدة والتهديد للعراق قائم وله مخاطرة مع هشاشة وضع البلد الى جانب التهديد الاقسى على ايران والذي وصل حد قول جالانت وزير حرب الاحتلال انهم لن يعرفوا كيف ضربناهم ولا ماذا وفقط سيرون النتيجة
- هذه الاجواء تأتي في ظل جهات تدعم الاهداف الصهيونية وان بصمتها المشين
بناء عليه فان هذه الحرب لن تتوقف وستواصل دولة الاحتلال بكل اريحية الان نشاطها ومخططاتها في قطاع غزة والضفة الغربية وحتى الاراضي الفلسطينية المحتلة 1948 فهي لا زال لديها ما تفعله من الانتهاء من تهويد الجليل والنقب تزامنا مع تهويد القدس والضفة الغربية وزرعها بالمغتصبات والمغتصبين وجعل فكرة الدولة الكذبة مستحيلة في واقع الحال وهي لكل هذا تنفذ مشروعها بإخلاء شمال قطاع غزة وجعله فارغا بالمطلق بما يؤسس لتدخل الولايات المتحدة ارضا عبر اعادة نصب الميناء العائم والحصول على قاعدة لها في شرق المتوسط لاستكمال سيطرتها التامة على الشرق الاوسط ومياهه الدافئة لصالح اهدافها الكبرى في موقع رابط لكل قارات العالم القديم الثلاث وعلينا ان نتنبه الى الاشارات لذلك وهي - اصرار دولة الاحتلال على تطهير شمال قطاع غزة من كل اهله بالمطلق
- ادراكنا ان الجزء العلوي من قناة بن غوريون الامريكية يمر من شمال قطاع غزة
- ان شمال قطاع غزة يقع قبالة حقول الغاز الامريكية
- حاجة دولة الاحتلال الى حماية امريكية دائمة بعد السابع من اكتوبر
- حاجة الولايات المتحدة الى قاعدة عسكرية على شرق المتوسط
- رغبة حكومة الاحتلال العنصرية بطرد الفلسطينيين تدريجيا من الضفة والداخل الى غزة وهم ما يعلنونه ويصرحون به ويسعون الى قوننته بكل الاشكال
- كون شمال غزة مسيطر عليه كليا ومكان لا يصلح للحياة بالمطلق فستصبح ممرا للفلسطينيين الى خارج فلسطين وبعيدا عن حدودها
- عدم استعداد مصر والاردن لقول تهجير الفلسطينيين اليهم وعدم رغبة الاحتلال بزيادة اعداد الفلسطينيين على الحدود في مصر او الاردن او لبنان لما يشكلونه من خطر دائم عليها.
- ستسعى دولة الاحتلال الى ايجاد الية للتخلص من المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال هذه الحرب سواء بالقوة والاجبار على الهجرة من لبنان.
في مواجهة كل ما تقدم فان علينا ان نجد أدوات ناجعة لمواجهة هذا المشروع تقوم على ما يلي - عدم الاعتماد على الحرب المسلحة مع دولة الاحتلال وسيدها على قاعدة مقاومة جيوش ضد جيوش فالسلاح الذي يملكونه يفوق قدرات المقاومة الاف المرات
- على المقاومة ان تجد سلاحا لا يملكه الاعداء
- على المقاومة ان تجد اليات عمل تبطل عمل سلاح الولايات المتحدة وقاتلها المأجور وتحيده
- ان غياب الوحدة الوطنية ليس في فلسطين فقط ولكن في كل بلدان محور المقاومة سيبقى ابرز واخطر ضعف يمكن ان يمنع النصر او يقود الى الانكسار وقد لا يكون قد فات الاوان لإنجاز الوحدة الوطنية في كل هذه الساحات رغم ان الوقت قد تأخر كثيرا
- على محور المقاومة ان يسعى الى توسيع قاعدة التحالفات الدولية وتحديدا مع روسيا والصين ان امكن ذلك.
- ودون ادوات عمل جديدة ورؤيا واضحة ووحدة فان الطريق الى النصر قد تودي الى الانكسار فلا يجوز ان تواصل عملك كما انت منقسما على ذاتك في الفصيل ذاته وبين الفصائل مع تغييب تام للشعب ودوره ومكانته والاصرار على ان احدا يمكنه ان يحقق الاهداف فهو ضرب من وهم لا يمكن ان يتحقق وبالتالي فان الهدف اليوم من نتائج المقتلة البطولة هو ان نصل الى مرحلة عدم الانكسار فقط والابقاء على وحدتنا ووحدة الساحات معا وكل على حدة وهو ما يمكن تسميته بالنصر عبر الابقاء على الذات والاداة والهدف متماسكة وثابته باتجاه الغد.
الأديب عدنان الصباح