إذا ما دققنا في معاناة المجتمعات البشرية اليوم ،،وأسبابها وما آلت إليه، والتحديات التي تواجهها في مجالات الحياة المختلفة، لا تعزنا الفطنة لنكتشف أن كلل الويلات والأمراض التي أصابت البشرية ،كان وراءها فكر خبيث ،،وثقافة مهيمنة إلغائية ، تقوم على الحقد والكراهية لشعوب العالم كافة ،وهذه الثقافة وهذا الفكر هو الفكر التلمودي الإمبريالي السائد ي الدول الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وما استطاعت الماسونية العالمية من تصنيعه من أنظمة نشرتها ي معظم بقاع الأرض، وكلها خادمة وتابعة للمشروع التلمودي الإمبريالي ،وتجسد هذا الوباء الفكري والثقافي في العولمة المتوحشة ،والليبرالية الجديدة ، التي انتشرت في معظم المجتمعات في السنوات الأخيرة معتمدة على مستوطنات فكرية وسياسية وثقافية واقتصادية ودينية وغيرها ، والتي انتجتها عائلتي روتشيلد وروكفيلر اليهوديتان المؤمنتين، بالصهيونية التلمودية لتجسيد الماسونية وإحكام سيطرتها على العالم، لتجسيد الفكر المتوحش والعنصري والاستبدادي والاستغلالي والعنصري والكره والحقد والاستعمار والنهب والسطو على حقوق الشعوب ،فوجدنا انتشار ونماء الفكر الطائفي والانفصالي الذي يدعو للتشتت والانقسام والأنانية المفرطة، والفكر التكفيري الغيبي ودب اليأس في المجتمعات ، والفوضى والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد، والذي تراق أيضاً من نشر الكر العدمي المتجرد من كل انتماء للأمة ما ساهم في تراجع روح الانتماء والولاء للوطن والأمة واضمحلال التضحية والإيثار ،ووصل الأمر في وطننا العربي أننا ما زلنا مختلين حول ماهية هويتنا وانتمائنا،ويتساءل البعض هل هو عربي أو هل هو جزء من الأمة العربية ويتنكر للعروبة ،بل ويعاديها ويقاتلها .
إن الخلاص من الواقع المزري الذي وصلت إليه أمتنا العربية يتطلب تنمية الروح الإنسانية والفضائل الإنسانية من تعاون ومحبة وتكامل بين المجتمعات العربية وداخل المجتمع الواحد، وتنمية الهوية الجامعة للشعب ، والتي هي العروبة الحضارية والثقافية البعيدة عن رابطة العرق والدم ، والحفاظ على اللغة العربية العمود الفقري للهوية ،وبناء مجتمع المواطنة الذي يتسوى فيه الناس جميعاً بغض النظر عن الدين والطائفة والمذهب والعرق، وهذا ما يضعف الانتماءات الفررعية ويقوي ويعزز الهوية الجامعة ،لأن شعور الإنسان بالعدل والمسالواة ينسيه الولاء الضيق والانتماء الضيق مقابل الانتماء الأشمل ، وهذا يتطلب تنمية الفكر النقدي في المجتمع، والابتعاد عن التعصب وإلغاء الأخر،ومحاربة الفكر الإلغائي بكل مشاربه وأصنافه السياسية والفكرية والثقافية والدينية ،والضرب بيد من حديد على العابثين والمحتكرين للاقتصاد والثقافة ، وتعزيز ثقافة المحبة في المجتمع والخلاص الجماعي وتعزيز الروح الجماعية من خلال تعزيز الانتماء للوطن والإنسانية ومحاربة الجشع والتغول في مجالات الحياة المختلفة،والاعتزاز بانتمائنا لأمتنا وقيمها الحضارية والانفتاح على ثقافات الآخرين من منطلق الواثق بنفسه ،من يملك حضارة عمرها آلاف السنين، راسخة الجذور ،للمساهمة في صنع مستقبل سعيد للبشرية لا أن نبقى نعيش على فتات الآخرين، كما يرغب بعض سماسرة الأوطان الذين ارتضوا الذل والهوان ،وهذا يتطلب تعزيز ثقافة المقاومة والتحدي والأمل في الحياة،ووتعزيز العلم والبحث العلمي الحقيقي الذي يقدم للناس العلم النافع في حياتهم وازدهار أوطانهم ، وتعزيز القيم التربوية التي تنبذ التفرقة، وتعزز المحبة والمساواة في المجتمع ،وترفض الخنوع والاستسلام والتبعية والتفريط بالحقوق الوطنية والقومية تحت أي حجة كانت إننا أمة حية ،رغم كل ما تعانيه ،ستنهض بهمة أبناؤها الشرفاء المخلصين بعقولهم العظيمة وبطاقات شبابها الكبيرة ،وإننا نملك الأمل بتحقيق ذلك رغم أنف القوى الاستعمارية ومرتزقتها وأذابها في الداخل والخارج
الكاتب والباحث نبيل نوفل