مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى جنوب لبنان الذي راح ضحيتها العديد من الشهداء، جراء القصف الجوي، وتدمير واسع في البنى التحتية والخدمية، بدعم من الامبريالية الامريكية والحلفاء الغربيين، معتقدين بإضعاف المقاومة وحاضنته الشعبية. وبعد سلسلة الاغتيالات التي قام بها العدوان في لبنان، وكانت آخرها استشهاد سيد الانتصارات، التي كانت فاجعة للمقاومة داخل لبنان بشكل خاص وعلى المستوى العالم.
إلا أنه رغم كل ذلك، بقيت المقاومة في لبنان وحاضنتها ثابتة، لم تنكسر معنوياتها، وأنهم مستمرون على نهج سيد شهداء، بتحرير القدس، مهما بلغت التضحيات، فهي تملك جذورا قوية والوعي الكامل لطبيعة المخططات الغربية، فانعكست الضربات الصادمة إلى طاقة أكثر قوة وثباتا، فأدت إلى توسيع هجماتها إلى وسط ” إسرائيل”.
فكان الهجوم النوعي الذي نفذته المقاومة في لبنان، مستهدفة من خلاله قاعدة تدريب لواء “غولاني” في قاعدة “بنيامينا” جنوب حيفا، أدت الى صعق العدو، ومفاجاة أذهلت الجميع بان الوعد الصادق مستمر، وباسلحة وإمكانيات وقدرات نوعية حتى الآن لم تظهر بعد، ويمكن لها أن تغير الكثير من المعادلات، وأن تفرض الكثير من التحولات. حيث أوعزت المقاومة أن ماسيجري في كريات شمونة على الحدود مع لبنان، سيجري في حيفا ايضا. وهذا يثبت أن المقاومة بخير وأنها تقوم على قاعدة قوية ونهج مستمر، ومالديها من قوة استخبارات دقيقة، إن كان داخل الكيان أو عن بعد، حيث تعرض للتضليل وعجز أقوى منظومة اعتراض والتي تعد الأكفأ على مستوى العالم، بالتصدى للهجمات التي أطلقتها المقاومة، وإن المسيرات التي أطلقتها هي الأولى من نوعها.
وهذا يعني تحول كبير على مستوى المعركة والتي ربما تمتد على مستوى المنطقة، فقد دخلت المقاومة مرحلة ستضاعف فيه تلقين هذا الكيان ما أقترفته يداه بشكل لا يتوقعه، جراء جرائمه بحق الأبرياء، وأنه سيواجه حربا ضروسا لن تسلم عقباه، وإن طريق الشهادة مستمر إلى تحرير القدس.
الكاتبة وفاء حميد