اليوم ( ١٢٨ ) :الذي لا يقدر على الحمار ينط على … ما يقدر أن ينط عليه :


أمس كتبت تحت عنوان ” خبران لافتان ” ؛ أولهما نخوة بائعي الحشيش في المملكة المغربية ، إذ رفضوا أن يبيعوها للإسرائيليين تضامنا مع أهل غزة ، فكان لهم بذلك موقف مشرف ، وثانيهما عن خبر تأكد عدم صحته وهو استشهاد حازم اسماعيل هنية بصفته ابن أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة ” خماس ” . حذفت الكتابة كلها لعدم صحة الخبر الثاني ، ولم أكتب مساء أمس .
عندما صحوت من النوم في الساعة الثانية عشرة من صباح هذا اليوم قرأت تعقيب صديق على ما أرسله إلي بخصوص موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المفاوضات بين خماس والدولة الإسرائيلية . إنه يطلب من الأولى الموافقة على صفقة تبادل الأسرى خلال أسبوعين . لم يضغط على الثانية فهو كما قال مثلنا الشعبي ” اللي ما بقدر على الحمار بنط على … ” وحاشا أن تكون … .
أول ما تذكرته هو سطر الشاعر العراقي مظفر :
” قولوا يا عرب الردة مرثية ” ، فالأنظمة العربية أكثرها أنظمة عرب ردة وأكثر .
منذ صباح أمس ألحت علي ، ثانية في هذه المقتلة والمهلكة وحرب الإبادة ، قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل ” كلمات سبارتاكوس الأخيرة ” ، فعدت إليها أقرأ فيها ، متمنيا ، بل وطالبا من الله ، ألا نعيش الانكسار ، علما بأن العالم أكثره عالم ” أبكم أصم أعمى ” لم يكتو بعذاب الفلسطينيين بعامة وأهل غزة بخاصة ، ورحم الله الشاعر اللبناني خليل حاوي .
لقد تآمر شيوخ روما كلهم ضد سبارتاكوس بعد أن كان النصر قاب قوسين وأدنى ، وعلق الثوار على المشانق وأخرج أهل روما من الفقراء والعبيد منها ، متحسرين وهم يرون ما يرون على أعواد المشانق .
” … إني تركت زوجتي بلا وداع
وإن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
فعلموه الانحناء !
علموه الانحناء !
الله .. لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال : لا !
والودعاء الطيبون …
هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنهم .. لا يشنقون !
فعلموه الانحناء !
وليس ثم من مفر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت .. قيصر جديد ” .
خلف كل شارون يولي نتنياهو وبن غفير وسموتريتش جديد .
هل سنبدأ نتحدث عن عقلانية إميل حبيبي ومحمود عباس ” أبو مازن ” ؟ وهل الأفضل أن ننحني لنرث الأرض في نهاية المدى حتى لو انحنينا وعلمنا أبناءنا الانحناء ؟

أ. د. عادل الأسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *