اُصْمُدْ فَإنّكَ فِلَسْطِينِيّ للأستاذ الدكتور بومدين جلالي

أَخَا فِلَسْطِينَ أنْتَ الْعِزُّ وَالْأمَلُ *** اُصْمُدْ فَإنَّكَ فِي الْأمْجَادِ تَشْتَغِلُ

قَدْ نِلْتَ حُبَّ الْمَلَايِينِ الَّتِي قُهِرَتْ***يَا شَهْمَنَا: زَادُكَ الْإيمَانُ وَالْعَمَلُ

نَارُ السِّلاحِ تُجِلُّ الْفَحْلَ إنْ خَرَجَتْ***إلَى الْمَعَارِكِ وَالْأهْوَالُ تَشْتَعِلُ

وَإنَّكَ الْفَحْلُ فِي الدُّنْيَا وَمَا جَمَعَتْ***فِي عَصْرِنَا أيُّهَا الْمُجَاهِدُ الْجَبَلُ

حَرِّرْ فِلَسْطِينَ أُمَّ الْقُدْسِ مِنْ كُرَبٍ***جَبَّارَةٍ صَانَهَا الْخُذْلَانُ وَالدَّجَلُ

حَرِّرْ عَقِيدَتَنَا، حَرِّرْ عُرُوبَتَنَا، *** إنَّا بَقَايَا شَتَاتٍ شَلَّهَا الْفَشَلُ

حَرِّرْ سِيَاسَتَنَا مِنْ جُبْنِ قَادَتِهَا *** حَرِّرْ جُيُوشَ بِلَادٍ خَطْبُهَا جَلَلُ

مَكْرُ الصَّهَايِنَةِ الْأشْرَارِ حَلَّ بِنَا***فَحَلَّ فِينَا الْأذَى وَالْعَجْزُ وَالْخَطَلُ

خُنَّا، وَمَشْأمَةُ التَّطْبِيعِ لَعْنَتُنَا، *** يَا وَيْلَنَا كَيْفَ مَاتَ الْقَلْبُ وَالْمُثُلُ !

زُغْنَا فَتُهْنَا وَذَابَ الصَّبْرُ فِي كَمَدٍ***أقْبِحْ بِقَوْمٍ نَسَوْا بِالأمْسِ مَا فَعَلُوا !

كُنَّا بِنَصِّ كِتَابِ اللهِ مَدْرَسَةً *** فِيهَا الْحَيَاةُ وَمَا بِالْغَيْبِ يَكْتَمِلُ

صِرْنَا بِإلْحَادِ أهْلِ الْغَرْبِ مَقْبَرَةً***لِلرُّوحِ، وَالسُّوءُ فِينَا فَاحِشٌ جَهِلُ

كُنَّا فَوَارِسَ دَهْرٍ قَامَ مَلْحَمَةً *** وَشِعْرُنَا فِي مَبَاهِي الْفَخْرِ يُرْتَجَلُ

صِرْنَا بِذُلِّ رُؤُوسِ الْمَسْخِ مَهْزَلَةً***وَغَابَ مَا بِعُلَاهُ الْمَجْدُ يَحْتَفِلُ

كُنَّا الْمُرُوءَةَ إنْ بِالصِّدْقِ قَدْ بَرَزَتْ***صِرْنَا الْحَمَاقَةَ وَالْأحَقَادُ تَقْتَتِلُ

حَرِّرْ عَزِيمَتَنَا، حَرِّرْ رُجُولَتَنَا. *** مَنْ كَانَ خُنْثَى شَهِدْنَا أنَّهُ الرَّجُلُ

اُصْمُدْ .. صُمُودُكَ إشْرَاقٌ وَجَامِعَةٌ.***اُصْمُدْ لَعَلَّ لَيَالِي الْمَقْتِ تَرْتَحِلُ

عَلِّمْ بَنِينَا مَقَايِيسَ الْجِهَادِ وَمَا***فِي اللَّوْحِ كَيْ لا يَمُوتَ الشَّوْقُ وَالْأمَلُ

فَجِّرْ عَدُوَّكَ تَفْجِيراً يَرُدُّ لَنَا *** وَحْيَ الْبُطُولَةِ وَالْقُلُوبُ تَبْتَهِلُ

حَرِّرْ غَدَ النَّاسِ مِنْ ظُلْمٍ وَمَحْرَقَةٍ***وَأنْتَ تَحْتَ رَصَاصِ الْغَدْرِ تَنْتَقِلُ

أنْفَاقُ غَزَّةَ تَرْوِي سِرَّ عِزَّتِنَا *** وَجَيْشُ صُهْيُونَ نَذْلٌ خَائِفٌ وَجِلُ

جَوّاً وَبَحْراً وَبَرّاً قَالَ قَائِلُهُمْ:*** يَا وَيْلَنَا هَلْ دَنَا مِنْ عَصْرِنَا الْأجَلُ؟

“اَللهُ أكْبَرُ” هَزّتْ طُغْمَةً نَزَلَتْ*** إلَى التَّوَحُّشِ فِي طَاغُوتِ مَنْ نَزَلُوا

أطْفَالُنَا تَحْتَ عَصْفِ الْقَصْفِ فِي حُلَلٍ***حَمْرَاءَ نَاحَ عَلَيْهَا الصَّخْرُ وَالْحُلَلُ

وَالْغَرْبُ – مِنْ جَبَرُوتٍ – مَا رَأى دَمَنَا***بَلْ سَانَدَ الْحَرْبَ، وَالْعُدْوَانُ مُشْتَعِلُ

اُصْمُدْ، وَقَاوِمْ، فَنَصْرُ اللهِ مُرْتَبِطٌ *** بِالصَّامِدِينَ، وَأنْتَ الصَّامِدُ الْبَطَلُ.

الأستاذ الدكتور بومدين جلالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *