بطل يحرر القدس للشاعر شاكر فريد تقديم د. سعيد محمد المنزلاوي

ارتباط الشعر بالعراق جد وثيق، لا يقل عن رابطة العروبة التي تجمع العرب كافة على الصعيد الدُّولي، كما تجمع على الصعيد النضالي تلك الدول الشقيقة التي تسكن ما بين النيل والفرات، تلك البقعة الساخنة بالأحداث الجارية والنضال المستمر بين الفلسطينيين أصحاب الأرض، والإسرائيليين المغتصبين والمعتدين.
(بطل يحرر القدس) قصيدة للشاعر شاكر فريد من دولة العراق، ينزف فيها دمعًا ثخينًا على مآسي الشعب الأعزل، ويبعث الأمل في النصر والتمكين.

أقصى يناشد في آهاته العربا
هبوا فإن قماط الطفل قد وثبا

عيب على الفارس الصنديد لو أسروا
في غارة أخته وانصاع ما غضبا
عار على كل فرسان القبيلة لو
ما أسكنوا الأخت من أحداقهم هدبا
بالرمل قد غاص أنف ليس مرتفع
يستسهل المكث في إذلاله حقبا
من يقبل العيش في ذل ومنقصة
قد شذ في عالم للتيه قد ركبا
يا صخرة في بلاد الشام أغلبنا
قد ضيع الوقت والأخلاق والنسبا
إني ولدت عراقيًّا معي خصل
يستجمع الشمل لو تاريخه نهبا
قد عبأ المدفع الغضبان أعتدة
لو هدمت كوكبا ما فعله عجبا
فجر أظنك يا مهدي منتظرًا
وقت القطاف تلم الورد والرطبا
واظهر بحق كليم الله في دول
الفقر قد هدها والجوع قد ندبا
اركب لكل فضاء أنت معتمد
من خالق ناصر فالبرد ها حزبا
اقصد لكل طريق أنت قائدنا
فالله هيأ في تقديره سببا
يا صاحب العصر قد عادت تعضعضنا
بعض الكلاب يهود أقلقوا العصبا
احذر فعند كيان البغي أسلحة
قد صنعت غلسة والشر كم لهبا
أنبيك نشرة أخبار العدو غدت
أخبارها أرقم في الجحر قد طربا
كانت فلسطين بالإخوان باسقة
الآن قد جردت والزرع قد نحبا
كل الثمار بكت فالقصف أثكلها
فالسنديان يذم الغصن والقصبا
أرض الجليل غدت ذكرى بلاقعها
قد أججت ثورة تستنهض العشبا
الياسمين نأى بل مات من عطش
ما ذل من غاصب والأرجوان أبى
قد عاتب الفجر يندى حين يسأله
بل من ضمير عميل أنفه رغبا
إني كتبت على جدرانك السببا
صبرا فعند فلسطين لنا غربا
إن غابت الشمس عن قدس مدمرة
في صرخة المقتدى تحريرها قربا
يا كعبة المجد هل ماتت شهامتنا
قولي فإن يراعي يخلق الأدبا
أئمة النطق من بري سأطعمهم
بل كل ظامٍ هنا من جدولي شربا

بل قرري الأمر (إسرائيل) غاصبة
أرض يزغرد في صاروخها التعبا
واسترجعي الحق من طاغوتهم فمعي
ثأر الحسين كيان يطبع الكتبا
يافا تنوح على الأشلاء ذاهلة
حتى تناشد من عدى ومن ذهبا
إن الغيارى وإن ماتوا بمعركة
لله حزب عريق عانق الشهبا
لله في حسن كف ستسحقهم
فانظر فديتك من ولى ومن غلبا
يا غزة الحق لا تبقى مقيدة
إن هز سيف علي نهضة النجبا
قومي نهز نخيلا فوقها لغم
للآن ينطر في تفجيره شعبا
الورد قد لبس الأكفان منتظرا
فخر الشهادة لو في قبره كتبا
هذا الذي خط في بغداد جملته
قوموا فإن ظلام الليل قد هربا
في غوطة الشام قد صاحت مؤسرة
هبوا فإن دمشق غيمت سحبا
جند ببغداد بالأمس التقوا بأخي
قالوا لنا اليوم إن الانكسار كبا
قد حاور القائد الصدر الحكيم فقل
قطب ولاقى ببغداد هنا قطبا
ألقابنا كلها ضاعت ألا انتبهوا
فينا فلسطين قد رب أضحت لنا لقبا

الشاعر شاكر فريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *