بغداد ودموع عيون المها ل د. ياسين جبار الدليمي

بغداد / بغدات / بغدادن / بغ داد
بغداد المنصور وعاصمة الرشيد /
وكعبة المجد والخلود بغداد عطية الله
ومدينة السلام بكناية نهر دجلة /
وبغداد المدورة التي لم يعرف العالم مدينة مدورة /
دار السلام …
والزوراء لازورار دجلة وأبوابها ،
الجمعة فيها كالعيد كمحاسن لمواقيت الصلاة بعد تراويح مكة بغداد /
وبغداد الولادة 145هـ ومحاولة خرابها 656 هـ ببكائية نهر دجلة دمعاً ودماً ومداداً لثقافتها وجسراً طافياً من الرصافة إلى الكرخ للهاربين من بطش هولاكو .
وبغداد الشاهدة لصهيل حصان الجنرال مود 1917م بوعود الحرية لبلاد مابين النهرين – ارض سومر وأكد – أرض السواد /
عراق العرب ودار الخلافة – وعراق ميزوبوتاميا – أرض شينار وكلدان /
العراق عراق الأسرار القديمة .
عراق العلم والعلماء والثروة والرجال الرجال .
عراق المظلومية /
والثأرية /
ومستحقات التاريخ إقصاءاً برسم أساطير التبرير للحرب والاحتلال والإرهاب / وسايكلوجية التراث ببغاء الحداثة المبرر للعدوان واستلاب الأرض والخيرات وإزاحة أهلها إلى ملاذات المنافي والشتات ..
وتوطين واسكان من لايستحق بوسم هبات من لا يملك وحوز من لا يستحق ………
أناشيد المناجاة المتوالدات تاريخياً وحاضراً لمن يقول لا للظالم ولا للطغيان .
بلاءٌ وبلاءٌ /
خيولٌ وطبول حرب /
جرادٌ ودمٌ /
سنابك وخيول بوسم ثأرية الماضي وبكائيات الزمن السحيق /
معلقات بطولة وترانيم شهادة …
دنان ملح
ومفاتيح بغداد المنذورة قرابين شهادة للعروبة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)
برجع صدى المؤذن فجراً (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) …
بخور يتضوع بعاشوراء العراق المتوالدة يا سيوف خذيني.
كتلُ نارٍ ولهب /
سموم بوسم اللهب /
دبابات الموت وتعددية الموت /
طوفان أديم الأرض موتاً جماعياً بشفافية عدالة توزيعه … /
مدن هجرت أهلها صراع حياة وموت /
بين النور والظلام /
بين الشمال والجنوب عبر أبجديات التأسيس الحضاري /
صراع أزمنة التاريخ وديكتاتورية الجغرافية .
أم صراع الماء واليابسة بإشكالية الطاقة والاستهلاك عبر بوابات رأس المال والأسواق بعباءة تصادم المصالح ؟؟
أم برجع تكوينات التأسيس للصراع التصادمي بشطب النهايات السعيدة تلاقحاً وإلتقاءاً بحوار العقل لا غالب ولا مغلوب ؟؟
فوضى وإفساد /
تفكيك دولة وشعب /
تجزئة المجزأ وتفتيت ما يمكن تفتيته بمقياس رسم خرائط سايكس – بيكو وبأقلام الرسم الهندسي للعولمة بشفافية الدمج وسد الفجوات بالقوة العسكرية وتحت طائلة المنطق التلمودي بثأرية أزلية من بابل وأحفاد الأحفاد بغرامية مفرطة وانتقامية سرمدية وتعميدية للعراق العربي المسلم في انهار الدم والخراب .
(الربُ يريدُ الحرب)
وكما قال المبشر الأمريكي (بيل جراهام) بعد احتلال العراق:
(إننا نقوم بعملنا بأسم عيسى المسيح ) !! …
الرب وعيسى u منهم ومنها براء .
تواريخ غزو واحتلال تتوالد بتناسخ الدمار والدم مدن تنوحُ أهلُها /
كهف بومٍ /
نعيقُ غراب /
جيادٌ وخيول /
وأفراس تعدو في مضمار سباق العشيرة لفطام الرضع على دنان الملح العراقي المقاوم والمُعتّق برائحة البارود وجراحات تابى الاندمال بالبلسم الديمقراطي المزفوف عبر أفواه المدافع …
جادك الغيثُ اذا الغيث هما مناجاة في فضاءات الحلم العربي من غرناطة إلى القدس وبغداد وأخواتها ..
و من هي بروسيا العرب ؟
أسفار تكوين وصحائف الوحدة العربية تتناسخ ما بين البيان الأول عبر أثير إذاعات الانفصال والقطرية بانقلاباتها العددية المرفوعة تربيعاً وتكعيباً على أعواد ومفاصل الوحدة العربية وقواعد كرسي الحكم بذات اليد والدم والبارود /
هوسُ حلمٍ /
وحلمُ المهووسين بالحلم العربي (
( غزاةٌ أشاهدهم / وجهي في وجوههم وتحت خيولهم ظهري غزاةٌ أشاهدهم في شفاه أنثى – وفي مناديل الهوى العُذري غزاةٌ أشاهدهم في سروال أستاذٍ – وتحت عمامةِ المُقري ))
وليلى العراقية لم تعد عليلة كما عهدتها بين الرصافة والجسر
آه بغداد
وبغداد آه ،
لم يعد يومك مثلُ امسكِ
بل سوادٌ في سوادٍ في سوادِ
فصار امسكِ سفراً يخط للتاريخ أرجوزة احتلال
وأمسى شؤماً ينذر الغزاة بدخولهم التاريخ من أسوأ أبوابه
وأصبح أرجوزة فتحٍ لمجدٍ يتسامى بطولة تتوالد ما بين الفراتين باهتزاز نخيله رطباً جنياً تتار –
هولاكو والأربعاء من صفر 656 هـ
والموسوم بلا شوارب في ذات الاربعاء من صفر 1424 هـ
تتلاعب الأرقام وتتلاقى الأيام بدورتها 768 عاماً ما بين التتار والعولمة .
ليكون لبغداد أحدى وعشرون (21) احتلالاً.
خوارج /
وأبناء العلقمي /
وأهل المرجئة والقابضين على الجمر /

Elking, [27.07.2024 16:17]
صمت يلف الصمت /
صبرٌ يتوالد صبراً
شهيدٌ وشهادة (وبالعز كفنوه – وغريباً في بلاده ادفنوه )
جراح وعذابات /
طوفان يعيد نفسه /
سياط /
زنازن /
تعذيب /
تغريب وبلدان المنافي ومرافئ المدن تعيد نفسها /
تكبيرات أم البنين وكربلاء تتوالد /
عاشوراء تتناسخ /
والبيعة ذمة في الرقاب عند أبواب العولمة بين الخوارج والمرجئة على ذمة الوطن المذبوح والمباع في سوق النخاسة بدراهم معدودات برسم النسيئةِ
دونما إغفال التطلف أيهما أزكى طعاماً للكروش سابقة الإعداد واللاحقة على مقاسات كراسي العروش دونما وجل من العين والحسد …
مَنْ ذا أصابكِ يا بغدادُ بالعينِ ؟؟
ألـم تكوني زماناً قُرّةَ العـينِ صاح الغرابُ بالبين فأفترقوا ماذا لقيتِ بهم من لوعةِ البينِِ؟
نخلٌ /
زعترٌ /
شيحٌ /
بلوط ٌ يتوحد مع قيصوم الصحراء والشعر المخضوب بالحناء يُنثرُ عند شط العرب استباحةً بالماء والنفط /
وتعصب العيون البابلية المتغزل بها على ايقاع المقامة البغدادية مطرٌ وجوع /
ماء
وردى
نشيجٌ
وطبول موتٍ
نفطٌ وماء /
جوعٌ
وجوعٌ
وإفقار استنساخ فقر
وجوعٍ
وصراصير تأكل بيادر قمحنا /
جرذان الأنابيب تجتاح ارض السواد /
براغيثٌ تتوالد تعشعش في نصب الحرية
نارٌ ودم /
ومناسف الأهل لم تزل عامـرة للجائعين /
دلال قهوة ورائحة بن المضايف تعانق الهم العراقي توحداً واصطباراً على البلاء بصوفية الشهداء
وا إسلاماه …
وا عروبتاه
ليجيء رجع الصوت بوحدة شمس العراق برغم تباريح المتواليات السياسية السالخة للجلود اعتزازاً بالبراءة الوطنية على إيقاعات الأنين –
أنين الفرح
وفرح الأنين على مسرح الألم والأنين المتوالد على العراق برسم اخر برميل نفط …
وهناك عند الرقيم دنان الملح العراقي ومفتاحه بنقشه المسماري
وبغداد هنا لم تزل مخبوءة بين ملفات الوصاية وصهيل خيول المرابطين
بغداد …
يا بغداد : تدور بك السنون والحالمون بفك رموز طلسمكِ قد أكلوا الثلج المقدد ضحى على أسياخ المنى
بغداد …
يا بغداد : لم يزل دجلة الخير حاضناً لكِ وهو ينحني اجلالاً لمقابر قريش وإمام الكاظمين الغيظ
وينساب
هادئاً لصاحب القياس العقلي عند أعظمية أبو حنيفة النعمان بشهادة جسر الأئمة ليقترب بمناجاته للفرات على ضوء شموع النسوة عند مقام خضر الياس على إيقاعات صيادي السمك البني على مشارف جسر الشهداء لتزكم رائحة الشواء الجائعين عند ساحة التحرير وعلى ضوء نار مصفاة الدورة المعانقة بقداح بساتينها همس العاشقين بوحاً يلامس شغاف القلب …
خيامٌ
وخيام النوم قد غادرت صمتها على صهيل المناجاة العراقية للقدس
بالأمس كانت القدس!
فصارت بغداد !
وتصبحُ مَنْ ؟
وتمسي مَنْ ؟
ومن أخوات القدس العربية المرفوعة والمسلوبة ؟
(( القدس عروس عروبتكم /
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها ؟
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها ..
أولاد : ( ؟..؟ ..؟)
هل تسكت مُغتصبة ؟
إن حضيرة خنزيرٍ اطهرُ من أطهركم ! .. ))
بغداد يا سيدة النساء /
والطهر عذراً
ستبقين سيدة المدن
وقلعة الأسود وكعبة المجد والخلودِ .
أرادوكِ سِقط متاع وأرتسموا لك النكبة.
فما كان …
واليوم يرسمون الفتنة /
تناسخ وحلول ما بين النكبة والفتنة
فهل حلَّ بنا عصر الضياع ؟
أم عصر الانصياع ؟
أم إن الزراريرَ حينَ طارَ طائرُها توهمتْ أنها صارتْ شواهينا
موتٌ
واختلاق صراع /
رحيلٌ وانصياع
زوار الليل
وعسس الموت المشاع /
الموت يتنوع يتوزع ويتضوع
أسماء ترفع /
رقاب تقطع /
أزقة /
حواري /
أحياء
وبيوت الموت تتوسع
موتاً موتاً /
رعباً رعباً /
طرداً طرداً /
هدماً هدماً /
صدقاً صدقاً
هذي الفتنة برسم المعلوم والمجهول قد جاءتنا
صبراً صبراً
فأنتِ يا بغداد أرادوكِ غنيمة حربٍ وضيعة حوزٍ
فأي الضرب يؤلمكِ؟؟
أضرب الخودِ أم ضرب النواقيسِ ؟؟
خوفٌ ودمٌ –
موتٌ وحياة
وأنتِ تتسامين بإشعاع مجدٍ للمدائن
فنار دلاله
ونبراس صمود
يقوم الحلاج مصلوباً عند أسوار مدينة الفارابي الفاضلة مع إيقاعات وتر عوده وإنشاد زرياب لمقامية جنيد البغدادي
(أندخل أبرهةَ لكعبتنا ونقول للكعبة رب! لا ذنب لنا بل نحن الذنب )
ثعالب بعويل الذئاب /
دمٌ يسفك /
موت حياة /
والنخل يأبى انحناءاً
نامت نواطيرُ مصر عن ثعالبها وقد بُـشمنَ ولمْ تُـفنَ العناقيدُ
رجع صدى تاريخ /
ومناجاة لغيمة تأبى الهطول
العراقُ والردى /
مطرُ مطرُ /
وحتى الظلام في العراق جميلُ .
ضاقت ثم ضاقت واستحكمت حلقاتها ،
تناجي قياس العقل لمدرسة ابو حنيفة النعمان .
عمائم القوم تقوم ثانيةً كظماً للغيظ وقياساً عقلياً بصفاء العقل والقلب بصوفية الكيلاني وأراجيز السهروردي /

Elking, [27.07.2024 16:17]
مجالس علم /
ومقامات الحريري تصدح في جنبات الكرخ والرصافة .
بغداد ..
يا بغداد الفرح والألم والأمل /
البلاء وعباءة الرحمة
وبكائيات المجبولين على الحزن انشاداً فرحاً وحزناً
ومن يكفكف دمع عيون المها المجفولة من تقاعس تيس قطيعها في قرع الخطوب
ومن كلبها المسلوخ جلده من الوفاء
قباب ومنائر تنفض غبارها /
لاحت رؤوس الحراب
وتكبيرات الله اكبر /
الله اكبر
حيَّ على الفلاح –
حيَّ على خير العمل
لا اله إلا الله توحد
الصلاة قائمة وبغداد العروبة جامعة
وأمي قد أرضعتني منْ حليبِ فراتهـا إن الصلاةَ على ترابٍ لا يوحدُ ليسَ تكتملُ


د. ياسين جبار الدليمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *