بين الحلم واليقظة للكاتب حسام الدين أحمد

ارتفعت أنفاسي وانخفضت، وتسارعت دقات قلبي حتى أصابني الهلع، بعد رؤيتي لأمر أخافني في المنام، فهرعت فزعًا أبحث عن أمي، وأنا ما زلت أدور في نفس تلك الرؤيا؛ باحثًا عنها لأروي لها رؤياي، لتمسح على رأسي وتضمني إليها، وتفسر لي ما رأيته، ولأسمع منها تلك الكلمات الجميلة التي كانت تقولها لي بعد كل رؤيا أقصها عليها:
خير إن شاء الله تعالى، أذهب وأغسل وجهك، وتوضأ وادعو الله تعالى بعد أن تنطق بالشهادتين.. أن يذهب عنك الشر؛ وعد بعدها لأفسر لك رؤياك.


ففزعت من نومي وأنا أجري نحو صنبور الماء لأتوضأ، ولكني عدت خطوات إلى الوراء لأنظر إلى مكان سريرها، وإلى كرسي المعاقين، وهرولت لأنظر إلى الكرسي الذي وضع في الحديقة، وإلى تلك المصطبة عند باب الدار، حتى أخذت عيناي تغرقان بالدموع، فركضت وأنا أمسح ما أصابها لأرى طريقي بوضوح، بعد أن تعثرت بالسلالم وأنا متوجه إلى الغرفة التي وضعت فيها صورها لأخبرها ما أصابني، أو لعلي أجد بين تلك الصور تفسيرًا لتلك الرؤى التي تفزعني بين الحين والآخر.


فجلست، ومسكت القلم، وتناولت قرطاسي الذي أكتب فيه كل ما أراه في المنام بعد رحيلها، والذي يكاد أن تمتلئ صفحاته بتلك الحروف التي خططتها فيه، وأنا أمسح تلك القطرات التي تهرقها عيناي، والتي تحاول أن تلامس قطرات الحبر، خشية أن تمحو بعض كلماتي التي أريد أن أنظمها، فلعلها تأتي يومًا ما في الأحلام لقرائتها.


الكاتب حسام الدين أحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *