من يتابع تاريخ هؤلاء الإرهابيين الذين اغتصبوا فلسطين ،ومارسوا كل الأعمال المنافية للقيم والأخلاق الإنسانية ، مدعومين من قوى الغطرسة والاستعمار التي تقودها الإمبريالية الأمريكية والماسونية العالمية بقيادة بريطانيا. ولقد ساهم طوفان الأقصى بنتائج انعكست على المنطقة،، والعالم والكيان الصهيوني،، والقضية الفلسطينية منها ما بدأ فعلاً ومنها ما هو متوقع في المستقبل ومنها:
1- أصبحت معركة طوفان الأقصى جزءاً من المعركة مع قوى الاستكبار العالمي،وهناك تنسيق بين الأطراف المقاومة والصديقة لإنجاح هذه المعركة ، وكسر شوكة الكيان الصهيوني ومن ورائه من القوى الامبريالية وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا .
2-أعادت ملحمة طوفان الأقصى القضية الفلسطينية إلى مقدمة القضايا التي تواجه المجتمع الدولي ،بعد أن تراجع الاهتمام بها نتيجة تخاذل معظم الحكومات العربية ،كما أكد شعبنا العربي اللفلسطيني استمرار تمسكه بحقوقه المشروعة وتصميمه على استرجاع حقه المغتصب ،مهما طال الزمن،واسقط المقولة الصهيونية التي فحواها:(إن الكبار من الفلسطينيين سيموتون والأطفال والشباب سينسون) ،وأثبت أشبال فلسطين ورجالها ونسائها أنهم يزدادون تمسكاً بأرضهم وقدسهم وأقصاهم ودون ذلك أرواحهم ،وأكدوا للعالم أن شعباً يعشق الشهادة لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض هزيمته ،وهو لا يخوف أو يهدد بالموت ،فمن يطلب الشهادة لا يخاف الموت ،وأن معظم الشعب الفلسطيني هو مع خيار المقاومة والكفاح المسلح لأن العدو الإرهابي المتغطرس لا يفهم إلا لغة القوة . وعرى طوفان الأقصى السلطة الفلسطينية المتواطئة مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وأنظمة التطبيع والاستسلام في الوطن العربي وذلك من خلال المواقف التي عبر عنها رئيس ما يسمى السلطة الفلسطينية ، ولقد قدم الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة الهمجية الصهيونية التي ارتكبت المجازر بحق المدنيين العزل .
3- أكدت ملحمة طوفان الأقصى إن الجماهير العربية في معظمها مع فلسطين والمقاومة بالرغم من تخاذل معظم الأنظمة العربية ،وتآمر الجامعة العربية وموقفها المخزي والذليل ،فقد شعر كل شرفاء الأمة بالقرف وهم يسمعون البيانات والتصريحات لبعض القادة العرب وجامعة الدول العربية ،ولكنه في الوقت نفسه كان هناك أنظمة ما زالت داعمة للحق العربي ومصرة على استرجاع فلسطين وداعمة للشعب الفلسطيني وخاصة سورية والجزائر وتونس ومحور المقاومة وأطرافه المختلفة في سورية ولبنان والعراق واليمن وغير ذلك ،ومما يؤسف له أن بعض الحكومات العربية لعبت دور الوسيط والمتفرج على ذبح الشعب العربي في غزة العزة والإباء،كما صعدت حركات المقاومة في سورية والعراق واليمن من أعمالها العسكرية ضد القواعد العسكرية الأمريكية ي المنطقة وأطلقت الصواريخ والطائرات المسيرة على هذه القواعد وألحقت بها خسائر.
4-عرت ملحمة الأقصى الدول الأوروبية ، وأثبتت ذيليتها وتبعيتها والتدهور الأخلاقي على الصعد كافة ، وسقطت أكذوبة الديمقراطية وحقوق الإنسان ،وأن الوجه الحقيقي للدول الأوروبية ،الوجه القبيح الاستعماري النازي العنصري، وتأكد الدعم اللا محدود لسياسات الغطرسة الصهيونية ،كما أكدت ملحمة طوفان الأقصى أن الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لها مكيال واحد فقط هو الانحياز للكيان الصهيوني ومصالحها على حساب شعوب ومصالح دول العالم وشعوبها ،
5-أكدت ملحمة الأقصى ضعف المؤسسات الدولية وتبعيتها للغرب الاستعماري ،وهذه المؤسسات ،خاصة ما يسمى الأمم المتحدة هي من وافق على قيام هذا الكيان المحتل الغاصب وتمارس من أجله العهر السياسي خدمة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية .
6-،أثبتت معركة طوفان الأقصى ‘إن هناك شرفاء وأحرار في العالم وفي مقدمتهم روسيا والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا، وبوليفيا والكثير من دول أمريكا اللاتينية، الذين أدانوا تصرفات الكيان الصهيوني والدول الغربية وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة للفلسطينيين ودعمهم ، وكان الموقف المميز والمشرف للجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم للمقاومة في المجالات المختلفة، وقدمت كل ما تستطيع لدعم القضية الفلسطينية ، فعملت على حشد الطاقات كلها بالتنسيق مع القيادة المقاومة في الجمهورية العربية السورية لمواجهة الاحتمالات كلها .
7-كما بين طوفان الأقصى حالة الضعف للمؤتمر الإسلامي والدول الإسلامية ،وتدهور أحوال هذه الدول وسيطرة الصهيونية والقوى الاستعمارية عليها ،وكشفت ملحمة طوفان الأقصى الدور القذر والمتآمر للنظام التركي في دعم الكيان الصهيوني ،وأنه كان يتاجر بحركة حماس واستغلها كورقة في عدوانه على سورية ،فقام أثناء العدوان الصهيوني على غزة بطرد قيادات حماس من تركيا ،وقدم المساعدات الغذائية للكيان الصهيوني .
8-أما انعكاسات ملحمة طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني فقد ساهمت ملحمة طوفان الأقصى في التأثير على الكيان الصهيوني ، وفقدان هيبته ،وزعزعة ثقة مستوطنيه بجيشه الإرهابي ،ودبت الذعر بين هؤلاء المستوطنين وانعكس ذلك على حالة الأمن وكان له أثار سلبية في المجالات المختلفة.فقد أسقطت ملحمة طوفان الأقصى نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر،وأكدت أن إرادة الإنسان أقوى من التكنولوجيا ،وأثبتت هشاشة هذا الكيان ومقولة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله بأن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، وتم أسر وقتل المئات من جنود الكيان الغاصب وفرار المستوطنين من أكثر من عشرين مستوطنة ، وكذلك الخوف من حزب الله ،والهروب من المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان ، وازدياد الهجرة المعاكسة والفرار خارج حدود الكيان، وضعف الانتماء لكيان الاحتلال، إضافة للخسائر الاقتصادية الكبيرة بسبب توقف العمل ونزول المستوطنين إلى الملاجئ وانتشار حالة الرعب والخوف التي عمت الكيان منذ قيامه حتى اليوم ،فهو لم يشهد معركة أذلته ومرغت أنفه كمعركة طوفان الأقصى ،وسببت للكيان تدهوراً في الوضع الاقتصادي ، حيث تعطل إنتاج اكثر من 300 ألف صهيوني التحقوا بالخدمة العسكرية ،وارتفعت الأسعار وعم الغلاء ، وتوقفت الخطوط الجوية ، وما تدره من أرباح ،وضرب قطاع السياحة وتدنت قيمة العملة الصهيونية، كما تبين هشاشة أجهزتها الأمنية وضعف جيشها في القتال البري فمثلاً بعد 18 يوماً من بدء عملية طوفان الأقصى استطاعت قوات النخبة في المقاومة في غزة من اقتحام قاعدة /زكيم /العسكرية، وتمكنوا من الاجهاز على جميع الجنود والضباط بداخلها،وهي صفعة كبيرة لجيش الاحتلال ،وهي منطقة استراتيجية يها مصفاة نفط ومحطة كهرباء ورسالة للعدو الصهيوني أن المقاومة قادرة على إلحاق الهزيمة بعقر الكيان، كيف إذا ما حاول دخول غزة برياً،وهذا دليل تماسك المقاومة وامتلاكها خططاً واضحة في المعركة.
لقد شن الكيان الصهيوني ليلة 28/10/2023م هجوماً برياً على غزة شارك فيه أكثر من مئة طائرة ومئات الدبابات وصنوف الأسلحة كافة، واستخدمت فيه القنابل المحرمة دولياً وغاز الأعصاب ،واستهدفت المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ ،واستشهد المئات من الفلسطينيين في غزة، لكن المقاومة البطلة بصمودها الأسطوري وتضحيات أبطالها صمدت وأفشلت العدوان وكبدت الكيان الصهيوني وجيشه خسائر فادحة ودمرت دباباته ،وأسرت الكثير من جنوده وبعض ضباطه وضباط أمريكيين ساهموا في الهجوم، وأسقطوا الهجوم البري الأول،مما أثار الانقسام والرعب داخل صفوف جيش العدو ،وبدأ بعضهم بالفرار وعدم الالتحاق بالخدمة،وساهمت المقاومة في جنوب لبنان بقيادة حزب الله بتوجيه ضربات كبيرة للكيان الصهيوني وجيشه وقواته وحققت إصابات كبيرة في صفوفه ، وكانت أهميتها من حيث رعت الضغط عن غزة حيث خصص العدو الجزء الهام من قواته لأبقائها على الحدود مع لبنان وخاصة قواته البحرية والجوية والبرية ، وأوجدت حالة من الرعب والذعر في صفوف المستوطنين والجنود الصهاينة ، وأحدثت قلقاً لدى الدوائر الغربية من توسع الحرب لما له من انعكاسات على المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة ، وكان لعمليات حزب الله دور هام أيضاً حيث شكل قوة ردع للكيان الصهيوني إذا ما فكر في مهاجمة لبنان، كما دخلت المقاومة العراقية على خط المواجهة وقصفت القواعد الأمريكية في العراق وسورية ،وكذلك المقاومة اليمنية البطلة التي قصت الكيان الصهيوني بالصواريخ البالستية فعززت من إرباكه، ودعمت المقاومين في غزة.وخطفت له سفينة ومنعت أي سفينة من العبور للكيان الصهيوني ما شكل حصارا له وعرقل الامدادات له
إن قيام المقاومة بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة سيؤثر على الوجود الأمريكي وعلى الوضع الداخلي الأمريكي وعلى علاقة أمريكا بدول المنطقة مما يساهم في خروج أمريكا عسكرياً منها ،وهذا يعزز القرار السيادي لدول المنطقة .
9- ستساهم ملحمة الأقصى في تسريع إقامة شرق أوسط جديد خال من الهيمنة الأمريكية، وتعزز سيادة شعوب المنطقة، كونها ستحجم الوجود الأمريكي وتقلص دور الكيان الصهيوني،،وتضعف دور الحكومات الرجعية العربية في الاندفاع نحو الاشتراك في المؤامرات على الدول العربية التي تنتهج سياسة مقاومة للدول الاستعمارية وهذا ما قد يساهم في تعزيز التعاون العربي المشترك .
10-أكدت أن المقاومة في غزة تملك عوامل قوة كثيرة أهما:الشعب العظيم ،الذي يملك عقيدة الاستشهاد،والتسابق إلى الشهادة ،وهي سلاح نوعي لا يملكه العدو ، لأنه نابع من العقيدة الدينية لهذا الشعب العظيم ،كما أن المقاومة تدافع عن قضية عادلة، وهناك فرق كبير بين من يدافع عن الحق وبين من يدافع عن الباطل ،لذلك فالحق منتصر والباطل مهزوم ،خاصة ّإذا امتلك الشعب الإرادة كما الشعب العربي في غزة،وكما تمتلكها قوى المقاومة ، وتملك المقاومة في غزة الأرض،والتي عرفت كيف تستخدمها في الحرب،وحفر الخنادق تحت الأرض ،وأخذ الاحتياطات اللازمة والاحتمالات كافة،وهي تعمل على جر العدو لحرب برية،وبالتالي ستوقعه في مصيدة كبيرة حيث ستخرج سلاح الجو من المعركة وتصبح مقاوم مقابل جندي وطبيعي أن ينتصر المقاوم.
11- أكدت إن المعركة اليوم في فلسطين هي للأخذ بالثأر لكل شهداء الأمة العربية ولكل شهيد قضى دفاعاً عن فلسطين وعزة وشرف الأمة ، وهي معركة الإنسانية ضد الهمجية ،وها هم أحرار العالم يقفون مع المقاومين الفلسطينيين وسورية وإيران وحزب الله وكل أطراف المقاومة ، إنها معركة الكرامة والوجود والعزة ودماء الشهداء لن تذهب هدراً ، بل ستعيد فلسطين كل فلسطين وسيزول هذا الكيان الدخيل ،لأنها معركة الحق ضد الباطل.
12- بدأ الرأي العام العالمي يتفهم حق الشعب الفلسطيني ويكتشف الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام العنصري في فلسطين، حتى في البلدان التي تؤيد وتدعم هذا الكيان، وأخذت صورة الصهيوني القبيح النازي تنتشر لدى معظم شعوب العالم ،ويزداد التأييد للقضية الفلسطينية
نحو تعزيز الانتصار والمقاومة
إن المطلوب من كل عربي شريف، وكل مسلم شريف ،أن يعمل على:
1-إيقاف العدوان على غزة وإيقاف المجازر تجاه الشعب العربي في غزة وفلسطين ،والعمل على انتصار المقاومة في فلسطين ،لأن انتصار المقاومة في فلسطين هو انتصار لكل فلسطين ولكل شعوب المنطقة .
2- مقاطعة البضائع الأمريكية ،لأنه في شراء البضائع الأمريكية يدعم الصهاينة ،ويقتل الشعب الفلسطيني بشكل غير مباشر، ويساهم في ذبح أطفال ونساء فلسطين، فعلى سبيل المثال لا الحصر ،يقوم العرب والمسلمين يومياً بشراء سجائر من شركة ملبورو الأمريكية لصاحبها اليهودي بقيمة مئة مليون دولار ويتبرع يومياً للكيان الصهيوني بنسبة 12% ،أي يقدم العرب والمسلمون فقط من شرائهم المالبورو، للكيان الصهيوني 12 مليون دولار يومياً ،وإذا علمنا أن سعر طائرة الف16 حوالي خمسين مليون دولار أي يقدم العرب والمسلمين كل أربعة أيام طائرة مجاناً للكيان الصهيوني,هذا جزء بسيط مما يقدمونه من شراء البضائع الأمريكية وخاصة الأسلحة وغيرها ، أي أنهم يدعمون هذا الكيان ليقتل شعبنا ،وبالتالي فإن مقاطعة البضائع الغربية عامة والأمريكية خاصة واجب وطني وديني وإنساني.
3- كما على منظمات المجتمع الأهلي العربية التنسيق وإقامة حملة للتواصل مع المنظمات المدنية في المجتمعات العالمية لفضح وتعرية الأعمال الإرهابية والمجازر التي أرتكبها الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة ،وإقامة دعاوى أمام محكمة العدل الدولية موثقة بالجرائم التي ارتكبت بحق قادة هذا الكيان .
4- التكاتف والتعاون بين وسائل الإعلام العربي والإعلام المقاوم لفضح كل ما يقوم به هذا الكيان الغاصب ،ومطالبة المجتمع الدولي بإعادة وصف هذا الكيان بالكيان العنصري وطرده من الأمم المتحدة .
5- التواصل مع كل القوى التقدمية في العالم للضغط على حكوماتها لقطع علاقاتها مع هذا الكيان، وعلى جماهيرنا العربية ،والشعوب الإسلامية،ممارسة الضغط على حكوماتها لقطع العلاقات مع هذا الكيان وطرد السفراء الصهاينة .
6- تقديم المساعدات المادية لإعادة بناء ما دمره الغزاة ،من مشافي، ومدارس، وبنية تحتية خدمية والاهتمام بالجرحى، وأسر الشهداء.وإدخال المساعدات عن طريق مصر بقوة السلاح إذا مانع الكيان الصهيوني إدخالها .
7- استخدام سلاح النفط والغاز ومنع تصديره للدول الداعمة للعدوان على غزة .
8- قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وسحب السفارات وطردسفراء الدول الداعمة للعدوان
إن المقاومة في غزة دخلت شهرها الثالث وهي أكثر تصميماً على متابعة التحدي وتلقين الغزاة الصهاينة الضربات ثأراً لدماء الأطفال والنساء والشيوخ العزل،ولن تنجح محاولات الصهاينة النيل منها وهي اليوم بعد الهدنة تزاد صلابة وإصرارا على اطلاق كل الأسرى ،وتحقيق المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
على أي حال، قد أفشلت ملحمة طوفان الأقصى المخطط الصهيوني الأمريكي الرجعي العربي،وإذا لم تستطع تحرير فلسطين، فإنها أسست للمعركة الكبرى ،التي لا فرار منها ، والتي ستزيل هذا الكيان الغاصب من الوجود،وعززت الأمل لدى الشعب العربي والقوى المقاومة بالنصر والتحرير. لذلك فالنصر لن يكون إلا لصالح المقاومة ،وفي حال توقفت الحرب نتوقع أن يستفيد المقاومون من هذه الانتصارات،وأن يستثمروا هذه الانتصارات الكبيرة ،كي لا تذهب دماء شهداء القدس وفلسطين هدراً، وفي مقدمتها أطلاق سراح الأسرى جميعاً من دون استثناء،وستجعل الكيان يحسب ألف حساب في حال أراد مهاجمة قوى المقاومة.
الكاتب والباحث نبيل نوفل