قصص الإستعمار وتصفية الشعوب والأعراق والديانات والمعتقدات ، لازالت موجودة ولم تنتهي ، رغم التحضر والتطور والعلم والثقافة ، والنظم الحديثة في الحكم وأدارة الدولة ، ولم يعد العالم بمأمن حتى بوجود المنظمات الدولية القانونية والأمنية . لأنها خاضعة تحت سطوة الدول الإستعمارية العظمى .
شعب عربي ومسلم محاصر منذ سنين وتحت القصف والقتل والجوع والحرمان ، والسجن القسري بإسلاك شائكة وسياج كونكريتي ونقاط رصد بشري وكاميرات حرارية وفديوية ، والأن ومنذ شهور مورست بحقه أبشع تصفية جسدية ، وحرب قمعية ، لأنه حاول تحرير نفسه من تلك القيود والأغلال ، ولم يستطع 2 مليار مسلم من أنقاذة ولو بمحاولة إشغال العدو وزعزعة أمنه وأستقراره من كل الجوانب ، حكام عرب ومسلمون يتفاخرون بعروبتهم وأسلامهم وجيوشهم وأسلحتهم ، وفي كل المناسبات يتراقصون فخراً وسعادة بالسيف والسلاح ، وفي أعياد الجيوش يقفون ساعات طويلة لابسين الملابس العسكرية الموشحة بالأوسمة والنياشين لأستعراض تلك الجيوش التي عززت ترسانتها منذ عشرات السنين بمختلف أنواع الأسلحة والأعتدة ، ولكن للأسف ليس لها نفع ، يبدو هي لقمع الشعوب .
العالم هو الآخر ، وقف عاجزاً بمنظماته الدولية الحقوقية والأنسانية والقضائية والسياسية والأمنية ، أمام تلك الوحشية .
هناك برود وأستسلام ويأس ضرب الشعوب العربية ولم تعد قادرة حتى على أن تقول كلمة ( لا ) للحكام الخونة والمطبعين والعملاء ، وهذا يعطي أنطباع للدول الأستعمارية الأقليمية وأمريكا وأسرائيل ودول أوروبا ، بأن تلك الشعوب لاتستحق العيش وثرواتها يجب أن تسلب منها وأن لاتكون مخزونة لديها ، لأن العالم بحاجتها ، وهذا ماصرح به دونالد ترمب وقادة أسرائيل ، وأيضا هذا مايروج له قادة الحرب والأمن والأستخبارات في العالم في الغرف السرية المظلمة .
أسرائيل لم تعد تعترف بشئ أسمه ( الوطن العربي ) و ( الأمة الإسلامية ) وهي تطرح نظريات وبحوث ودراسات مفادها ، بأن السيطرة على تلك الدول وأستغلال ونهب ثرواتها ، هو الحل لأنقاذ العالم .
ومايحدث الأن من أبادة جماعية وقمع وحشي وتصقية لشعب كامل ، نتيجة لأطماع بخيرات وثروات ذلك البلد ، بحر غزة فيه الكثير من المكامن الكبيرة للطاقة ، ناهيك عن الأرض فيها مكامن وثروات طبيعية ومعادن مهمة .
وتجارب تصفية الشعوب من البلدان والجزر ليست بجديدة ، فحدثت كثيرا ً ، فمثلاً تمت تصفية الهنود الحمر في أمريكا لأجل الأستحواذ على تلك القارة .
وهناك مايعرف ( الحرب السوداء )هي قصة إبادة سكان ( تسمانيا الأصليين ) ، الذين تم تصفية عرقهم بالكامل في غضون خمسة وسبعين عامًا على يد الإمبراطورية الانجليزية كما وصفها الكاتب الأسترالي كليف تورنبل .
طبيب عراقي مقيم في لندن يذهب ضمن وفد لمعالجة الجرحى والمرضى الفلسطينين في غزة ، يصف التصفية لذلك الشعب البطل وحجم المعاناة والحرمان والألم والوجع الذي يحاصر غزة ، من كل جانب ويتألم ويجهش بالبكاء ، لأنه غير قادر على معالجة الكثير من المرضى والجرحى لكثرتهم ، هو يبكي ويتألم لأنه من أمة اليأس والخذلان والخوف .
الكاتب والباحث الإعلامي سامي التميمي