تقبع منذ شهور؛ مرتعد الأوصال في زاويةٍ معتمة من زوايا مخبأك؛ هذا الذي تظنه آمنا، بينما إناك لا تفتأ تحدثك أنهم سيعثرون عليك يوما، ها هم الليلة يقتحمونه ويقتادونك كبهيمةٍ عجفاء من شعرك الأشعث، ويلقون بك كجرذٍ أذعر في حفرةٍ عميقة؛ لا تطالها أكفك على امتداد ذراعيك لأعلى، ويغلقون فوهتها بغطاء أسمنتي سميك، لتبدأ أنت مشوار حسابك حافرًا بإظفرك الرقم الأول، في صبيحة اليوم التالي تفاجأت بهم يقتادونك إلى حلاق السجن.
الأديب محمد البنا