ثأر الأحرار وعقوبة الانتظار للأديب عدنان الصباح

قال سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بعد رحيل القائد فؤاد شكر ” الحاج محسن ” ان انتظار العدو للرد جزء من العقوبة والانتظار وقد سمعت وقرأت بعض السفهاء كلاما لا ينم الا عن الجهل وعدم الادراك بل وحتى عدم فهم الف باء السياسة والحروب ولذا اردت ان اعود الى معركة ثأر الأحرار التي بدأت يوم التاسع من أيار عام 2023 باغتيال الاحتلال لقادة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين وجهاد غنام وخليل البهتيني وفوجئ جيش الاحتلال بصمت مخيف فلم ترد حركة الجهاد الإسلامي على اغتيال قادتها فورا كما هي العادة ومضى على الصمت 36 ساعة حتى وجد جيش الاحتلال نفسه مجبرا على ان يكسر الصمت بنفسه.

بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية في طهران والقائد الحاج محسن في بيروت ” الضاحية الجنوبية ” وشهداء الحديدة لم ترد المقاومة ولا الجمهورية الاسلامية في إيران مع ان الاعلان بان الرد آت صدر عن كل الأطراف وبالتأكيد فان لهذه الأطراف قدرات بالرد يعرفها الاحتلال وسيده وعدم الرد المباشر يمنح المقاومة بكل جبهاتها موحدة ومنفردة ميزة قد تكون واحدة من اهم مراحل طوفان الاقصى وللأسباب التالية:

  • ان الرد لم يأتي وهو حتمي وبالتالي فان جهوزية الانتظار لا بد ان تتواصل من قبل الاحتلال
  • هذه الجهوزية يجب ان تطال كل شيء وكل مكان وهي برسم كل الاحتمالات
  • هذه الجهوزية تعتمد على عدم اليقين وانعدام احتمالية الاستثناء والتوقع
  • هذه الجهوزية ليس بالضرورة ان تطال الاحتلال في فلسطين فقط بل هي مفتوحة على كل جهات الأرض وكما فعل الاحتلال بالوصول الى القائد الأول في حركة حماس في طهران فان الابواب لدى المقاومة ايضا مفتوحة لتطال الاحتلال في اي مكان وهذا يعني استحالة الجهوزية لان الاهداف هنا لا حصر لها.
  • ساعات الانتظار في معركة ثأر الأحرار لم تكن على الرد فقط ولكن كانت على من سيرد وكيف يرد وأين يرد وهو ما تعيشه دولة الاحتلال الان فالأسئلة كبيرة وكثيرة حول ذلك فها سترد قوى المحور مجتمعة ام منفردة … متوازية او متتابعة … في الداخل ام في الخارج ام بكلاهما معا
  • هل سيطال الرد مصالح من شاركوا بالاغتيال ام دولة الاحتلال وحدها
  • هل سنرى فعلا مشابها من استنكاف جهة عن الرد كما فعل بصمت حركة حماس في معركة ثأر الأحرار مما ساهم في صناعة التعمية الأكبر على جيش الاحتلال.
    برأيي ان كل هذه الأسئلة واردة الان في ذهن الاحتلال وسيده وهو لا يملك اية اجابات وليس لديه القدرة على كسر الصمت هذه المرة ولا القدرة على الوصول حتى لبعضها لان القرارات الأخيرة عادة ما يملكها من لا تتسرب من لديه الاسرار وبالتالي فان الاحتلال الان رغم بشاعة ما انجزه في دمنا وارضنا وناسنا ورغم كل الخذلان الذي منحه العالم لفلسطين واهلها الا انه قوى المقاومة نجحت في جعله مرة أخرى يدور حول نفسه كثور الساقية مرة اخرى وهذه المرة بلا مكان ولا زمان محدد وهي أصعب حالة يمكن ان تعيشها جهة على وجه الأرض.
    فما هي الخيارات امام دولة الاحتلال
    الخيار الاول: ان تنتظر الى ما لا نهاية وهو ما لا يحتمله أحد
    الخيار الثاني: ان تبادر هي الى تعميق الوضع بتوجيه ضربات جديدة او اغتيالات جديدة استعجالا للرد
    الخيار الثالث: ان تقوم عبر عملائها بضرب واحدة من المصالح الأمريكية بما يكفل اندفاع امريكا للرد
    الخيار الرابع: ان تقبل بعرض المقاومة شبه المعلن بإيقاف الحرب والخروج من غزة وباقي الثوابت التي أعلنها الشهيد اسماعيل هنية كثوابت
    وقد يكون هذا هو الخيار الوحيد المتاح للاحتلال وسيده للانتهاء ولو مؤقتا من ورطة الانتظار وورطة الدوران حول الذات في مقتلة غزة بلا نتائج كانت او ستكون ففيما عدا انهار الدم والاف أطنان الركام واستقدام الأمراض التي اختفت وضرب جدار حديدي من التجويع على غزة فانهم ابدا لن يتمكنوا من الوصول الى ما يريدون ولا خيار امامهم سوى القدوم الى مربع شروط المقاومة بهذا الشكل او ذاك.
    والسؤال الان هل تلعب قوى محور المقاومة الان في إدارة معركة الرد المنتظر نفس الدور الذي لعبته قوى المقاومة من خلال معركة ثأر الاحرار وصنعت تعمية لم تنتهي الا صباح السابع من اكتوبر ام ان الاحتلال وسيده غير قادرين على احتمال 7 اكتوبر جديد وقد بات على الابواب وسيذهبون فورا الى مربع المقاومة وشباكها الذي ترك مفتوحا لهم للهروب منه وهو القبول بشروط الشهيد اسماعيل هنية الخمسة والاستماع الى ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله توقفوا عن المقتلة وغادروا غزة ثم تعالوا لنتكلم.

الأديب عدنان الصباح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *