ثبات وانتصار

بعد ٢٤ يوم بعد المئة والمقاومة الفلسطينية ثابتة بالميدان ، وتلحق الخسائر المادية والبشرية في قوات الاحتلال وتضرب عمق الكيان بين الفينة والأخرى بصواريخ تصل مداها إلى تل أبيب ، وتدير المقاومة المعركة عسكريا ونفسيا وتبث الرسائل التي تضع المجتمع الاسراىيلي امام روايات الاحتلال الكاذبة .
لغاية هذا اليوم فشل الاحتلال في تحقيق صورة اي نصر عسكري أو حتى سياسي على العكس من ذلك فشل ميدانيا وتم تعريته أمام المجتمع الدولي بصورته اللاخلاقية وانعدام المنظومات الدينية وقوانين المجتمع الدولي ، وبات يتصرف كعصابة لا تتقن الا إراقة الدماء وارتكاب الكثير من المجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ ، واستهداف المنظومات الصحية والبنى التحتية ، وهذا مايدلل عجزه العسكري فيلجأ إلى استهداف المدنيين وتصويرهم في بعض الأحيان كأنهم ألوية عسكرية .
ما صنعه الاحتلال على مدار ٧٦ عام من الصورة الذهنية بأنه جيش جرار وقادر على إلحاق الهزيمة بدول المحيط انهار في ٧ اكتوبر امام كتائب المقاومين في غزة ، ويحاول الاحتلال من خلال إراقة الدماء محو العار الذي لحقه وإسقاط الصورة التي بثها المقاوم في أكتوبر ، ومع ذلك وبرغم بشاعة مجازره إلا أن ما حدث في ٧ اكتوبر سيخلده التاريخ ويبقى محفورا في ذاكرة الفلسطيني خاصة والعالم عامة ، وان الهزيمة التي مني بها لا يمحيها تريليون مكعب من الدماء
ما أنجزته المقاومة لهذا اليوم من الثبات هو انتصار حقيقي وإرادة فولاذية لم تمر عبر التاريخ، ولكن ….بالرغم من الجانب المضيء من شعبنا وبسالته هناك صور بشعة وفيها من الإجرام مافيها ، بالوقت الذي تمد الإدارة الأمريكية الكيان الصهيوني بالقنابل والصواريخ تقفل الحدود العربية أمام اهلنا في غزة بالامداد الإنساني ، نجحت المقاومة في معركتها وسقطت الأنظمة العربية في درسها
٧ اكتوبر هو عيد وطني الفلسطينيين ، اثبتت الإرادة الفلسطينية قوتها وعزتها وبسالتها بالرغم من الدمار والقتل والتهجير إلا أنه سيبقى عنوانا لكل فلسطيني وتاريخ لم يمحى من الذاكرة

د. سناء زكارنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *