وان كان الصوت الأقوى والأعلى فى ليبيا اليوم هو صندوق الإعمار وعودة الحياة وهذا امر مفرح جداً وتُرفع له القبعات بكل احترام وتقدير والشعب الليبي يثمن كل مجهود يبذل من اجل إسعاده والكل يتمنى ويمني النفس بالعمار والخضار وحل مشاكل ليبيا العالقة والمدمرة للشخصية الليبية المعتزة بنفسها ومواقفها من غلاء أسعار بدون مبرر ونقص فى السيولة النقدية بدون عذر ونقص في غاز الطهى والوقود في بلد النفط فهو امر محير, لعله امتحان من رب العالمين.
وبعد ان تخطينا الحقبة الأربعينية السيئة السمعة من مهانة ليبيا وحكمها من برج عاجي،حاكم لا يفقه في ادارة الأزمات الداخلية ولا يدرك أهمية وأولية ما يعانيه الليبيون ولا هو بالمحب لشعبه بل علق لهم المشانق دون محاكم عادلة تقتص منهم بالعدل والقسط والميزان في حال ادانتهم ولقد ضيع هذا الحاكم برعونته حتى لحظاته الأخيرة الماضى والحاضر والمستقبل لبلد كبير ومتعدد الأقاليم من صحراء شاسعة تطل على كامل وسط أفريقيا فيها شمس ساطعة من الممكن ان تمد نفسها والعالم بطاقة شمسية وانهار جوفية وساحل يطل على اهم بحور الأرض فغرب الساحل ومزارعه وبساتينه محملة بالخير الوفير وشرقه بخضار دائم وغابات وارفة الظلال وكثيرة الأمطار ووسط الساحل من حقول النفط والغاز.
وفوق كل هذا والحمد لله تخطينا فترة الحرب الدائرة بين الأشقاء والتى غذتها القوة الخارجية التي لا تتمنى لنا إلا كل سوء بدل من عوننا ومساعدتنا لتجاوز الأزمات واللعنات لينعم من في ليبيا بخيرها ويستفيد جيرانها بل ليعم الخير على كل اصقاع العالم فنحن الشعب الليبي كريم ومضياف للجميع.
ومع كل ما سردته اقول جاء الوقت للاهتمام بالقوى الناعمة واقصد الثقافة والفن وما لها من تأثير عميق على كافة شعوب الأرض ولنا في الولايات المتحدة والشقيقة الكبرى مصر وكذلك سورية ولبنان وما لتأثيرات قنوات الجزيرة والعربية على التفكير العربى يا سادتي لقد جاء الوقت وهو التوقيت المناسب للتفكير في الاهتمام بالمسرح والسينما والتلفزيون وإقامة المهرجانات المحلية والإقليمية والعالمية طوال العام لنشر ثقافة امتنا الليبية العظيمة ونعظم من دورها فى بناء الشخصية الليبية والعربية.
د. عبد المنصف المنصوري