في سبعينيات القرن ٢٠ كتب غريب عسقلاني ( إبراهيم الزنط ) قصته ” الجوع ” عن مناضل ضاقت بوجهه الدنيا في غزة بعد أن أجهضت إسرائيل المقاومة بقتل من استطاعت قتله وسجن من ألقت القبض عليه حيا .
أحد المناضلين بحث عن عمل في مدينته فلم يجد لأن أصحاب العمل خافوا منه ومن تشغيل فدائي . جاع المناضل وسرى إلى المصانع الإسرائيلية بعد أن كان يمنع العمال من التوجه إليها للعمل فيها . لقد أراد أن يطعم زوجته وأطفاله . وجد عملا ليعتاش منه وعمل على مضض .
في رواية يحيى السسنوار ” الشوك والقرنفل ” معالجة لموضوع الفقر في غزة وتبحبح الأحوال بعد انفتاح فرص العمل في الأرض المحتلة في ١٩٤٨ . لقد تنفس الناس الصعداء .
منذ ٢٠٠٧ وإسرائيل تحاصر قطاع غزة حصارا قاتلا ، ومنذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وهي تلاحقهم وتقصف بيوتهم وتجوعهم والكل يتذكر ” لاءات ” ( يوآف غالانت ) الأربعة .
صار رغيف الخبز عزيزا وحين عز وجود الطحين عجن الناس أعلاف الدواب . جاع البشر وجاعت الحيوانات والأخيرة لا تعرف ما الذي جرى ويجري ، وهناك من أنصارها من يفكر في أمرها . ماذا تقول جمعيات الرفق بالحيوان في أوروبا ؟ هل تعنيها حيوانات غزة أم أنها عالم ثالث لا يستحق . ( أرسل إلي صديق ما نشرته ابنة سوزان أبو الهوى الروائية على انستغرام عن أمها في غزة / رفح واهتمامها بالحيوان الجائع أيضا ) .
الصديق همام أرسل إلى هدية مواطن غزاوي لزوجته التي ولدت في شمال قطاع غزة منذ أسبوع وأنجبت طفلهما علي . مرت أيام خمسة على الزوجة لم تأكل وأراد زوجها أن يكافئها ، فحصل على صحن أرز وقطعة لحم بسعر ٩٥ دولارا . قطعة اللحمة ب ٧٠ والرز ب ٢٥ . وهذه أجمل هدية .
حصار . تضييق فرص عمل . قطع كهرباء . قطع ماء . قطع سولار . قطع الطعام ، وممن ؟
من شعب الله المختار الذي تعرض في القرن ٢٠ على يد النازيين للإبادة من المريض ( أدولف ) .
عندنا مثل يقول ” كول من إيد شبعانة ولو جاعت ولا توكل من إيد جوعانه شبعت ” وعليه قس .
أحيانا الخطر الحقيقي يأتي من الضحايا !!
أ. د. عادل الأسطة