حديث الكائنات ل د . أكرم عقل

يقول لي البحر

لا شيء يبقى على حاله

كل شيء

من الغيب يأتي

إلى الغيب يمضي

وتبقى على شاطئ

أمم من رمال

ومملكة من زبد

تسامر في الليل

أحلامها المهملة

تقول القصيدة لي

صغتني

من حناياك برقًا

أنارك حتى احترقت

لينتصر الشعر

بالطعنة القاتلة

تقول المسافات لي

سوف أبقى هنا

بين قلبك

والمشتهى

كلما سرت ..زدت

ابتعدت …استرحت

انكسرت …انتشيت

ستسعدني دمعة العجز

في عينك الذاهلة

تقول لي الريح

طر للأعالي

تحرر من الخوف والأمنيات القديمة

واختر لنفسك منفاك بين الجهات

وكن ما تشاء

يقول لي الورد

أطلق عبيرك للعابرين

وهيء لهم مرفقا

كي يشموا شذى قلبك الغض

قبل انتصار الجفاف الذي

يعصر العمر كالوردة الذابلة

يقول لي الشوك

صن سر قلبك

لا تفتح الباب

كي لا تدوس على جرحك القافلة

تقول الحبيبة لي

من أنا

ومن أنت

هل نحن

رجع الصدى

من زمان الغناء

إذا ما الزمان القديم استدار

كهيئته

يوم كنا

على مطلع العمر

نقتات أحلامنا الرائعة

غريبان نحن

فمن يمنح القلب تذكرة للرجوع

وكل السفائن

خاصمت البحر

ثم استراحت

إلى وقفة

في المواني البعيدة

يقول لي القلب

أتعبتني في انتظار الذي لا يجيء

وبددت عمرك

لم تلق إلا السراب الذي يخدع الروح

والأوجه القاتلة

يقول لي الرمل

لا تتشابه

وكن جبلًا

لا يبالي

بخطو الليالي

وأحمالها المثقلة

تقول الجبال

تعبنا

ألم يحن الوقت كي نستريح

من الوحدة اللانهائية الوقع

حيث تقارعنا الريح في الليل

والسحب الهاطلة

تقول القطارات

درب على الفقد قلبك

كي لا تفاجئه بالرحيل المحطات

عوده

أن يقبل البعد

في اللحظة الفاصلة

تقول المحطات لي

لست موجودة

أنا محض وهم

لكي تخدعوا نفسكم بانتهاء الرحيل

أنا هدنة القلب

بين رحيلين

ما كان

ما سيكون

يقول لي الموت

كن ما تشاء

أنا في انتظارك

أعددت حفرتك المستطيلة

ثم استرحت على مقعدي

كامنا في شقوق التفاصيل

منتظرًا

نهايتك المقبلة

د. أكرم عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *