المفاجىء أن صمود غزة وتضحياتها دفع لثورة عالمية عاقلة في تغيير النظام العالمي ومواجهة تحدياته تجسدت من شعوب الأرض قاطبة الرافضة لسياسات الإبادة الجماعية التي تعرت وكشف ما وراء ممارستها من أهداف تخدم استراتيجية العالم الحديد وتطلعاته نحو عالم يختصر الوجود البشري بالمليار الذهبي وعبيده ..
لذلك لنتكلم في واقع وحقيقة صريحة تقول :
أننا نعيش واقعا يشهد أن الدولة الاسلامية الايرانية لا وجود لها في المواجهة، لكنها متواجدة من خلال مصالحها التي أصبحت مكشوفة في الشارع الوطني العربي من خلال نفوذها الذي تسعى إليه وحقيقته كدولة نووية لتؤكد وجودها على طاولة الكبار الذين يحكمون العالم ..، وهو ما سيجعل حزب الله ليكون درع المواجهة المباشر والوحيد في المستقبل ما يستدعي حله وإنها سياسة المقاومة وتفعيلها ..، والمفاجىء أن حزب الله الذي أصبح ممثلا للمقاومة في كل مكان يفرض وجوده بقوة تحركاته وتحدياته للقوى العظمى تحت ستار الدعم الإيراني الذي يخفت بريقه ليكون سببا في صعود عملاق المقاومة من القمقم ليصبح سيدأ لنفسه وقراره وهو القادم في تاريخ الأمة والوجود العربي والصهيوأميركي ..!!
كيف لأمة عربية وإسلامية تجاوزت المليارين أن تصبح في خبر كان واخواتها تعيش ملذات ورغد عيشها لا تبالي بانتهائها ولا بعروبتها ولا وطنيتها ولا رسالتها الموحدة برسالة الأمة الخالدة ..!!
واقعا وحقيقة تقول : نحن نعيش اليوم تغيرات في واقع ونفوذ ومصالح الأقطاب وصراعاتها ما بين الشرق والغرب على المصالح والنفوذ والقوى الحليفة من خلال الأنظمة الحاكمة لشعوبها التي تعتبر ادوات لتنفيذ هذه المصالح مقابل إبقائها على عروشها مادامت قادرة على لجم أي تحرك لشعوبها يستهدف سياسات القوى الكبرى ومصالحها في أي مكان وزمان ..
إنها سياسات واستراتيجيات قامت وتقوم لإنها النفس المقاوم الوطني في كل مكان من العالم والمحاولات الاكثر جدية وقوة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منارة للمقاومة وقوتها وتطلعاتها وتحدياته في مواجهة القوى الكبرى التي تسعى لفرض سياسات تطبيع الشعوب وانتقالها بإرادتها التوسعية ومحافظتها على مصالح القوى الكبرى بقوة سلطة أنظمتها وسياسات التعامل الممنهجة والمبرمج بدقة متناهية ليكون الواقع نتيجة تطورات وليس نتيجة فعل القوى الكبرى ..!! .
لذلك في حقيقة الانتماء للولاء وليس للمصالح، هو ما يؤكد معالم الولاء الوطني المطلق ..، ما يجعلنا نتوجه اليوم بعد الحدث الكبير للتحرك الإيراني النوعي والمفاجىء على صعيد الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية في مواجهة مباشرة مع محور الشر نحو تحولات تقوم لاطلاقه نظام عالمي ليبرالي بالكامل ما بين الدول العظمى لتأسيس نظام عالمي جديد أساسه وقاعدته المنطقة، وسياسته التغيير في كل شىء، والكل معا في هوى وواقع نظام المتغيرات الدولية التي تفرض من واقع القوى ومكامنها وأين ترسوا وكيف ولمن اولا وثانيا …!! .
مرحلة قادمة لابد منها ستكون لخضة تهز العالم كله لا محال منها عسكرية التحرك كما بدأت وستكون لتسيير صراعات المنطقة وخارجها حتى إنهاء فلسطين وحماس والسلطة وكل انواع المقاومة ..، والعملاء الغادرين بشعب فلسطين سيكون منهم الدحلان وأدواته في القادم الذي سيكون له وجوده فيه وفي استلام ومتابعة المرحلة ..
الأنظمة العربية والإسلامية ستبقى ولن تتغير ما دام هناك قضية اسمها فلسطين يتم المتاجرة والاستثمار فيها ..، حيث سيكون من العبث الاستمرار بدعم هذه الانظمة في واقع الحال إذا ما تم حل القضية الفلسطينية بإقامة حل الدولتين كتسوية وهمية لواقع الأزمة تمكن لتحقيق المطلوب لإطلاق دولة فلسطينية ممسوخة يتم رسم معالمها للالتفاف على متابعة وتحقيق سياسات الكيان الصهيوأميركي التي لا ولن تتوقف ..، والتي سيرافقها نهاية لحق العودة، وتفريغ للشعب الفلسطيني في كل مكان من فلسطين حتى البلاد العربية في فرض سياسة استراتيجية التشتيت والهدم الكامل المتبعة من قبل الكيان الصهيوأميركي العالمي اليوم .. .
استراتيجية التفريغ الكامل للعقلية والعقيدة والانتماء الوطني في كل الوطن العربي وحتى الاسلامي عالميا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، في ظل الدفع نحو الهجرة اليوم والتي تتحول واقعا لتكون طوعية في مواجهة خطط سياسية فشلت باستمرار تقوم على تحقيق مخططاتها من خلال فرض سياساتها في الواقع تحت مسميات الحل الإنساني واستيعاب المواطنين في دول العالم المخطط له بتنسيق أتني ومتفق عليه بواقع القوة العالمية المسيطرة .. .
المفاجىء والمكشوف ظل الأزمات المفتعلة اليوم هو السياسات التي تفرض تنفيذها الطوعي في مواجهة التحديات، كاللجوء السوري والفلسطيني غير المعلن وقد سبقهم اللجوء العراقي والليبي ويلحق بهم السوداني وبعده القادم المصري وغيره ..!!؟؟ .
ان الحق والحقيقة والانسانية ثالوث لا ينفصل ووحدة تامة ومتكاملة، وهي صواب لسبب بسيط جداً، لأنها تقوم فقط على الحقائق ولا شيء غير الحقائق، لا تقوم على المشاعر التي غالباً تكون مشوهة’ لا تقوم على الغيبيات، واختلافاتها وتناقضاتها والآراء الشخصية فيها، ولا تقوم على المصالح, بناءً على ما سبق نعم نحن خجلون من كل حاكم بالعالم ليس مع القضية الفلسطينية، لأنه يكون قد وقف ضد الحق والحقيقة والانسانية، في الموقع الفلسطيني، لكننا ايضاً خجلون بكل حكام العالم لأنهم كذبة ومنافقون، لأنهم مجرد رؤساء لعصابات مافيا تعمل لمصالحها، نخجل بالحاكم الدكتاتور في اي مكان بالعالم، نخجل بالحاكم الفاسد في اي مكان في العالم، نخجل بالحاكم الذي لا يحترم ويصون حقوق الإنسان في كل زمان ومكان خاصة في وطنه.
ان القضية الفلسطينية على صواب علمياً، تاريخياً ومنطقياً وعقلياً واخلاقياً وانسانياً، وهي من أعدل القضايا في تاريخ البشرية، لكنها ليست القضية الانسانية الوحيدة وليست القضية الوحيدة التي نستطيع اثبات صوابتيها بالحقائق والبراهين، وبالتالي فهي ليست المعيار الوحيد كما شرحت قبل قليل، فحقوق الانسان، ومساواة الانسان للإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، وحرية التفكير والتعبير الخ ..، كلها قضايا انسانية يجب ان نكون معها في كل زمان ومكان بهذا الشرط يكون كلامه صائباً بشكل تام وكامل، وبدون تحقيقه يكون كلامه صائباً فقط لجزء من القضية الفلسطينية وهو الجزء المتعلق بالاحتلال الصهيوني لها وهذا لا يكفي على المستوى الانساني .
ما يواجهه اليوم محور المقاومة والتهديد بالهوية صراع الشبكات الإقليمية داخلا وخارجا والقوى والأدوات التابعة ..
بالمختصر ..لقد أكلت يوم اكل الثور الابيض “كليلة ودمنة ” ، فمن يهن يسهل الهوان عليه ..
د. سليم الخراط