القدس ثمة هالة محيطة باسمها مسرى خاتم الأنبياء تخيل طهارة المدينة التي عرج منها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إلى السماء ، هي عاصمة الأديان بوتقة المقدسات ، كلما راودت صورتها الجميلة مخيلتك يجتاحك الصوت الملائكي يتوغله الفخر ( يا بهية المساكن يا زهرة المدائن ) ..
إذاعة القدس التي اختارت أن يقترن باسمها المجد تأسست في ١٥ /٦/ ١٩٨٦ /م وانتهى تأسيسها في منتصف عام ١٩٨٧م بدأ بثها التجريبي ببث أغاني وموسيقى عالمية وفي ٢٧ /كانون الأول ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت تذيع أخبار الانتفاضة دون ذكر اسم وهوية الإذاعة ، واتخدت شعاراً مرصعاً بالمقاومة شعاراً يعد أصحاب الحق وأصحاب المفتاح بالعودة ( الإذاعة العربية على طريق تحرير الأرض والإنسان وحتى النصر والعودة إلى فلسطين ) وصنفت من الإذاعات التابعة للمقاومة الفلسطينية.
كانت أول إذاعة فلسطينية تبث من عاصمة الجمهورية العربية السورية إلى داخل فلسطين ، وحرصت الإذاعة على تقديم برامجها بعدة لغات إلى جانب اللغة العربية ومنها اللغة الفرنسية والإيطالية والألمانية واللغة الإنكليزية ، كما أنها تمتلك عدد كبير من المراسلين يصل إلى “٣٦٠” مراسل ومن بينهم الكثير ضمن أراضينا الفلسطينية المحتلة وفي مختلف أنحاء العالم كقبرص واسبانيا وأمريكا وفي الأقطار العربية الكويت والأردن لبنان وليبيا .
كما تمتاز الإذاعة بقدرتها على الوصول للداخل الفلسطيني فلها مكاتب وأفرع متخصصة في بعض المدن الفلسطينية مثل حيفا وطول كرم .
ومن خلال العودة إلى تاريخ المقاومة الفلسطينية يتبين لنا أن هذه الإذاعة لم يتم تصنيفها على أنها تابعة للمقاومة عن عبث فلم تكف يوماً عن تغطية كل الأحداث المتعلقة بالشؤون الفلسطينية ونقلها أخبار الانتفاضة الأولى يبرهن لنا إخلاص هذه الإذاعة للقضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة بتغطية الأحداث ونقلها والحوارات مع كبار المحللين والسياسين في المنطقة والتغطية المستمرة لأهم أحداث ، منذ الانتفاضة الأولى وحتى عملية طوفان الأقصى أثبتت جدارتها في نقل الحقيقة ودعم المقاومة وبتعزيز الانتماء الفلسطيني ..
كما رسمت خطة عمل ناشدت فيها التميز وحرصت على تقديم مختلف البرامج ومزج عدة قوالب إذاعية محببة للجمهور
لتشمل كل مجالات الحياة السياسية الإخبارية الإقتصادية الثقافية الفنية الرياضية الموسيقية ومن أشهر برامجها ( صباح القدس .. وخنجر وسكين قامات الضوء ) وقدمت العديد من البرامج باللهجة السورية والفلسطينية كما أولت اهتماماً لشؤون اللاجئين في الشتات وللشؤون الدولية .
ويمكن اعتبارها من محطات الإذاعة المجانية التي تسعى لنقل الأخبار عامة وأخبار الشأن الفلسطيني خاصة على مدار الأربع وعشرون ساعة دون انقطاع .
كما ابتكرت العديد من المؤثرات الصوتية التي أتقنت استخدامها في مختلف برامجها ، ونجحت في إنشاء مكتباً لكتابة سيناريو الأفلام الدرامية التي يتم بثها عبر أثير الإذاعة كما تمتلك ارشيف حافل من التقارير والتحليلات والمواد الصوتية المفرغة واللقاءات الصحفية .
وفي العودة إلى صلب موضوعنا يمكننا أن تختزل الوصف في جملة واحدة هذه ليست إذاعة كبقية الإذاعات لأن بصمتها حاضرة في وجدان كل فلسطيني حر في الداخل المحتل وفي الشتات ونجم مقاومتها يحوم في فلائك المقاومة ، دورها في أن تسقي شعبنا بالداخل الصمود والتشبث بالهوية وخيار المقاومة ودورها في تسليط الضوء على نقل وحشية الاحتلال ومجازره الشنيعة في حق شعبنا وفي محاولتها لتسود الحقيقية العالم بأسره ، كان صوتها صوتاً للحق الذي طالت يده كتف كل فلسطيني في الداخل المحتل لتربت عليه وتخبره أنها معه ولن تتجرد من مسؤوليتها بتقديم كل الدعم له ، وكانت برامجها بوصلة لكل عربي تائه عن الحق فعملت جهدها على تكثيف الدعم للقضية الفلسطينية ، كما كان لبرامجها أثر كبير في تصدير التراث الفلسطيني بإطلالة الفلكلور في فقرات برامجها المتنوعة ، فكانت منارة الثقافة الفلسطينية والحضارة الفلسطينية .
كما كان للبرامج الترفيهية حصة من خطط الإذاعة الإبداعية فقدمت المحتوى الترفيهي بسلاسة .
تعتبر الإذاعة من أهم الوسائل المؤثرة بالجمهور وبالتحديد لكبار السن ومن لا يجيد القراءة فللكلمة المنطوقة أثر عميق بالأفئدة ومن هنا لعبت الإذاعة دوراً مؤثراً في تعزيز الوعي الوطني وتكثيف الدعم للقضية لدى العديد من شرائح المجتمع
ومنا ومن أسرة المجلة ومن كل فلسطيني نتمنى لهذه الإذاعة النجاح والتميز الدائم .
الكاتبة الإعلامية يارا فريج