رمضان غزة في اليوم ( ١٥٧ ) من المقتلة والمهلكة وحرب الإبادة :

منذ أيام وأنا أتابع صفحة مخيم النصيرات وصفحات أخرى غيرها ، فأقرأ فيها ما يعبر عن ألم ومرارة لما يمرون به ، بخاصة أن شهر رمضان الذي حل في هذا الصباح كان يقترب من الأبواب .
افتقد أهل غزة الأجواء الأسرية الطبيعية ، وافتقدوا أيضا أجواء الاستعداد للشهر الفضيل من شراء مواد تموينية وأخرى للزينة ، وتساءلوا عن وجبات الطعام التي سيؤمنها الصائم له ولأسرته ، واستفسروا إن كان يجب على الصائم جوعا أن يصوم ؟
هل الصيام فرض في هذا العام على أهل غزة الصائم أكثرهم منذ أربعة أشهر تقريبا جوعا فرض عليهم ليهلكوا ؟
للتو قرأت في صفحة الصديق شجاع الصفدي أنه لأول مرة يستقبل الشهر الفضيل المحبب إليه بامتعاض . هكذا خاطب ربه غصبا مكرها متألما ، فكما كتب غيره لا طعام يفرح الصائم الذي يفرح عند الإفطار لأنه صبر وأدى الفريضة ، ثم حصل على ما يعوضه عن صبره نهارا كاملا .
لا صحن شوربة ولا صحن سلطة ولا وجبة صحية ولا قطعة حلوى ولا ماء ولا عصير ولا ذهاب لتأدية صلاة التراويح ولا كهرباء ولا صوت عبد الباسط يقرأ القرآن ولا صوت مؤذن ينتظر الصائمون سماع ” الله أكبر الله أكبر ” ولا .. ولا .. ولا .. ومع ذلك فقد قام بعض شباب شمال غزة أمس بتنظيف الشوارع وتزيين الحيطان وتبييضها والكتابة عليها : أهلا برمضان وكل عام وشعبنا الفلسطيني بخير ووضع أفضل .
صار الجندي الإسرائيلي في ساعة استرخاء واستلقاء على رمال غزة ، قبل أن يقنصه قناص ، يؤذن ساخرا من المسلمين ، وصار زميله يصور ما يقوم به ، ليبث شريط فيديو يعبر عن سخريته من المسلمين وربهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هل تخاطب أهل غزة قائلا :

  • صبرا آل غزة ، فإن موعدكم الجنة ؟
    وماذا يجدي الخطاب ؟
    وبعد عشرة أيام سنتغنى وغيرنا بمعركة الكرامة كما نتغنى بخالد بن الوليد وبصلاح الدين الأيوبي . سنتغنى !!

أ. د. عادل الاسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *