…………………….. ..
شُفيتُ من الداءِ العضالِ المفزعِ = بدعوةِ صدقٍ من فؤادٍ مُوجعِ
ودعوةِ أهلٍ في فؤادٍ واثقٍ = ودعوةِ خلّ أو محبٍّ مُفجعِ
دعوت بصدقٍ والطريقُ المصطفى= وعترته، لله نحو الأمنعِ
فما نفعَ الداءَ الدوا إلّا إذا = يشاءُ إلاهي رحمةً بالمهطعِ
فكلّ قضاءٍ خيره أو شرّه = يسيّره الباري بعدلٍ مشرعِ
تناء عن العينين خيرٌ واجدٌ = بمطلع دهرٍ قد طفا بالأدمعِ
يطولُ به من كلّ صوبٍ عارضٌ= وأرّقني خوفٌ به في المضجعِ
فضعْتُ مع الآهاتِ أحنو تائهًا= وذقتُ من الويلات ما لم يُسمعِ
وعشتُ ليالٍ بالأسى في محنةٍ = وصبرُ فؤادي فاقَ صبرَ الأشجعِ
تربّطَ نجمُ الليلِ في حبلٍ دُجىً = بكلّ نياطي والنهى والأضلعِ
فسرتُ كما النجمُ الذي في ظلمةٍ = يسير كفيفًا في فضاءٍ أخدعِ
يهلّ علينا اليوم عامٌ مرتجى = ويأفلُ عنّي دهرُ نحسٍ مفزعِ
فيا ثقتي في كلّ كربٍ قاصمٍ= ويا أملي حين الدوا لم ينجعِ
ويا سندي عند التهاوي والشقا = وعند متاهات النهى والمصرعِ
إليك أناجي من بلاءٍ مهلكٍ = وغمّ فؤادٍ في شديدٍ مُروعِ
ففكّ وثاقي عن بقايا علّةٍ = ومدّ بعمري في التقى والممتعِ
وردّ إلهي كلّ همّ مسقمٍ = بمطلع عامٍ قادمٍ يا مدفعِ
فجمّعَ أشلائي الرجا في حزمةٍ = وقاوم عصرًا دون يأسٍ مجزعِ
وقطّع حبل النجمِ صبري والدعا = فسرت إلى الله الرحيمِ الموسعِ
شكرتُ إلهي كيف شكري يرتقي = وزاد عطاءاتٍ بما لم أسمعِ
نسيت نعيمًا في ربانا آيةً = وعشت زماني شاكيا لم أقنعِ
تعانقني الآلاءُ شمسًا في الضحى= وما هوَ أخفى فاق بحر الأدمعِ
يقصّرُ شكري في نعيمٍ ظاهرٍ = ويعزفُ إذ طلت الخفيْ بالأذرعِ
د. نوري الوائلي