احتدمت الحرب واستشاط الخبيث غضبًا.
وتجاوز فيه الحدَّ وأفرط فيه.
لقد أخذوا كل شيء قهرًا.
بعد أن اِطْمَاَنَّ الْمغتصب بِالبِلادِ.
إذ جعل ينتقي الضحايا في برمجة يحسده عليها القائمون على وضع خطط التنمية.
مهما اجتررت الحدث فإنني لا استطيع الوصف.
لأنني في ذُهُول من شدّة الدهشة.
كنا في قريتنا الوادعة طيبة المقام هانئة العيش.
استضفنا فيها من أدركتهم نيران الحرب الطاحنة ففروا إلينا.
ضمدنا الجراح وتقاسمنا المسكن والملبس.
وبدانا بنسج حبائل الود لمقبل الأيام.
طاف بذهني ويلات الحرب الكونية ومانقلته السينما.
حينها سكبت الدموع من تلك المناظر المصورة.
ولكنِّي أعيش لحظات الرعب الممنهج بدقة.
هل لك أن تتصور نساء نفقت كما البهائم وهي تنتظر دورها؟
إنني أشد على تلك الأرواح التي صعدت إتقاء فعل مع من كَانَ رَذِيلاً حَقِيراً.
إنها نزعة هروبيّة مِنْ أَرْذَالِ النَّاسِ.
ووجدت نفسي أمام أمر حَتْميّ.
كنت أرتجف ولا يخرج صوتي.
فتنازعوا في أمري.
كل يريد أن يستأثر بجمال هذا الجسد.
فصَوَّبَ أحدهم سلاحه تجاه من يمسك بيدي.
فوقع أرضاً.
وعاجلني برصاصة في بطني.
حملوني إلى المستشفي.
وقلت للطبيب عليك بإستئصال رحمي.
وإن لم أعش أرسل قصتي…
الكاتب صلاح عثمان