طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية للكاتبة إسراء ياسر سعيد

في ظل الصراعات الاقليمية السياسية ونشأة نزعة التفريق العرقي والديني التي يعيشها المجتمع العربي، اصبح الإنقسام وعدم تقبل الآخر واقعاً مريراً جعل هذا المجتمع يقع في حفرة الطائفية المظلمة، وذهب بهذه النزاعات الى ابعد من حجمها الطبيعي كونها صراع سياسي قائم على المصالح التي تتبدل من حين لآخر يذهب ضحيتها مجتمع منزلق نحو التعصب والإنشغال بالخلافات بدلاً من التقدم، لذا كان لا بد من ايجاد طرق لتعزيز التسامح والتعايش لخلق مجمتعات سليمة تنهض بأوطانها وتتقبل الإختلاف.

إن التسامح والتعايش هما الركيزتين التين تبنيان مجمتع متقدم ومتعدد الثقافات، وإن احد طرق تعزيزهما هي تعديل المناهج التعليمية ومراقبة سلوكيات المدرسين في التعامل مع من يختلف معهم سواء في الدين او الجنس، يقوم المنهاج الجديد على فكرة تقبل الآخر، وأن ذلك لا يعني الايمان بمعتقداته، وأن تقوم الوزارات التعليمية بحض ومراكز التنشئة عمل رحلات مدرسية لدور العبادة بالتنسيق مع الشخصيات التي ترعاها، وتأكيد هذه الشخصيات على رسالة كل الاديان بالدعوة للمحبة وإحترام الآخرين كذلك مشاركة الاهل في حضور هذه الجلسات، اضافة الى التركيز على دور النساء في المجتمع وفكرة قوامة الرجل ليس المقصود بها التقليل من المرأة وكبح حريتها وتبيان ان كل الاديان كرمت المرأة ورفعت من شأنها وجعلتها رمز للتضحية والعطاء، وكذلك تشديد العقوبة على كل من يخالف هذا النهج من طلبة كالخصم من درجاته في المرة الاولى والفصل في الثانية اما الشكاوى المقدمة في ذويهم فحرمانهم من الإنخراط في مؤسسات الدولة إضافة لمراقبة خطابات رجال الدين والتأكد من خلوها من أي فكر تحريضي يؤجج النزعة العنصرية للمجتمع، كل هذا يتم بشراكة بين مختلف كيانات الدولة بمختلف مؤسساتها التربوية والاعلامية لمتابعة السلوك السلمي للتعايش وتحفيزه لدى المجتمع.

في الختام فإن مشاركة اطراف المجتمع مع مؤسسات الدولة للمساهمة في بناء جيل واعي بعيد عن التطرف ونبذ الآخر هو السبيل الأفضل للافراد والمجتمعات لجعل الدول العربية بصورة وواقع افضل مما هي عليه، فالمجتمع العربي قادر على التغيير وجعل التنوع الثقافي نعمة عظيمة له لا نقمة عليه.

الكاتبة إسراء ياسر سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *