تتال الجامعات العربية نصيبها من الشتائم ، ويقلل ناشطون فيسبوكيون من شأنها وينظرون إليها على أنها صفر ، تماما مثل الجامعة العربية والأنظمة العربية التي حظيت في الأشهر الأولى من الحرب بنصيب وافر من التقريع ، ولا أريد أن أقول : والشعوب العربية . ولعلكم تتذكرون تداول صفحات عديدة مقولة مريد البرغوثي بخصوص الجامعة العربية ” لا تعلموا أولادكم كلمات بذيئة مثل الجامعة العربية ” ، بل وبيت الشاعر عبد الكريم الكرمي آبو سلمى :
” لنا دول – ليتها لم تكن –
مطايا وأذناب مستعمرين “
و :
” وجامعة لم تزل دمية
يخف إليها الرجيم اللعين “
ومن شابه أباه فما ظلم أمه .
تتبعوا وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين بعد طوفان الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العالمية .
أعتقد أن رصد ما كتب والنظر فيه يستحق .
هل هي مؤامرة تهدف إلى تأكيد ما قاله الأمريكي الأرعن الأزعر ( رونا..لد ترام.. ب ) من أن العرب لا يستحقون الحياة أو قريبا من هذا ؟
لا غالب إلا الله ، ويبدو أن قسما منا سوف يعزز ما قاله ( داروين ) : البقاء لله وللأصلح والأقوى .
هل أكرر قول محمود درويش :
” لغة تفتش عن بنيها
تموت ككل من فيها
وترمى في المعاجم “
ولكن :
أليس ما يحدث الآن في العالم سببه ما فعله قلة من العرب في غزة ؟
ثانية يبدو أنني سأكرر قول محمود درويش :
” للحقيقة وجهان والثلج أسود فوق مدينتنا “
ويبدو أن مظفر النواب لم يجانب الصواب حين قال :
” إننا أمة ، لو جهنم صبت فوق رأسها ، واقفة ” .
ها هي غزة توقظ العالم وتحرر أمريكا ، كما رأى بعض الأمريكان في بداية المقتلة والمهلكة وحرب الإبادة .
كل حدث قد يقود إلى تأويلات كثيرة لا يخطر بعضها على البال ، وقد تنتج عنه نتائج ليست في الحسبان ؛ نتائج لم يتوقعها أحد . وقد يجد المرء أحيانا نفسه جاحظيا يدافع عن الشيء ونقيضه ، وقد يتبنى ، لفترة ، رأيا وسرعان ما يؤمن بنقيضه . إنها الحيرة لعدم وضوح الأمور . قد تدافع عما فعلته حماس في ٧ أكتوبر ، وفي الوقت نفسه قد تأخذ بوجهة نظر مختلفة مغايرة . وقد تجد لوجهتي النظر المتعارضتين ما يبررهما ويسوغ كلا منهما .
هل علينا أن ننتظر عشرين عاما لنحدد موقفا ونتبنى وجهة نظر واحدة ستثبت الأيام أنها هي الصحيحة ؟
أحيانا أجد نفسي ( كنديديا ) يمدح ما جرى ، لأن البديل قد يكون أسوأ ، وقبل كنديد ردد أجدادنا المقولة ” لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ” و ” الخيرة فيما اختاره الله ” و ” المكتوب على الجبين لازم تشوفوا العين ” و :
” مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها “
و … و … إلخ
وما يجري ونتابعه مربك ومحير ، وغالبا ما رددنا ” لا يصح إلا الصحيح ” وغالبا ما نعتنا زمننا بأنه زمن النذالة والخسة وأنه زمن الرويبضة و … و … وغالبا ما نكرر مقولة أن زمن العبودية ولى وانتهى و … .
أ. د. عادل الأسطة