عشر دقائق للكاتبة صفاء كروش

على غير العادة، يأتيني اتصال مفاجئ منها، لتخبرني أنها في الطريق إلي :
ماذا أحضر لك من إفطار معي؟
إذن الأمر هام، لتأتي أختي الصغرى دون صغارها وهى تعلم أنهم بهجة اللقاء.
أخذت أنظر من النافذة وأتطلع ظهورها مرة بعد مرة، فلأعد الشاى الممزوج بالحليب إلى أن تأتي.
لا، لقد طال الانتظار، فلأعد مقرمشات للتسلية أولا، ومن المطبخ إلى النافذة إلى التراس، حفظت قدماى عدد الخطوات، فلأصبر قليلاً، فهى لن تأتي إلا بخبر عظيم يُسري عني وحدتي، لا بد أنه أخبرها برغبته في الارتباط بي، كان لقاءً عابراً، إلا أن صداه في روحي مقيماً، تحدثنا في أمور شتى، لأول مرة يستولى علي هذا الشعور، فليس الأمر مجرد إعجاب بوسامته قدر إعجاب بطريقته في الحديث وعقل مستنير وتشابه في الأفكار والرؤى.
نعم، لا بد أنه يريد الارتباط على وجه السرعة، فما تبقى ليس بالكثير، وسأوافق فوراً فهو قريب لزوجها ويتمتع بالسمعة الحسنة كصهرنا.
لا، سأتدلل أولا.
تحلقت الأسباب فوق رأسي وتقارعت كؤوس الحيرة لمجيئها المفاجئ لأمر ثان، ولكني أعرفها جيداً، لن تلعب هذا الدور الذى يدور في خُلدي الآن، فقد طال الخصام بيني وبينه ومهما كنت على حق، لن يعتذر مني فهو ذكرنا وكبير الأسرة الذى لا يُخطئ أبدأ، إذن ما الأمر؟
نظرتُ في ساعة الحائط مرة تلو الأخرى ودقيقة تجر أختها المسكينة دون طائل بعد، لتمر أطول عشر دقائق في ترقب الخبر اليقين.
لأسمع طرقاتها الخفيفة التي أحتفظ بها في جيب الذكريات الأسرية القديمة.
وبعد القبلات الحارة والسلامات والإفطار والشاى الذى اعتدناه ممزوجاً بالحليب يصاحبه مخبوزاته الصغيرات التي أحسن إعدادها بالفرن برائحتها الخلابة إثر المادة الدهنية الطبيعية، ليليها مقرمشات لذيذة لا يخلو البيت منها، وتمدد حبل الحديث بيننا إلا أنه لم يأتِ بنتيجة مرجوة، فلأباشرها بسؤالي، فليس هناك مفر :
مفاجأة عزيزة، لكن لمَ لم تأتِ بالصغار أو حتى بالننوسة صغيرتي الجميلة كما أحب أن أُطلق عليها؟
لتدهشني إجابتها دهشةً أضحكت سني وأفغرت فاهي.
أبداً، أحببت أن أكون خفيفة، كي أتسوق وأُبدل حذائي الذى تمزق بآخر جديد، خاصةً أن بالقرب من هنا محلات ذات عروض مميزة!.

الكاتبة صفاء كروش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *