على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية للكاتب والناقد رائد الحواري


أن يتم عقد لقاءات أدبية متعلقة بالرواية في فلسطين وفي ظل جرائم الإبادة التي تجري فيها، فهذا يعد إنجازا وتحديا وإصرارا على ممارسة الحياة، من هنا نقول إن إرادة الفلسطيني في إثبات وجوده الوطني والثقافي أحد أشكال الحرب التي يخوضها مع عدوه البربري، فرغم ما بنا من أوجاع وألم، إلا أننا (نمارس حياتنا) ونؤدي دورنا، وهذا بحد ذاته يحسب لنا.


هناك بعض المفاصل المتعلقة بالأدباء وأثر الإبادة عليهم، فما قاله أحمد رفيق عوض: “لا أستطيع أن أكون صادقا مع نفسي إذا ما كتبت عن غزة” وما قاله محمد البكري: “لا أستطيع أن أعمل فلما عن غزة” يبدو وكأنه (تخلى) عن الدور المناط بالروائي والفان، لكنه في حقيقة الأمر يؤكد انتماء الفلسطيني لشعبه، فالأديب/الفنان يتأثر بالأحداث أكثر من غيره، فإحساسه المرهف يجعله يتأثر بأي شيء، فما بالنا عندما تكون هناك أبادة للشعبة الفلسطيني، وإزالة لوطنه فلسطين!؟


وهنا أذكر بالراحل الفنان والمسرحي “مصطفى الحلاج” الذي امتنع عن الكتابة لمدة خمس عشرة سنة بأثر هزيمة 67، فأثر الهزيمة جعله ينعزل ويعتكف، وإذا ما قارنا ما يجري في فلسطين الآن، يمكننا فهم هذه (السلبية) وعدم تناول الإبادة والإزالة.


فحجم الجرائم ونوعيتها تجعل الكاتب/الفنان (عاجزا وغير قادر) على التعبير أو وصف الإبادة، بمعنى أن هناك حدثا أكبر من الكتابة، من الفلم/ من اللوحة، ووقف الإبادة والإزالة يحتاج إلى قوة تردع المجرم، وتوقف هذه الجرائم والوحشية، وهذا يقودنا ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى ضرورة تدخل (الجيوش العربية) لإنقاذنا وإنقاذ الكرامة العربية مما هي فيه من ذل وخنوع وانهزام.


من هنا يمكننا القول: إن ما قاله أحمد رفيق عوض ومحمد البكري يمثل ردا وطنيا وثقافيا على جرائم الإبادة التي يقترفها الكيان البربرية المدعومة من أمريكيا، فالكتابة والفلم والأغنية لم تعد تقدر على ردع المجرم ووقف جرائمه ووحشيته.

الكاتب والناقد رائد الحواري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *