آبِقٌ يَسْتَغِيثُ في اللَّيلِ رَبَّه
مُبْتَلًى يَشتكي هَواهُ وكَرْبَهْ
يَذْرِفُ الدَّمعَ حائِرًا يَتَلَظَّى
ليس يَدري وليسَ يَفْقَهُ دَرْبَهْ
عالِمٌ، غيرُ عالِمٍ بِخَبايا
عُمْرِهِ، تَسْرِقُ الضَّلالةُ قَلْبَه
آبِقٌ لا يَؤُوبُ، يغشى صحارى
موبقاتٍ مِنَ المَهالِك جَدْبَةْ
أين يَمضي وكيف يَمضي ولَمَّا
يَسْكُنِ النُّورُ والهِدايَةُ جَنْبَهْ؟
طائِشٌ كالسِّهامِ أو كالمَنايا
واللَّيالي تَغُرُّ حينًا وتَجْبَهْ
ويُعانِي كَما يُعاني السَّكارى
والحَيارى مِنَ الهواجِسِ غُربةْ
فَيْلَسُوفٌ وواعظٌ، وخطيبٌ
واحَةً يرتعي مِن الزَّيْفَ خَصْبَةْ
واهِمٌ آثِمٌ كثيرُ الرَّزايا
وكثيرًا ما يَتْبَعُ الخِلُّ صَحْبَهْ
أَيَعُودُ الضِّياءُ لِلقَلبِ نُورًا
قُدُسِيًّا، يرعى الهُدى والمَحَبَّةْ؟
الشاعر د. عبد الولي الشميري