عَينٌ كَشَعبٍ ، لَمْ تَع شُحَّ وَهَجِ رَقِيقِهَا بالنَّقصِ تُرْثِ خُلودَنَا فَمَا مِنْ نَصِّ إِلَّا بِهِ مَجازِعُ، وَ ما بَعدَ اللَّهفَةِ قدْ آنَ لِقاءُنا يا غَزَّةَ تَوَقُّراً، أَنْ أرى أَطفالَكِ إِلّا طَيفَاً، أَنْ أجْهَلَ رَواءَكِ بَعدَما الْفُراقْ، أن تَتَلاشى الْأُلفَةُ كَأنَّها لَمْ تَكُنْ وَ أُسرِرُكِ سِرّاً يا غَائِبي ، أَخونُ كِبرِيائي خِلسَةً وَ أَشْتاقُ لِلحُِريَّةِ تَجاوُزاً ، لَيسَ تَجَلِّياً بِالتَّجاوُزِ بَلْ عَسَاها تَفَاصيلُكِ يا بِلادُ تُخَلَّدُ دُونَ وَصْمَةٍ ، عامٌ وَ مِثلُهُ وَ لَمْ آلَفَ سُكُونَ الْحَيَاةِ دُونَ جَلجَلَةِ قَرِعِ أَحْلَامِنَا ، بِما يُعرَفُ الذُّلِيلُ إِذْ جَانَ عَلَى وَجَناتِ أطفالِهِ دَمعُ الْهَوى فَتَمَنَّعَ ، لِمَن يَنحَنِي ظَهِرُ النَّجاةِ بِرُوحِهِ عَزِيزٌ مُقبِلٌ يَتَعَلَّلُ ؟ بِمَن تَطيبُ العُلَلُ ، في مَنْ يتَوَلّى الأمَلُ ..أُلْفِي بِتِلكَ البِلادِ مُعَتَّقٌ ، أَصِيلٌ بِمَا عُلِّقَ وَ مَا أَجْحَفَ ، حَسافَةً طَوِيلُ الْسُّؤالِ بِسِرّي يا أُمَّةُ مَا حَضَرْ ، وَ هَا يُقبِلُ يَنحَنِي بِئسَ وَطَنٍ مَا وُطِئَتْ خِصالُهُ مَا ثُقِّلَتْ بِالوِئامِ وِصالُهُ مَا زانَتْ بِضَرْحِ عَزيزِهَا حِجارُهُ تُورِقُ الْحَولِيَّ فِينا وَ مَا صَدَقَ الْمُعَمِّرُ غِراسَهُ ..وَ مَا بِهِ خَيرٌ لا أَجْزِمُ بِخَيْرِهِ شَرّاً أُدْرِكُهُ لَكِنَّ النَّفْسَ عَزيزَةٌ وَ فِراقُ أَحِبَّتِها لَهيبُ ، كُلَّما قُلْتُ اكتَفَت وَ باتَتْ قَريرَةَ الْعَينِ فاضَ أَجيجُها وَ زادَتْ لَهيبُ ، فِداكِ يا أُمُّ .
الكاتب علي علاء الدين شلبي