…………………
مات الفتى!!
قال الرفاقُ: اشتياقاً
وقال الخطيبُ: خاضَ غمار الحياة شقياً…. نقياً
وودّعَ حتّى الحجارةَ في البيت قبل الفراق.
جابَتْ جنازةُ هذا النّقيّ دُموعَ الزّقاق…
كلُّ الصّبايا سَكَبْنَ العُيونَ
جَمَعنَ السّتائرَ في الكفّ
ثمّ انتظرن مرور الجنازة تحتَ النّوافذ
خُنَّ الحياةْ …
اشتهيْن تقبيلَ خدّ الفقيد
وتمسيدَ كفَّيهِ قبلَ العناق.
قالَ صديقُ: كانَ يُحبُّ البنادقْ
وسَكْبَ الدُّموع على مشهدِ الدّم
والابتسامَ قدّامَ قبر ٍ حديث …وموتى قدامى.
مثلي يُحبُّ المسيح َ…ووقتَ الغُروب …وصوتَ المُؤذّن والنّايْ
وكلّ صباح يجسُّ الخُيوطَ وينفُضُ ناراً عن كاهليه
ويخرج: أين الرفاق…الرّفاقُ؟؟
مات الفتى ……!!!
واللّواتي اشتهينَ البُكاءَ على ساعدْيه
وَوَلوَلنَ لمّا جاب الحواريَ قلنَ: هذا نفاق…
جنازة هذا الشقيّ فيها النفاق….
رغم مئات الرفاق ِ فيها النفاق
ماتْ وحيدا …شقيّاً ..نقياً …
وقيلْ:
أشرعَ للرّيحِ كِلتا يَديهِ وهوَ يُردّد : دفَ عناقٍ..دفءَ عناقٍ ..دفء عناق.
الشاعر حسان نزال