غزة بين الحرب الهمجية الصهيونية و التواطؤ الاميركي .. للكاتب والباحث الإعلامي د. فضيل حلمي عبد الله

أنها جريمة حرب وحشية تُضاف إلى سجل جيش الاحتلال الصهيوني الحافل بالمجازر، و الذي قصف مساء أمس مدرسة “المفتي” للنازحين في مخيم النصيرات، مما أسفر عن استشهاد 22 مدنياً، بينهم 15 طفلاً وامرأة، إضافة إلى إصابة 80 آخرين، جلّهم من الأطفال والنساء الذين كانوا يلتمسون الحماية في مكان ظنوه آمناً، ولم يكتفِ العدو بهذا الفعل الإجرامي، بل واصل استهداف النازحين الأبرياء، حيث قام للمرة السابعة على التوالي بقصف خيامهم داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، مما أدى إلى استشهاد 3 آخرين، وإصابة 40، بينهم من استشهد حرقاً في مشاهد مؤلمة تُظهر مدى وحشية هذا العدو الصهيوني المجرم..

هذه الجرائم تعكس نية الإحتلال الواضحة في مواصلة شن حرب الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، محاولاً محو حياة شعب بأكمله أمام أعين المجتمع الدولي الصامت، وفي ظل التواطؤ المكشوف من القوى الكبرى التي تَدّعي حماية حقوق الإنسان، ووسط تخاذل عربي مخزي للغاية..

ففي شمال قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا، تتواصل فصول الإبادة الممنهجة والتطهير العرقي، حيث يعيش معظم الناس تحت حصار خانق لليوم العاشر على التوالي، ويواصل العدو قصف الأحياء السكنية والمرافق الطبية، مما أدى إلى انهيار تام للمنظومة الصحية، تاركاً المرضى والجرحى يواجهون الموت البطيء وسط انعدام الأدوية والمعدات الطبية.

أمام أنظار العالم العربي والإسلامي والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تصر على شراكتها التامة في هذه الجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين وبحق أشقائه في لبنان، وتواصل توفير الدعم العسكري والمالي والسياسي لآلة الحرب الصهيونية، وهي من تمنحها الحماية على الساحة الدولية، مغلقةً كل الأبواب أمام أي محاسبة حقيقية لجرائمها..
لا يمكننا أن نغفل خيانة بعض الأنظمة العربية الرسمية التي اختارت الاصطفاف مع العدو ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وما زالت تلهث وراء مصالح ضيقة ووعود زائفة بالحفاظ على عروشها المهترئة هذه الأنظمة باعت الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة بثمن بخس، لكنها ستدفع ثمن خيانتها عاجلاً أم آجلاً، والتاريخ لن يرحمهم، والشعوب العربية لن تنسى مواقفهم المخزية.

من هنا ندعو كل عربي شريف، وكل إنسان حر في هذا العالم إلى تبني موقف واضح وحاسم والتحرك الفوري والعاجل لإيقاف هذه المذبحة الصهيونية المتواصلة؛ فإن السكوت على هذه الجرائم هو تواطؤ وخيانة لدماء الأطفال الأبرياء، والنازحين الذين يحرقون أحياءً في خيم النزوح جراء القصف الصهيوني الوحشي النازي.

الكاتب والباحث الإعلامي د. فضيل حلمي عبد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *